تطوير «خيمة صحراوية» بتقنيات فضائية

«ختم الصحراء» .. تقي ساكنيها حر النهار وبرد الليل

TT

طور علماء فضاء اوروبيون خيمة مخصصة للصحاري والبوادي، معتمدين في تصميمها على الطرق والمبادئ المستخدمة في المشاريع الفضائية. وقد عرضت هذه الخيمة التي اطلق عليها اسم «ختم الصحراء» في معرض نظمه متحف الفن الحديث في نيويورك اخيراً.

وتخصص الخيمة التي يرتفع علوها الى مترين و26 سنتيمترا، لسكن شخص واحد، وتتسم بخفة الوزن كما يسهل حملها ونصبها بعد نفخها. والأهم من ذلك انها تستفيد من مزايا درجات الحرارة القصوى في الصحراء، لتسهيل السفر والتنقل عبرها.

وصممت «ختم الصحراء» للبوادي الحارة الجافة التي ترتفع فيها درجة حرارة الهواء قرب الارض، ثم تقل مع زيادة الارتفاع. فخلال النهار ترتفع درجة حرارة الهواء فيها قرب سطح الارض الى 60 درجة مئوية او اكثر، ثم تقل كلما زاد الارتفاع لتصل الى 40 درجة مئوية وأقل، على علو 3 أمتار.

ورأى المصممون وضع مروحة في أعلى قمة الخيمة لضخ الهواء نحو داخلها وتبريدها. وتغذى المروحة ببطاريات تختزن الطاقة الكهربائية من ألواح شمسية. وخلال الليل تبرد الارض في الصحراء بعد اشعاع حرارتها نحو الفضاء ويبرد سطحها، وكذلك الهواء القريب منه الى اقل من درجة الصفر المئوية، بينما يظل الهواء الأعلى اكثر حرارة. وتعمل المروحة على ضخه الى الخيمة لتدفئتها.

وقد صمم هذه الخيمة الباحث السويسري أندرياس فوغلر، والباحث الايطالي أرتورو فيتوري، العاملان في برنامج نقل التكنولوجيا في وكالة الفضاء الاوروبية. وقال فوغلر ان «خيمة ختم الصحراء هي نتاج دراسات لاستخدام التقنيات القابلة للنفخ في ظروف الحرارة العالية والظروف القاسية، وقد دققنا في تصاميم لمختلف الانواع والأحجام».

واضاف ان الخيمة الصحراوية الجديدة لم تصمم بتقنيات فضائية موجودة، إلا انها استمدت مبادئ تصميمها من الطرق والمبادئ المستخدمة في تطوير التصاميم الفضائية. ويستلزم تطوير مواقع يتمكن فيها الانسان، مثل رائد الفضاء، العيش فيها على سطح المريخ، والبحث عن حلول مستقلة ذاتيا بشكل كامل، بحيث تكون خفيفة جدا من جهة ويسهل حملها، اضافة الى امكانية «تحكمها» بالوسط القاسي المحيط بها.