دراسة: ارتفاع حرارة الأرض يجعل أوروبا أكثر برودة

تباطؤ حركة «المياه الدافئة» في العالم خلال نصف القرن الماضي

TT

أفادت دراسة علمية بريطانية بأن ارتفاع درجة حرارة الأرض يتسبب في إبطاء حركة مياه المحيطات التي تنقل الحرارة الى العالم وتبقي خصوصاً الطقس في أوروبا معتدلاً نسبياً.

وحسب هذه الدراسة التي نشرت نتائجها في مجلة «نيتشر» العلمية، وتعد الأولى في نوعها بخصوص أسباب بطء حركة المياه، فأن حركة تيارات المحيطات نقصت بـ30% خلال العقود الخمسة الأخيرة، خصوصا بالنسبة لجريان المياه الباردة العائدة إلى الجنوب. وقال خبير المناخ دتلف كوادفاسل من جامعة ميونيخ «إن النتيجة مقلقة»، وما خلصت إليه الدراسة يقدم «دعما مثيرا للقلق لما تحقق على النماذج الكومبيوترية» التي تنبأت بأن الاحتباس الحراري على مستوى الكرة الأرضية يمكن أن يعرقل الطريقة التي يقوم فيها كوكبنا بتنظيم الحرارة.

ورغم اتفاقهم حول حقيقة بطء حركة المياه الناقلة للدفء، فإن العلماء مختلفون حول التأثير المحتمل لهذه الظاهرة. فبعضهم يقول إن تيارات أضعف من حيث السرعة يمكنها أن تبرِّد الطقس الأوروبي بعدة درجات، مما يؤثر سلباً على الزراعة والأنظمة البيئية ويتسبب في مواسم شتوية أكثر برودة. بينما يقول آخرون إن التبريد يمكن أن يوازن الاحتباس الحراري في أوروبا الذي يتوقع أن يسبب ارتفاعا في درجات الحرارة على مستوى الكوكب.

وفي الدراسة البريطانية، لاحظ العلماء أن مجرى المياه الحاملة للدفء من خليج المكسيك إلى سواحل بريطانيا وفرنسا لم يتغير، في حين تباطأت حركة المياه الباردة العائدة جنوباً بـ50% عن سرعتها السابقة، وهناك مياه أكثر تعود إلى جزر الباهاما بدلا من أن تجري شمالا لتحقيق الدائرة الكاملة للنظام الحالي.

ويقول العلماء إنهم مقتنعون بحدوث تباطؤ حقيقي في حركة المياه الدافئة بسبب الاحتباس الحراري، مشيرين الى أن هذه التغيرات تحدث في ما يبدو في أعماق المحيطات، مثلما أشارت الى ذلك النماذج الكومبيوترية.