خطط ناسا لإرسال إنسان إلى المريخ تنهار بسبب نقص التمويل

بعد تسجيلها عجزا يتراوح بين 3 و5 مليارات دولار خلال السنوات الخمس المقبلة

TT

قبل نحو عامين طلب الرئيس الاميركي جورج بوش من ادارة الطيران والفضاء الاميركية (ناسا) ان تساهم في استكمال محطة الفضاء الدولية وان تستأنف رحلاتها الى القمر، ثم تقوم بالتحضير لرحلة يقوم بها انسان الى المريخ. الا ان هذه الرؤية بدأت تنهار فيما تدرك ناسا انها لا تملك المال اللازم لتنفيذ هذه المهام.

وفي الاسبوع الماضي كشف مايك جريفين المسؤول الاداري في ناسا ان الوكالة ستعاني عجزا يتراوح ما بين ثلاثة وخمسة مليارات دولار في برنامج مكوك الفضاء وحده خلال السنوات الخمس المقبلة. والى جانب برنامج المكوك المتعثر وعدت ناسا بالمساهمة في استكمال محطة الفضاء الدولية بنقل مكوناتها الثقيلة على متن المكوك، وتطوير مركبة اطلاق جديدة ومركبة فضاء تحمل رواد فضاء الى القمر والى المريخ في نهاية المطاف. الا ان حظيرة التخزين في مركز كنيدي للفضاء في فلوريدا تزدحم بوحدات ودعامات بناء للمحطة الفضائية انتظارا لرحلة المكوك الى الفضاء.

ويتكون اسطول المكوك من ثلاث مركبات وينقضي اجل برنامجه في 2010 غير ان امامه ستة أشهر اخرى قبل ان تنطلق رحلة جديدة بعد تنفيذ مجموعة ثانية من اجراءات تعزيز السلامة اثر كارثة المكوك كولومبيا في عام 2003. وقلصت برامج الابحاث على متن محطة الفضاء الى حد كبير وألغيت عشرات المشروعات كليا فيما تكافح ناسا لتوفير النفقات.

ومن دون زيادة كبيرة في الانفاق يتصدى جريفين لرؤية بوش لسبر غور الفضاء بخطة احادية الهدف وهي هبوط رواد فضاء على سطح القمر في عام 2020. وقال هاوارد ماكوردي استاذ تاريخ الفضاء والسياسة العامة في الجامعة الاميركية «ما يحدث الان شبيه بما حدث من قبل من عام 1969 الى 72 حين بدىء برؤية ضخمة ولكن المنتج الاخير كان متواضعا جدا». وقبل 36 عاما كانت ناسا تطالب برحلة الى المريخ ومحطة فضائية ومكوك لنقل الاطقم والشحنات من الارض الى الفضاء. ولم تحصل الا على المكوك. وقال ماكوردي «ما يحدث الان هو تأجيل الكثير من الابحاث والتطبيقات التكنولوجية الخاصة برحلة الى المريخ من اجل الوصول الى القمر وهو ما كان يفترض فقط انه مرحلة تجريبية للرحلة الى المريخ. اصبحت الوسيلة هي الهدف». وابدى عضو مجلس النواب بارت غوردون وهو من ابرز اعضاء لجنة العلوم في مجلس النواب مخاوف مماثلة خلال جلسة استماع يوم الخميس حين استجوبت اللجنة جريفين عما يجري في ناسا. وتساءل غوردون «هل ينبغي ان يكون ببساطة الصعود الى القمر وفقا للجدول الزمني للادارة هدف الامة؟». وقال جوردون «يقلقني جدا ان هذه الادارة ربما تكون غير راغبة في تحمل تكلفة الرؤية التي قدمتها للامة قبل 21 شهرا. واخشى ان الموقف المتخذ ربما يجعل من الصعب جدا الابقاء على المبادرة بعد عام 2008». وقال جريفين ان ناسا تنوي توفير اكبر مبلغ ممكن من البرامج الحالية لتطوير مركبة جديدة ولكن هذا لن يكفي ايضا. وتابع «ببساطة لا يسع ناسا ان تفعل كل ما هو مطلوب منها اليوم».