ميليس: قصة «حلاق بيروت» أشبه بدعايات المعسكر الشيوعي البائد

وكيل أنان للشؤون السياسية: استجواب المسؤولين السوريين سيبدأ 5 ديسمبر

TT

رغم ان القاضي الألماني، ديتليف ميليس، متهم بأنه «خجول» في ما يخص الإعلام والإطلالات عبره، فهو لم يبد خجولاً على الإطلاق في لقاء عقده في مقره بالمونتيفردي قرب بيروت مع ثمانية صحافيين يمثلون وسائل إعلام لبنانية وعربية أمس.

ومع أن اللقاء تمحور على كلام الشاهد السوري حسام طاهر حسام الذي اطل عبر التلفزيون من غير ان يمثل أمام اللجنة القضائية السورية التي شكلت خصيصاً للنظر في جريمة الاغتيال ـ وهو أمر اعتبره ميليس بعيداً عن الاحتراف، ودعاية تليق بدول المعسكر الشيوعي البائد ـ فقد مرر القاضي المكلف كشف الحقيقة في جريمة اغتيال رفيق الحريري بعض الملاحظات التي تبدو موجهة مباشرة الى دمشق؛ منها ذكره ان والدته لم تمت ولم تدفن في الجولان، كما ذكرت روايات سورية، بل هي ألمانية حية ترزق (لا يهودية كما زعمت الرواية السورية)، عمرها 81 عاما وتعيش مع زوجها، 86 عاما، في برلين.

إفادة حسام طاهر حسام عبر التلفزيون، هي في نظر ميليس عمل «غير احترافي وغير لائق»، وحسام، في أي حال، ليس الشاهد الرئيسي، لا هو ولا محمد زهير الصديق. فلجنة التحقيق لديها اكثر من 500 شاهد، والرقم قد يرتفع طبعاً. وهو يعتقد ان ما قاله حسام للصحافة في سورية غير صحيح، خصوصاً انه يتناقض مع ما أفاد به أمام اللجنة قبل ان يوقع افادته التي اكد فيها انه لن يتراجع عن كلامه رغم خوفه على عائلته في سورية. والأكثر من ذلك، ان حسام أدلى بإفادته امام لجنة التحقيق طوعاً ووقعها، ولعله تراجع عنها خوفاً على عائلته في سورية.

أما ما يجري في فيينا فقصة اخرى، وهو نتيجة مرونة أبدتها لجنة التحقيق حيال دمشق وليس نتيجة صفقة. فاللجنة لا تعقد صفقات ولا تجري تسويات، خصوصاً انها تملك صلاحيات واسعة أعطاها اياها مجلس الأمن، ولكنها لا تشمل التسويات. والخمسة الذين سيستمع اليهم معاونو ميليس في فيينا (هو سيبقى في لبنان) ليسوا نهاية المطاف لأن التحقيق لن يستثني أياً من الذين ترى اللجنة ضرورة للاستماع اليهم.

وفي نيويورك أكد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية، ابراهيم غمباري، أن استجواب المسؤولين السوريين الخمسة في فيينا سيبدأ في 5 ديسمبر المقبل ويستمر لمدة يومين. جاء ذلك رداً على سؤال لـ«الشرق الأوسط» في مؤتمر صحافي عقده أمس في مقر الأمم المتحدة، أكد فيه أن ميليس لن يشارك شخصياً في عملية الاستجواب التي ستجري في فيينا. ولم ينفِ غمباري المعلومات التي نقلتها مصادر دبلوماسية مطلعة في مجلس الأمن عن نية الأمين العام تقديم طلب الى المجلس لتمديد مهمة لجنة التحقيق الدولية. وقال غمباري إنه يستبعد أن تستمر عملية التحقيق التي يترأسها المحقق الألماني، دتليف ميليس، بدون نهاية، في ضوء ما يتردد عن عزم الأمين العام تقديم طلب الى مجلس الأمن لتمديد المهلة الحالية للجنة التي تنتهي في 15 ديسمبر المقبل. ولم يؤكد المسؤول ما اذا كان ميليس سيستمر في منصبه كرئيس للجنة، مشيراً الى أنه لا يعتقد أن ميليس يرى أنه سيستمر في هذا المنصب. وحرص غمباري على التشديد على ضرورة «الفصل بين ميليس واللجنة».