أشعلها ميليس .. وأحرق وجوها

بوش يدعو الأمم المتحدة إلى تحرك فوري وبريطانيا تتهم الحكم في دمشق بالغرور * نسختان من التقرير واحدة بأسماء مسؤولين سوريين بارزين وأخرى بدونها

TT

بيروت ـ دمشق: «الشرق الاوسط»: أشعل تقرير ديتليف ميليس النار التي طال لهيبها العلاقات اللبنانية السورية واحرق وجوهاً في قمة السلطتين السياسية والأمنية. وحركت نيران تقرير رئيس لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري العواصم الكبرى المعنية، فدعا الرئيس جورج بوش الى تحرك فوري للامم المتحدة ردا على ما وصفه بالتقرير «المقلق» الذي يشير الى تورط سورية في اغتيال الحريري. واشار وزير الخارجية البريطاني الى «غرور النظام السوري».

واتضح أن النسخة النهائية من التقرير التي ادخلت عليها تعديلات بعد تسليم ميليس تقريره لأنان، حُذفت منها أسماء خمسة مسؤولين سوريين ولبنانيين بارزين، بينهم آصف شوكت، رئيس الاستخبارات السورية، وماهر الأسد، شقيق الرئيس السوري، بشار الأسد. وعقد ميليس مؤتمراً صحافياً، دعا اليه بصورة عاجلة، للحد من الضرر الذي تسبب فيه توزيع نسختين من التقرير، لأعضاء مجلس الأمن وللصحافيين، النسخة الأولى اندرجت تحت بند «سري» وتضمنت أسماء المسؤولين السوريين واللبنانيين والنسخة الأخرى معدلة لم تذكر سوى «كبار المسؤولين السوريين واللبنانيين. واشار الرئيس بوش الى انه طلب من وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس ان تدعو الى عقد جلسة خاصة للامم المتحدة. فيما قالت رايس، من ولاية ألاباما الأميركية إن المجتمع الدولي يجب ان يجد طريقة لمساءلة سورية.

وعزا وزير الخارجية البريطاني جاك سترو امس «تورط اشخاص قريبين الى قمة النظام السوري بجريمة الحريري» الى «غرور» اقطاب الحكم السوري والرأي الذي تشبثوا بأن «لبنان كان نوعاً من الاقطاعية» لهم.

ووصف المندوب السوري لدى الامم المتحدة فيصل مقداد اتهام شاهد استجوبته لجنة التحقيق الدولية، اقرباء للرئيس السوري بشار الاسد في جريمة اغتيال رفيق الحريري بانها «كذبة كبيرة». إلى ذلك، نفت الرئاسة اللبنانية ما ورد في التقرير عن اتصال هاتفي بين أحد المشتبه بهم، محمود عبد العال، ورئيس الجمهورية اميل لحود، قبل دقائق من عملية الاغتيال. كما نفى مكتب الرئيس نبيه بري التعليق على المعلومات التي ربطت بينه وبين «مستر اكس» الذي ورد في التقرير بأنه مسؤول لبناني قال للمسؤول السوري رستم غزالة «فليذهب الحريري الى الجحيم».