الملك عبد الله: الوحدة الإسلامية لن تتحقق بسفك الدماء

«بلاغ مكة»: احترام المذاهب الثمانية والتنسيق لتوحيد الفتاوى > خادم الحرمين الشريفين يدعو للارتقاء بمناهج التعليم

TT

جدد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز موقف بلاده إزاء نبذ العنف والغلو والتطرف، وذلك في الكلمة التي ألقاها أمس أمام زعماء الدول الإسلامية في افتتاح «قمة مكة» المكرمة الاستثنائية. وخاطب خادم الحرمين الشريفين الأمة الإسلامية معلنا تطلعه إلى أمة موحدة ووسطية تجسد سماحة الدين الإسلامي، وحكم يقضي على الظلم والقهر. وتابع «اني اتطلع الى أمة اسلامية موحدة، واتطلع الى حكم مسلم رشيد يقضي على الظلم والقهر، واتطلع الى تنمية مسلمة شاملة تقضي على العوز والفقر، واتطلع الى انتشار وسطية سمحة تمثل سماحة الاسلام، واتطلع الى مخترعين مسلمين وصناعيين مسلمين وتقنية اسلامية متقدمة». وأكد في كلمته في افتتاح القمة التي تستمر يومين «لا بد لكي تنهض الامة من كبوتها أن تطهر عقلها وروحها من فساد الفكر المنحرف الذي ينادي بالتكفير وسفك الدماء وتدمير المجتمعات». وأضاف ان «الوحدة الاسلامية لن تتحقق بسفك الدماء، كما يزعم المارقون الضالون، ولكنها تتحقق بالإيمان والمحبة الصادقة والإخلاص في القول والعمل».

وينظر قادة ورؤساء وفود 57 دولة عضوا في منظمة المؤتمر الاسلامي مشروعي وثيقتي «بلاغ مكة» و«الخطة العشرية» الهادفة إلى تطوير العمل الاسلامي المشترك، والتي تشدد على ان أولوية الاصلاح والتطوير تشكل قناعة تجمع عليها الأمة، حكومات وشعوبا، في إطار نابع من داخل المجتمعات الاسلامية ومتوائم مع مكتسبات الحضارة الانسانية ومستلهم لمبادئ الشورى والعدل والمساواة في تحقيق الحكم الرشيد وتوسيع المشاركة السياسية وتكريس سيادة القانون وصيانة حقوق الانسان.

وقد اختارت القمة مجموعة عمل تقوم بوضع دراسة تفصيلية لتطوير عمل مجمع الفقه الاسلامي للتنسيق بين جهات الفتوى في العالم الاسلامي ومكافحة التطرف الديني والمذهبي وعدم تكفير المذاهب الاسلامية، والتأكيد على الحوار بين المذاهب الاسلامية، وتعزيز الاعتدال والوسطية والتسامح، ودحض الفتاوى التي تخرج المسلمين عن قواعد الدين وثوابته وما استقر من مذاهبه. كما أوصت بإنشاء مرصد للمتابعة المستمرة لجميع اوجه ظاهرة كراهية الاسلام والخوف منه والعمل على استصدار قرار دولي من الامم المتحدة للتصدي لها. وذلك اضافة الى بحث اصلاح منظمة المؤتمر الاسلامي عبر اعادة هيكلتها والنظر في تغيير اسمها. وينتظر أن يتضمن «بيان مكة» الختامي توصيات حول أهمية احترام المذاهب الاسلامية المعروفة، وعدم تكفير اتباع المذاهب الإسلامية الثمانية، وهي التوصية الصادرة عن المؤتمر الإسلامي الدولي الذي عقد في العاصمة الأردنية عمان في شهر يوليو (تموز) الماضي، وعدم جواز تكفير أي فئة من المسلمين تؤمن بالله سبحانه وتعالى وبرسوله صلى الله عليه وسلم وأركان الإيمان، وتحترم أركان الإسلام.