تحذيرات طبية أميركية من استخدام أدوية هرمون النمو لمعالجة الشيخوخة

TT

في واحد من أقوى التحذيرات، تنشر مجلة طبية أميركية اليوم تحذيراً من استخدام الأدوية المحتوية على هرمون النمو والخاصة بمعالجة الشيخوخة. وتنشر رابطة الطب الباطني الأميركية اليوم تقريرا لخبراء طبيين حول عدم قانونية بيع الأدوية المحتوية على هرمون النمو والخاصة بمعالجة الشيخوخة والأمراض المرتبطة بها.

ولا تزال الهيئات الطبية المخولة في الولايات المتحدة إصدار القرارات الخاصة بتنظيم صرف الأدوية وتحديد مجالات استخدامها منذ عام 1990، تضع ضوابط لاستخدام هذا الهرمون، ولا تضع الشيخوخة ضمن المجالات الطبية العلاجية لها.

يشار الى أن هرمون النمو مادة تفرزها بكميات عالية الغدة النخامية لتنشيط عملية نمو الجسم في مراحل الطفولة والمراهقة، وكدواء تحدد إدارة الغذاء والدواء الأميركية صرفه قانونياً فقط لعلاج ثلاث حالات، وهي تأخر نمو الأطفال وحالات معينة من نقص الإفراز نتيجة لأورام الغدة النخامية وتلف العضلات الناجم عن الإصابة بفيروس الإيدز. أما خارج هذه الحالات كالشيخوخة مثلاً، فالأمر ما زال غير قانوني وبالتالي لا يسمح به و يحاسب الطبيب قانونياً إذا ما تسبب في أية أضرار على المريض وهو ما أقره الكونغرس.

وبالرغم من وضوح الأمر فإن الآلاف من الأطباء ومواقع بيع الأدوية على الإنترنت في الولايات المتحدة ما تزال تمارس هذا التصرف غير القانوني كشيء روتيني في صناعة ما يسمي بمضادات الشيخوخة وتجديد الجسم ونمو الشعر والأظافر وزيادة قوة الجسم وتحسين الإبصار وتنشيط القدرات الجنسية، وبالتالي يتناولها مئات الآلاف من الناس وهم لا يعلمون حقيقة الوضع القانوني لهذا التصرف الطبي الخاطئ، على حد قول البروفسور توماس بيرل، من كلية الطب بجامعة بوسطن والباحث الرئيسي في الدراسة. وأضاف موضحاً أن الحقائق تشير إلى أن الهرمون قد يسرع في عمليات الشيخوخة ويقصر من مدة العمر وتصاحبه آثار جانبية خطيرة، على حد وصفه، إضافة إلى ارتفاع احتمالات الإصابة بالسرطان. وقال البروفسور غاي أولشنسكي، من كلية شيكاغو للطب بجامعة إلينوي، إنه رغم عدم وجود دلائل قوية على فائدة هذه الأدوية، بل ثبوت أضرارها، فإن مبيعاتها عام 2004 فقط تجاوزت 622 مليون دولار لأكثر من ربع مليون شخص، عدا المبيعات عبر مواقع الإنترنت. والأغرب على حد قوله هو أن حبوب الهرمون التي تنفق سنوياً فيها مئات الملايين من الدولارات، يتلف غالب محتواها في المعدة بعد تناولها، ولا تمتصها الأمعاء نظراً لكبر حجم مركب الهرمون، والأمر أشبه بإنفاق الملايين على شراء تراب وماء.