دراسة: الأطفال يصابون بالسكري لأسباب.. نفسية

حذار من الطلاق والعنف الأسري

TT

في مسار مخالف للمعتاد في البحوث حول أسباب مرض السكري لدى الأطفال، توصل فريق من العلماء في السويد إلى أن معاناة الأمهات من بعض أحداث الحياة المؤثرة على نفسيتهن بنحو مؤلم ترفع من نسب إصابة أطفالهن بالنوع الأول من مرض السكري. والبحث الذي نشرته مجلة العناية بالسكري الأميركية في عددها الأخير، تم إجراؤه في السويد وشمل نحو 6000 طفل مريض بالسكري، قام الباحثون خلال أكثر من سنتين ونصف السنة بمتابعتهم وجمع البيانات حولهم في محاولة لمعرفة أسباب إصابة الأطفال بالنوع الأول من مرض السكري، وهو ما يسببه اختلال التوجيه في جهاز المناعة، فيتم القضاء على خلايا البنكرياس التي تفرز الأنسولين لأسباب غامضة ويختفي الأنسولين من جسم الطفل، وبالتالي يصاب بمرض السكري. وقد أبدت الدكتورة أنالي سيبا من جامعة لينكوبنغ دهشتها من نتائج الدراسة، قائلة «كانت نوعاً ما مفاجأة لي أن يكون دور الضغوط النفسية التي تصيب الأمهات مؤثراً بهذا النحو على جهاز مناعة أطفالهن، وهو ما لا يمكن تعليله بكل ما نعلمه حتى اليوم من عوامل خطورة الإصابة بالنوع الأول من السكري»، لكنها استدركت قائلة بحسب وكالة رويترز، ان معاناة الأمهات من الضغط النفسي، مثل حالات الطلاق أو العنف في المنزل أو خارجه تؤثر عليهن كما أنها أيضاً تجعل أطفالهن يعانون من هذه الأمور السلبية، الأمر الذي يرفع من نسبة هورمون الكورتسول في الجسم، مما يؤدي إلى تكون حالة من مقاومة خلايا الجسم لمفعول الأنسولين، الأمر الذي يزيد من الضغط على البنكرياس، ويثير بالتالي حالة من اختلال التوجيه في جهاز المناعة لدى الأطفال. الدراسة تفتح مرة أخرى مواضيع العنف المنزلي وحالات الطلاق وضرورة تجنيب الأطفال معاناة تتجاوز الآثار النفسية الى الجسدية، وهي واحدة من عشرات الأبحاث التي تعقبت التأثيرات المرضية لديهم نتيجة للمشاكل التي يعاني منها أحد الوالدين، وطالت جوانب صحية تصيب الأطفال أكثر غرابة من مرض السكري أو السمنة بل حتى الحساسية وأمراض الجلد!