نهاية كنعان .. رصاصة في الفم

وزير الداخلية السوري قال لإذاعة لبنانية قبل ساعات من انتحاره «هذا آخر تصريح لي» * الأسد يصنف أي سوري متورط في اغتيال الحريري «خائنا»

TT

وضع وزير الداخلية السوري غازي كنعان صباح أمس حداً لحياته بطلق ناري من مسدسه في فمه، وذلك بعد أن أدلى من مكتبه في وزارة الداخلية بتصريح عبر الهاتف إلى إذاعة صوت لبنان، طلب من المذيعة أن توزعه على وسائل الإعلام «لأنه يمكن أن يكون آخر تصريح صحافي يمكن ان يعطيه». وجاء انتحار كنعان المسؤول السابق عن الاستخبارات العسكرية السورية في لبنان قبل حوالي 10 ايام من تقرير ديتليف ميليس، رئيس لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري.

وفي هذا التصريح «الأخير»، نفى كنعان رواية محطة التلفزيون اللبنانية «نيو تي في» عن اقواله، أثناء الاستماع إلى شهادته من قبل لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الحريري. بأنه كان يوزع شيكات على اللبنانيين والسوريين بتوقيع الحريري. ودعا وزير الإعلام السوري، مهدي دخل الله، إلى «عدم تحميل الأشياء أكثر مما تحتمل قبل معرفة الحقائق»، وكان الرئيس السوري، بشار الأسد، قد أكد أمس لشبكة التلفزيون الاميركية (سي. ان. ان) أن لا علاقة لسورية بمقتل الحريري، وأن من المستحيل عليه ان يصدر امرا كهذا لأنه ضد مبادئه الشخصية ومبادئ سورية. ولكنه أضاف انه في حال أظهر التحقيق الدولي ان هناك سوريين متورطين في عملية الاغتيال، فانه سيعتبر هؤلاء الاشخاص «خونة» ويطبق عليهم أقصى العقوبات ويقدمهم إما لمحكمة دولية وإما للقضاء السوري.

ولم توضح السلطات السورية ظروف الانتحار، لكن العميد وليد اباظة مدير مكتب كنعان، قال ان اللواء كنعان غادر الوزارة لثلث ساعة الى منزله ثم عاد ودخل مكتبه، وبعد عدة دقائق سُمِعَ صوتُ طلقٍ ناريٍ، وكانت الطلقة من مسدس في فمه».

وقالت وكالة اسوشييتد برس أمس، إنه بينما كانت الحياة تبدو على السطح عادية في دمشق، فإن العاصمة السورية كانت تموج بالشائعات، بينما تستعد الحكومة السورية بهدوء لتقرير ميليس بالإعداد لهجوم دبلوماسي مضاد، واجراءات ضد أي قرارت مقاطعة. وطرح انتحار كنعان، 63 عاما، أسئلة بين السوريين، حول دور محتمل في قضية اغتيال الحريري.

وفي واشنطن، امتنع الرئيس الأميركي جورج بوش عن التعليق على انتحار كنعان، لكنه أكد على القلق الأميركي من أن سورية ما زالت منخرطة بدرجة كبيرة في لبنان.

وقال بوش للصحافيين «لا أريد أن أصدر حكما مسبقا على التقرير، الذي سيصدر.. تقرير ميليس».

لكنه أضاف ان «طلب سحب القوات وكل أجهزة الاستخبارات شيء منفصل». العالم الآن يتوقع.. من سوريا ان تحترم الديمقراطية في لبنان». وقال المتحدث باسم الخارجية الاميركية ادم ايريلي، ان كنعان كان لسنوات طويلة، شخصية محورية في الاحتلال للبنان.