لأول مرة وبالصدفة: اكتشاف جين يتحكم بلون البشرة

مسؤول عن اختلاف ألوان البشرة بين الأفارقة والصينيين والأوروبيين

TT

تمكن علماء أميركيون، ولأول مرة في تاريخ العلم، من رصد جين عن طريق الصدفة، يبدو انه يتحكم في لون بشرة الانسان، وهو أمر ظل من الامور الغامضة في علم الاحياء. وأوضحت دراسة نشرت امس في مجلة «ساينس» العلمية، ان علماء في الوراثة كانوا يجرون ابحاثا عن السرطان مستخدمين الاسماك كنموذج، توصلوا الى هذا الاكتشاف المثير بعد تعرفهم على تحورات في الجين.

وأوضح كيث تشينغ الباحث المتخصص في السرطان في كلية الطب جامعة بنسلفانيا الذي ساهم في البحث ان «تغيير حمض أميني واحد في جين يؤدي الى دور رئيسي في عملية الخضاب (التلوين) ويفسر السبب في كون بشرة الاوروبيين اكثر بياضا من الافارقة»، حسبما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية. ويطلق على الجين اسم «اس.ال.سي24ايه5». وبينما يحمل الافارقة والصينيون نسخة معينة من هذا الجين، وهي النسخة الاصيلة، فان المتحدرين من اصول اوروبية يحملون نسخة متحورة منه. وتدعم نتائج البحث النظرية القائلة ان لون البشرة تغير بهدف التلاؤم مع ظروف الاضاءة الضعيفة في النصف الشمالي للكرة الأرضية.

وأظهر البحث ان الجين لا يختلف بين الافريقي والصيني كما ان نسخته المحورة لا تختلف بين الاوربيين انفسهم. ويعتقد انه مسؤول عن نسبة تتراوح بين 25 الى 38 في المائة للاختلافات بين لون الافارقة والاوروبيين. ويشير العلماء الى ان اكتشاف دور هذا الجين قد يؤدي الى إجراء ابحاث اخرى حول علاجات جديدة لسرطان القتام، اخطر انواع سرطانات الجلد. كما يمكن ان يتيح تطوير وسائل لتغيير لون البشرة دون الاضرار بها كما يحدث غالبا مع استخدام الاشعة فوق البنفسجية لاكتساب اللون النحاسي او المنتجات الكيميائية لتفتيح لون البشرة.

وكانت ابحاث سابقة اتاحت عزل اكثر من مائة جين تقوم بدرجات مختلفة بدور في آلية الخضاب. الا ان معظم الجينات المسؤولة عن الاختلاف الطبيعي للون البشرة بين الاجناس لا تزال غير معروفة كما يشير العلماء.

وجاء هذا الاكتشاف بمحض الصدفة في اطار بحث عن السرطان بدأه منذ عشر سنوات الدكتور كيث تشينغ الذي يجري دراسة على نوع من اسماك المياه العذبة يستخدم كثيرا في الابحاث الوراثية. وهذا النوع من الاسماك وهو سمك الزرد Zebrafish، وهو نوع من السمك المخطط بخطوط مثل خطوط الحمار الوحشي، يتكاثر سريعا وله ألوان مختلفة، ولديه الكثير من الجينات المشابهة للجينات البشرية بما فيها هذا الجين الرئيسي في عملية الخضاب.