أفلام للكاميرات من البكتيريا الحية

TT

حققت بكتيريا «إيه كولاي» اول اعمالها السينمائية اول من امس عندما أعلن باحثون في جامعتي كاليفورنيا وتكساس انهم تمكنوا من التقاط صور لأنفسهم ببرمجة البكتيريا، المسؤولة عن حالات التسمم الغذائي، بنفس الطريقة التي تنتج بها أفلام شركات مثل كوداك، الصورة.

ويعد هذا التطور، الذي نشرت تفاصيله في مجلة «نيتشر»، أحدث انجاز في مجال الأحياء المركبة، وهو عمل بحثي مثير للجدل، بدأته مجموعة من المهندسين والكيميائيين يهدفون الى التحكم جينيا في البكتيريا الميكروسكوبية للتصرف مثل الأجهزة المتناهية في الصغر، وإيجاد وسائل جديدة وقوية وغير مكلفة لصناعة الادوية الطبية، والبلاستيك وحتى بدائل للوقود المتحجر.

ويسعى هذا المجال الجديد الى تعدي انجازات الهندسة الجينية التقليدية حيث يضاف جين واحد الى بكتيريا وغيرها من الخلايا لتصنيع ادوية طبية. ويحاول العاملون في مجال الأحياء المركبة خلق نظم متقدمة تعمل بطريقة منطقية يعتمد عليها مثل الكومبيوتر. إلا ان علماء الأحياء الذين ينتمون للمدارس التقليدية يرفضون مفهوم ان علم الاحياء ـ الحياة نفسها ـ لا يمكن التكهن به وهو عرضة للتشويه بحيث لا يمكن استيعابه. بينما يؤكد المتخصصون في مجال الاحياء الاخلاقية، ان علماء البكتيريا المركبة يحاولون خلق مخلوقات جديدة ويخترعون تقنيات يمكن للارهابيين استخدامها.

اما عن كيفية إجراء هذه العملية، فقد اخذ الدكتور كريستوفر فيوت من جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو بروتينا لديه حساسية خاصة للضوء من طحلب ازرق ـ اخضر وزرعه في سطح «إي كولاي» بحيث يمكن للبكتيريا اكتشاف التغييرات في الضوء. وتحمل «إي كولاي» جينا ينتج صبغة سوداء. وربط الدكتور فيوت وزملاؤه الجين الحساس للضوء بمنتج الصبغة بحيث يؤدي التعرض للضوء الى اغلاق وسيلة انتاج مثل هذه الصبغة.

وعندما يوجه ضوء على طبق يحتوي على بكتيريا معدلة وراثيا، فإن البكتيريا تتوقف عن انتاج الصبغة ويظهر النموذج على سطح البكتيريا.