بهبوطها في مطار هيثرو بلندن امس، تكون طائرة «بوينغ 777 ـ 200 ال آر وورلد لاينر» قد سجلت نقلة تاريخية في تاريخ الطيران المدني ودخلت سجل غينيس للارقام القياسية، وذلك بعد ان قطعت، قادمة شرقاً من هونغ كونغ، مسافة قدرت بأنها اطول من نصف محيط الكرة الارضية، دامت اكثر من 22 ساعة و42 دقيقة من الطيران المتواصل، وبهذا السجل الجديد تحاول هذه الطائرة، العضو الجديد في عائلة بوينغ 777، اثبات قدراتها النادرة.
وقال لارس اندرسون مدير برنامج الطائرة ونائب رئيس برنامج (777) الكلي: «هذا السجل في طول المسافة هو لاظهار القدرات الفائقة للطائرة وتعزيز الثقة بها من قبل الشركات العاملة في مجال الطيران المدني والتجاري». واضاف اندرسون في مؤتمر صحافي عقده قبل ساعات من اقلاع الطائرة في هونغ كونغ: «انها، خصوصا مع ارتفاع اسعار الوقود، تطير الى أبعد مسافة وبأكبر عدد من المسافرين، بالاضافة الى مزايا الراحة التي ادخلت على سابقتها، فهي قادرة على ادخال المزيد من ايرادات الشحن اكثر من اية طائرة تجارية نفاثة».
ورحلة «777 ـ 200 ال آر وورلد لاينر» هذه هي الاولى من نوعها، وبدلا من الاقلاع من هونغ كونغ والاتجاه غربا فوق آسيا واوروبا، اتجهت الطائرة امس شرقا نحو الساحل الغربي للولايات المتحدة من دون توقف حتى وصول وجهتها النهائية، أي العاصمة البريطانية، من فوق المحيط الاطلسي.
واقلعت الطائرة وعلى متنها 34 راكبا من الطيارين والصحافيين، بينهم ممثل «الشرق الأوسط»، وممثلون من مؤسسة الطيران المدني الاميركية ومن سجل «غينيس» للارقام القياسية. ومع اكمالها المسافة بين هونغ كونغ ولندن تكون الطائرة قد كسرت الرقم القياسي الذي سجلته بوينغ (747) عام 1989 عندما طارت من دون توقف بين لندن وسيدني قاطعة بذلك 17 الف كيلومتر. كما ستكسر الرقم السابق لطائرة 777 ـ 200 (آي ار) التي حلقت ايضا من دون توقف بين سياتل (شمال غرب الولايات المتحدة) وكوالالمبور قاطعة اكثر من 20 الف كيلومتر، وبهذا تكون قد سجلت رحلة امس رقما قياسيا جديدا بطول المسافة والوقت اللازم لقطعها.