قارة أفريقيا بلا سكان

بسبب تضاعف أعداد ضحايا الإيدز والفقر والحروب.. و25 مليون يتيم جراء فيروس «اتش.آي.في» بحلول 2010

TT

كابوس افريقيا المقبل ليس استشراء الفساد والفقر والحروب الاهلية والايدز، فهذه الامراض المستعصية تفتك بالفعل بالقارة، وهي تفتح الطريق للكابوس الاتي وهو تزايد معدلات هجرة الشباب والعقول والايادي العاملة القادرة، الامر الذي يجعل القارة في مهب الريح بغياب امكانيات التنمية. وخلال الاعوام القليلة الماضية، تزايدت معدلات الهجرة غير الشرعية عبر المغرب والجزائر الى اسبانيا. فمثلا قطع زكريا شعيب، وهو شاب في الثلاثينات من العمر من غانا، رحلة لا تقل مسافتها عن 2000 ميل، معظمها مشيا على الأقدام من بلده في قلب أفريقيا، وصولا الى المغرب، على أمل الهروب الى مليلة ومن بعدها الى اسبانيا. ويعتبر زكريا واحدا من آلاف الشباب من مواطني بعض الدول الافريقية، الذين تركوا بلدانهم بفعل الحروب والمجاعات والتردي الاقتصادي، قاصدين القارة الاوروبية. ويعيش هؤلاء في دول شمال افريقيا، التي يعتبرونها محطة للعبور الى أوروبا، في ظروف صعبة، اذ ليس لدى معظمهم اكثر من الملابس التي يرتدونها، ويعتمد كثير منهم على الصدقات وآخرين على مدخرات ضئيلة. كما ان وراء مرض نقص المناعة المكتسب (الايدز)، الذي يضرب بلدانهم سيزيد من موجة الهجرة هذه في الغالب، مما يحرم مجتمعاتهم من كفاءات ووظائف.

ففي عام 2001 وحده، وصل عدد الوفيات الناجمة عن الايدز الى 3 ملايين شخص مع اكثر من خمسة ملايين اصابة جديدة، ليرتفع عدد حاملي الفيروس الى 40 مليون انسان يعيش ثلاثة ارباعهم تقريبا في افريقيا جنوب الصحراء الكبرى. ومع ان الايدز يهدد العالم كله، تبقى الدول الواقعة جنوب الصحراء الكبرى الافريقية الاكثر معاناة، حيث سجلت فيها 3.4 مليون اصابة جديدة هذه السنة، ليرتفع عدد الافارقة الحاملين للفيروس الى 28.1 مليون شخص يتوقع الا يعيشوا لاكثر من عشر سنوات مع عدم توفير علاج لهم.

وفي افريقيا الشمالية والشرق الاوسط، حيث يعيش 440 الف شخص حاملين للفيروس، يتقدم المرض ببطء وانما بصورة ثابتة في دول، مثل جيبوتي والصومال والسودان، في حين يتم تسجيل اعداد متزايدة من الاصابات في دول عدة، لا سيما في ايران وليبيا وباكستان. ويتوقع أن يصل عدد الأطفال اليتامى حول العالم الى 25 مليون يتيم، بنهاية العقد الحالي، بسبب فقدانه أحد والديه أو الاثنين معا بسبب «الايدز»، (تفاصيل تقارير)