الجزائر: متضررو الإرهاب الأكثر إقبالا على استفتاء المصالحة

السلفية تنفذ تهديدها وتفجر مركز اقتراع.. وأقل نسبة مشاركة في منطقة القبائل

TT

سجلت أعلى نسبة مشاركة في الاستفتاء الذي شهدته الجزائر حول «ميثاق السلم والمصالحة» امس، في المناطق التي عانت من الإرهاب خلال التسعينات. واذ بلغت نسبة المشاركة بعد ظهر امس 45 في المائة، فان عبد العزيز بلخادم، الممثل الشخصي للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، قال إنه يتوقع نسبة مشاركة لا تقل عن 80 بالمائة.

وافادت الاحصاءات الاولية ان نسبة التصويت كانت الاعلى في ولايات بشرق البلاد مثل سوق أهراس وجيجل (أحد المعاقل الرئيسية السابقة للمسلحين)، بينما شهدت منطقة القبائل اضعف نسبة مشاركة (6 في المائة في تيزي وزو و7 في المائة في بجاية، بعد الظهر).

ورغم الاجراءات الامنية المشددة، فان «الجماعة السلفية للدعوة والقتال»، التي سبق أن عارضت ميثاق السلم ووصفته بـ «الخدعة التي تستهدف وقف الجهاد»، نفذت تهديدها بتفجير قنبلة الليلة قبل الماضية في مركز اقتراعي بمدينة تيجلابين (45 كلم شرق العاصمة) اسفر عن جرح ثلاثة أفراد من الحرس البلدي. كما أبطلت قوات الأمن مفعول قنبلة في المدية (100 كلم جنوب العاصمة) في نفس اليوم كانت على وشك الانفجار. كذلك، راجت عشية الانتخاب إشاعات عن وجود قنابل في أحياء عديدة من العاصمة، لكن سرعان ما تبين أن الإشاعات كاذبة تهدف الى نشر جو من الخوف خلال فترة الاقتراع.

وبعد ظهر امس، التقى بلخادم مع صحافيين، وأبدى تفاؤلا كبيرا بتجاوب الناخبين مع الاقتراع، معتبرا مشروع السلم المطروح للاستفتاء «فاتحة لمستقبل يعد بالكثير، فالسلم غاية كبيرة ولا تنمية ممكنة بدون استقرار، وعندما ينسى الجزائريون أحقادهم يصبح كل شيء ممكنا على صعيد النهوض بالبلاد اقتصاديا». وأوضح بلخادم أن الاستفتاء «لا يتعلق بمنافسة بين الأحزاب للتمكين لهذه القائمة الانتخابية أو تلك، أو لهذا الرجل أو ذاك، وإنما لترسيخ السلم والتخلص من الضغائن».