الأسد يصف السنيورة بـ«عبد مأمور لعبد مأمور».. وشيراك يهدد بعقوبات

الحكومة اللبنانية ترفض الهجوم في جلسة انسحب منها وزراء «حزب الله» و«أمل» > رايس تنصح دمشق بالتعاون .. والتوقف عن التفاوض

TT

وجه الرئيس السوري، بشار الأسد، في خطاب شديد اللهجة ألقاه أمس، مجموعة من الرسائل تتصل بمواقف سورية من مجمل الشؤون اللبنانية والعراقية والفلسطينية، مؤكداً أن الضغوط التي تواجهها سورية تندرج ضمن «مؤامرة تستهدف المنطقة كلها». وشن الرئيس الأسد في خطابه هجوماً حاداً على بعض السياسيين اللبنانيين، متهماً بنحو خاص رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة بأنه «عبد مأمور لعبد مأمور»، ومعتبراً «أن لبنان بات الآن» ممراً ومقراً لحبك المؤامرات ضد سورية».

وتسبب الخطاب في تعريض الحكومة اللبنانية للاهتزاز امس، إذ انسحب من الجلسة التي عقدتها امس وزراء الكتلتين الشيعيتين، حركة أمل وحزب الله، احتجاجا على اقتراح رئيس الحكومة، فؤاد السنيورة، طرح الخطاب للنقاش خارج جدول الأعمال.

وأعربت الحكومة في غياب الوزراء المنسحبين عن «استغرابها ورفضها الهجوم» الذي شنه الرئيس الاسد، خصوصا على رئيسها فؤاد السنيورة.

وكان رئيس الحكومة اللبنانية قد رد بصورة غير مباشرة على ما ورد في خطاب الرئيس الاسد امس، بالتأكيد على «ان لبنان سيبقى عربياً مستقلاً صاحب سيادة وحرية وديمقراطية مهما قيل، ومهما يقال». كما رفض الزعيم اللبناني وليد جنبلاط الهجوم.

واعتبر الرئيس الأسد أن الانتخابات اللبنانية الأخيرة كانت «محطة دولية وليست محطة لبنانية»، وقال إن قضية اغتيال الحريري «لم تعد جنائية بل أصبحت مشكلة سياسية»، وأن سورية بريئة من دم الحريري، لكنها مستهدفة مهما أبدته من تعاون. وجاء اول تعليق دولي على خطاب الاسد من الرئيس الفرنسي جاك شيراك الذي لوح أمس بفرض عقوبات دولية على سورية.

وقال شيراك للصحافيين انه اذا «أصرَّ» الرئيس السوري على «عدم الرغبة في الاستماع وعدم فهم» ضرورة التعاون الكامل مع الأمم المتحدة «فيجب حينئذ الانتقال الى مرحلة اخرى، وهي مرحلة العقوبات».

وأكدت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس أمس، ان سورية مستمرة في عدم التعاون مع التحقيق، واعتبرت رايس في الطائرة التي تقلها الى الشرق الأوسط، حيث تبدأ اليوم جولة تستمر اربعة ايام، ان خطاب الرئيس السوري بشار الاسد لا يعكس «تعاون» سورية.

وردا على سؤال عن الطلب السوري بإعداد مذكرة تفاهم لتحديد آليات التعاون مع لجنة ميليس، اشارت الى ان القرار 1636 لا ينص على امكانية تفاوض دمشق حول تعاونها مع تحقيق الامم المتحدة. وأوضحت رايس «من الأفضل أن يتوقفوا عن التفاوض، وأن يتعاونوا».