300 ألف شخص محبطون من جائزة نوبل

«نيهون هيدانكيو» أصبحت رمزا لـهيروشيما وناغازاكي

TT

فوز وكالة الطاقة الدولية ومديرها محمد البرادعي بجائزة نوبل للسلام أمس، لم يرض الناجين اليابانيين من التفجيرين الذريين في هيروشيما وناغازاكي الذين عبروا عن خيبة أملهم لعدم منحهم الجائزة.

ونقلت وكالات الأنباء أمس عن تيرومي تاناكا، أحد الناجين من القنبلة الذرية التي ألقيت على ناغازاكي في عام 1945 والأمين العام لمؤسسة نيهون هيدانكيو المعروفة أيضا باسم «اتحاد منظمات ضحايا القنابل الذرية والهيدروجينية» قوله: إنه لأمر مثير للإحباط للغاية. كنا نأمل لو حصلنا على الجائزة، لأن ذلك كان سيمنحنا دعما قويا ويعطي تشجيعا أكبر لضحايا القنابل الذرية الذين يتقدم بهم العمر».

وعندما سئل تاناكا عن رأيه في منح الجائزة لوكالة الطاقة الدولية والبرادعي قال «إنها ليست منظمة قامت بأنشطة خاصة بالسلام. انه أمر مثير للإحباط للغاية». وأضاف «لا افهم لماذا لم تحصل نيهون هيدانكيو على الجائزة هذه السنة. وهذا يحملني على التساؤل إن لم تكن لجنة جائزة نوبل تعطي الافضلية لبلد معين».

و«نيهون هيدانكيو»، هي الهيئة الجامعة الوحيدة التي تمثل منظمات الناجين في هيروشيما وناغازاكي ـ تعرف هذه المنظمات بمسمى «هيباكوشا» ـ على مستوى اليابان ككل. ولقد أسست «نيهون هيدانكيو» في 10 أغسطس (آب) 1956، ولها فروع ومنتسبون في كل محافظات اليابان الـ47 وكل مسؤوليها وأعضائها أعضاء في المنظمات الفرعية، مع الإشارة إلى عدد الناجين من آثار قنبلتي هيروشيما وناغازاكي كان وفق إحصائية مأخوذة في مارس (آذار) 1999 بنحو 300 ألف شخص. كما أن عدداً من الناجين ينتظمون في منظمات خارج اليابان. وقتلت القنبلتان الذريتان اللتان عجلتا باستسلام اليابان في الحرب العالمية الثانية نحو 140 ألفا في هيروشيما وقرابة 70 ألفا في ناغازاكي.

ومن أبرز الأهداف التي تعمل من أجلها «نيهون هيدانكيو» منع وقوع الحروب النووية عبر نزع السلاح النووي بتوقيع معاهدة الحظر التام للأسلحة وتدميرها، وتأمين تعويضات حكومية للضحايا، وتحسين السياسات الراهنة لحماية منظمات الناجين.

وقال ميكيسو ايواسا نائب الامين العام لمؤسسة نيهون هيدانكيو «لقد عملت الوكالة الدولية للطاقة الذرية على مدى سنوات طويلة للقيام بواجباتها لكنها لم تتمكن من التخلص من الأسلحة النووية بالكامل...نحن لن نتوقف وسنواصل الكفاح من أجل التخلص من الأسلحة النووية».

ورشحت نيهون هيدانكيو وأحد مؤسسيها ويدعى سينجي ياماجوتشي، 74 عاما، وهو أحد الناجين من قنبلة ناغازاكي لجائزة نوبل للسلام. وقاد ياماجوتشي حملة الضحايا ضد الاسلحة النووية. وكان في سن الرابعة عشرة فقط عندما أسقطت الولايات المتحدة القنبلة الذرية على ناغازاكي بجنوب اليابان عام 1945. وفقد ياماجوتشي الوعي لمدة 40 يوما بعد أن نجا من الموت بأعجوبة، وأصابت الحرارة التي نتجت عن الانفجار والتي يعتقد أنها وصلت إلى أربعة آلاف درجة مئوية أصابت معظم وجهه وبدنه بحروق. ولا يزال ياماجوتشي يعاني حتى الآن من مشكلات في التنفس ويذهب إلى المستشفى مرة في الأسبوع لتلقي العلاج.

وذكر شونتارو هيدا عضو نيهون هيدانكيو انه لم يعتقد قط انه سيكون من السهل على جماعته الفوز بجائزة نوبل للسلام لأن الولايات المتحدة ستعارض ذلك. وقال لمؤتمر صحافي في طوكيو انه لو فازت نيهون هيدانكيو بالجائزة لما تمكنت الولايات المتحدة من الدفاع عن إلقائها القنبلتين الذريتين على ناغازاكي وهيروشيما.