مشاريع موسيقى لإنقاذ شبان الأحياء الفقيرة بالبرازيل من العنف والمخدرات

TT

يجلس شبان مدججون بالسلاح على نواصي شوارع حي فيغاريو جيرال الفقير في ريو دي جينيرو ويسارعون باستخدام اجهزة اللاسلكي لابلاغ عصابات تجارة المخدرات التي تسيطر على الحي الذي تنتشر فيه اعمال العنف لدى رصد تحركات أي غريب. وفي غرفة علوية بشارع ضيق يدرب كارلوس اندريه سانتوس مجموعة من الأطفال على الطبول، وقبل ثلاثة أشهر فقط كان كارلوس زميلا لهؤلاء المسلحين يدير عصابة «رد كوماند» المرهوبة لتجارة المخدرات, لكنه الآن مدرس في واحد من أكثر المشروعات الاجتماعية نجاحا وتعرف باسم مجموعة «افرو ريجاي» الثقافية المنبثقة عن فرقة «افرو ريجاي» الموسيقية الهادفة لجذب الشبان بعيدا عن حياة العصابات.

يقول كارلوس، 23 عاما: «ولدت هنا وكانت طفولتي مؤلمة حقا. كانت الشرطة السبب في معظم الأحيان. إنهم لا يحترمون الناس ولا حتى النساء والأطفال». بدأ كارلوس الاتجار في المخدرات وهو في الخامسة عشرة من عمره ثم أصبح مسؤولا عن مبيعات الماريجوانا في فيغاريو جيرال، الا انه ترك تجارة المخدرات في اغسطس (آب) الماضي بعد ان اتصل به مؤسس فرقة «افرو ريجاي» الموسيقية جوزيه جونيور. ويقول كارلوس «انها حياة اخرى تماما. الآن لا اخشى الشرطة، لا قتل بعد الآن، أسرتي في قمة السعادة». والحياة في الأحياء التي يسودها العنف في ريو دي جينيرو تعني مكابدة الحرمان وإراقة الدماء، ونادرا ما تدخلها الشرطة إلا في حملات تشبه العمليات العسكرية، ومن الشائع ان تنفذ خلالها احكام إعدام بدون محاكمة. ومن حين لآخر تندلع معارك بين عصابات تجارة المخدرات المتنافسة وهي المصدر الرئيسي لفرص العمل في مثل هذه الأحياء الفقيرة التي تنتشر فيها الجريمة.

تشكلت مجموعة «افرو ريجاي» عقب مذبحة بشعة في فيغاريو جيرال عام 1993 عندما قتلت فرق موت تابعة للشرطة 21 رجلا وشابا في الحي انتقاما لقتل اربعة من رجال الشرطة على ايدي تجار المخدرات. وكان أحد ضحايا المذبحة قريبا لاندرسون سا، الذي أصبح شخصية قيادية في المشروع لاحقاً. وقال اندرسون وهو في الرابعة والعشرين من عمره الآن: «قررت حينئذ الا اصبح مهربا». وتحت قيادة جونيور توسع المشروع وبدأ بإصدار نشرة مخصصة لموسيقى السود والسياسة ثم تشكلت الفرقة وأنشطة اخرى. وقام اندرسون رغم صغر سنه بدور المنسق وأصبح مغنيا وعازف ايقاع على الطبلة في الفرقة. وتتلخص فكرة المشروع في منح الشبان بديلا للعمل مع عصابات تجارة المخدرات، وتقدم المجموعة دروسا في الموسيقى والرقص والرياضة وفنون القتال البرازيلية. ويشمل مشروع مجموعة «افرو ريجاي» الثقافية حوالي ألفي طفل وشاب في اربعة احياء يسودها العنف وامتدت فصول البرامج الى محو الأمية والتدريب للحصول على وظائف ورعاية الاطفال.