أكد «حزب الله» أمس انه ليس لديه ما يخشاه في ملف التحقيق في جريمة اغتيال رئيس الحكومة اللبناني، الراحل رفيق الحريري، داعياً الى ان يأخذ التحقيق في الجريمة «مداه الموضوعي». وكان الشيخ نعيم قاسم، نائب الأمين العام للحزب، يرد على «تلميحات» النائب وليد جنبلاط عن المكان الذي أرسلت منه السيارة المفخخة التي استُعمِلتْ في الجريمة، قائلاً، في حوار مع «الشرق الأوسط»: «معلوماتي انهم سيستبدلون المحقق الألماني ديتليف ميليس بمحقق بلجيكي، ولا علم لي بمحققين آخرين دخلوا على الخط».
وفي نفس الوقت، تتجه أزمة الحكومة اللبنانية الى نهايتها التي قد تترجم خلال الساعات المقبلة اتفاقاً يعيد وزراء «حزب الله» وحركة «أمل» الى مجلس الوزراء، والذين علقوا مشاركتهم فيه قبل نحو اسبوعين احتجاجاً على ما سموه «انفراد» الأكثرية بالقرارات داخل المجلس. وقد باشر رئيس الحكومة، فؤاد السنيورة، امس سلسلة مشاورات مع الوزراء في حكومته لإطلاعهم على أجواء الحوار الذي يجريه مع «حزب الله» و«أمل»، تمهيداً لوضع التصور النهائي لمشروع عودة هؤلاء الى مجلس الوزراء.
وفي اطار المسعى لاحتواء الأزمة، استقبل الأمين العام لـ«حزب الله» الشيخ حسن نصر الله مساء امس وفداً من كتلة «تيار المستقبل» النيابية برئاسة الوزير أحمد فتفت، الذي زاره بتكليف من رئيس الكتلة النائب سعد الحريري، وذلك لوضع حد لتلك الأزمة. وقال الوزير فتفت عقب اللقاء: «ان الحوار في موضوع الحكومة تقدم خطوات كبيرة جداً. وهناك لقاءات متواصلة بين رئيس الحكومة السنيورة وبعض الوزراء والنواب من حركة أمل وحزب الله. وهو متواصل وقطع مراحل مهمة، وأصبح في مرحلة الصياغة النهائية للأفكار التي يمكن ان تنتج عنها. ونحن نفضل عدم الدخول في التفاصيل». وحول التصريحات الاخيرة لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، النائب وليد جنبلاط وانعكاساتها على الحوار الداخلي، اجاب فتفت قائلا: «انا اعتقد ان للنائب جنبلاط طريقته في التعبير السياسي واسلوبه في العمل السياسي».