قدم هوانغ وو سوك، أشهر علماء ورواد الاستنساخ في كوريا الجنوبية، امس استقالته من منصبه الجامعي، بعدما ذكرت لجنة تحقيق جامعية علمية ان نتائج بحث مهم نشره عام 2005 عن انتاج خلايا جذعية جنينية تساعد المرضى على الشفاء من امراضهم، تم تزويرها عن قصد.
واشارت اللجنة المكونة من تسعة أعضاء من جامعة سيول الوطنية في مؤتمر صحافي اذيع عبر التلفزيون، الى ان واقعة النتائج المختلقة والمزورة تمثل «سوء سلوك يضر بأصول العلم»، وفق ما اوردته وكالة رويترز. وبعد هذه الهزة العلمية قالت الحكومة الكورية الجنوبية التي دعمت هوانغ بقوة ومنحته لقب اول «اعظم عالم في البلاد»، انها ستشرع في تحقيقات حول الخروقات الحاصلة في مضمار الاخلاقيات العلمية. ونقلت وكالة اسوشيتد بريس عن تشوي سيونغ- سيك نائب وزير العلوم والتكنولوجيا ان من المستحيل استعادة الاموال التي انفقت على ابحاث هوانغ والتي وصلت الى 39.9 مليون دولار خصصت منذ عام 1998 للدراسات والمعدات. الا ان الوزارة التي تعترف بخطئها في التعامل مع العالم، سوف تنهي تخصيصاتها المالية له، وتسحب لقب «اعظم عالم» منه.
وكانت اللجنة قد تشكلت في اعقاب اتهامات معاوني هوانغ بتزوير نتائج الابحاث. وقال روي جونغ هي رئيس مكتب الابحاث بجامعة سيول الوطنية في المؤتمر الصحافي «استنادا الى ما اكتشف، نخلص الى ان بيانات عام 2005 كانت مختلقة عمدا لا نتيجة خطأ عرضي.. من الصعب الا يتحمل الاستاذ الجامعي هوانغ المسؤولية الكبرى»، مضيفا ان مدى التورط المباشر للباحث لم يتضح بعد. ووجدت لجنة التحقيق في البحث المنشور عام 2005 في مجلة «ساينس» الاميركية، خطين منتجين فقط للخلايا الجذعية ، لا 11 خطا كما قال الباحثون. واضاف ان اللجنة ستجري مزيدا من الاختبارات منها اختبارات الحمض النووي «دي.ان.ايه» لتقرر ما اذا كانت الاكتشافات الاساسية للبحث حقيقية.
وجاء رد هوانغ سريعا لكنه لم يقدم تفسيرات على الفور، وقال في تصريحات تلفزيونية مقتضبة «اقدم استقالتي كأستاذ من جامعة سيول الوطنية كاعتذار من جانبي لما سببته من هزات كبيرة وخيبة امل. لكني أود ان أكرر ان الخلايا الجذعية الجنينية لعلاج قطاع معين من المرضى هي تكنولوجيا كورية جنوبية. كلكم ستؤكدون ذلك». وقال مدعون حقوقيون انهم سيستجوبون هوانغ بعد ان تصدر لجنة التحقيق تقريرها النهائي.
واشتهر هوانغ في الدوائر العلمية بأبحاث الخلايا الجذعية واشتهر ايضا بأنه قاد الفريق الذي استنسخ اول كلب وكان من سلالة «الهاوند» وهي سلالة لكلاب الصيد واطلق عليه اسم «سنوبي». الا ان روي قال ان لجنة التحقيق ستحقق الان في استنساخ الكلب وفي بحث اكاديمي صدر عام 2004 عن استنساخ اول اجنة بشرية والذي احيطت به الشبهات ايضا. واذا ثبتت صحة الاتهامات فان الفضيحة قد تتحول الى واحدة من أكبر عمليات التزوير العلمي في التاريخ الحديث وان تشوه سمعة كوريا الجنوبية التي وضعها هوانغ في صدارة أبحاث خلايا المنشأ والاستنساخ.