دراسة أميركية: الأمطار الشديدة تزيد الغبار

TT

رغم الاعتقاد الشائع بأن الأمطار تنقي الهواء من الغبار وتشد اجزاء التربة الى بعضها، مقللة من تطايرها، اظهرت دراسة جديدة أجرتها وكالة الطيران والفضاء الاميركية (ناسا) لبعض اكثر المناطق الجافة على الارض، بأن انهمار الأمطار الغزيرة يؤدي الى العكس، اذ يقود لاحقا الى انطلاق كميات اكبر من الغبار نحو الغلاف الجوي للأرض. ودرس الباحثون الاميركيون 14 منطقة جافة حول العالم، ووجدوا ان هذه الظاهرة تنطبق خصوصا على مناطق من سلطنة عمان والسعودية، وحوض الرافدين في العراق، ومنطقة الشطوط شمال افريقيا التي تقع قرب امتدادات جبال الأطلس في الجزائر وتحيطها وديان وبحيرات مالحة.

ومن المعروف ان الجفاف يقلل نمو النباتات، الأمر الذي يزيد هشاشة التربة ويقود الى تعريتها وتطاير الغبار منها بسبب الرياح، بينما تقود الأمطار الى تأثير معاكس تماما. إلا ان الدراسة الجديدة تشير الى ان الأمطار الغزيرة والفيضانات، تخلف بعدها طبقات رسوبية تحتوي على دقائق بحجم الحبوب الصغيرة جدا، تتطاير لاحقا عند حلول الفصول الجافة، الأمر الذي يزيد من تدفق دقائق الغبار المتطاير العالقة في الجو.

وتؤكد الدراسة ايضا ان كميات الغبار المتطاير تختلف في بعض المناطق من فصل الى فصل، ومن سنة لأخرى، وهي ترتبط بنحو كبير بحالة الطقس. ونقلت النشرة الالكترونية لوكالة «ناسا» عن تشارلز زيندر، الباحث في قسم علوم المنظومات الارضية بجامعة كاليفونيا في ايرفاين، ان هذه الظاهرة تبدو واضحة «في عمان والسعودية اللتين تشهدان تداخلا بين الامطار الغزيرة والرياح الموسمية، ويبدو تأثير المياه فوريا في غضون اسابيع عديدة».

اما المناطق الأخرى مثل المناطق الغربية للولايات المتحدة وبحيرة سولت ليك الكبرى في يوتاه والمناطق الشرقية للسهل الافريقي وحوض بحيرة آير في استراليا، فتبدو فيها الآثار التقليدية للأمطار، حيث تقلل الرطوبة والنباتات النامية كميات الغبار المتطايرة نحو الغلاف الجوي. وفي هذه المناطق، يساعد الماء وكذلك المياه الجوفية على تشكيل طبقات في التربة تمنع تأثيرات الرياح على حمل دقائقها الى الجو.