يد صناعية تتحرك كالطبيعية.. تتحسس الحرارة وتتلمس الأشياء

TT

بعد النجاح الذي حققه العلماء الأميركيون العام الماضي بتطوير «يد بيونية» تنصت إلى أوامر الدماغ وتنفذ الحركة المطلوبة للإنسان، جاء دور العلماء الألمان لتصنيع «يد سيبرنيتيكية» قادرة على الحركة والحس أيضاً. وهكذا اقترب العالم خطوة أخرى كبيرة نحو «ترميم» الإنسان وتعويضه عما فقده من تحكم بالحركة، ومن احساس أعضائه المبتورة.

وذكر الدكتور كلاوس كوخ، من معهد فراونهوفر الألماني للتقنية الطبية البيولوجية، أن اليد السيبرنيتيكية (cyber Hand) قادرة على الحسّ بالحرارة والرطوبة والملمس (ناعم أو خشن) والضغط وما إلى ذلك، بفضل أقطاب بيولوجية غاية في الدقة تم تصنيعها من مادة خاصة. وتربط هذه الأقطاب ببقايا أعصاب اليد المقطوعة لتقوم بنقل الايعازات بين اليد والدماغ وبالعكس إلى كل مليمتر من اليد الصناعية. كما تؤهل هذه اليد الإلكترونية الإنسان لتنفيذ اكثر الحركات دقة مثل رفع قدح القهوة والشرب. وأضاف كوخ أن الفرق الأساسي لليد السيبرنيتيكية عن غيرها، هو أن التقنية فيها تعتمد على ربط المجسات (الأقطاب) مباشرة بالأعصاب لا أن تربط بالعضلات أو تثبت على الجلد. وهذا ما يمكن حامل اليد الصناعية، من خلال الاستعمال، من تحريك أصغر عضلات اليد والتحكم فيها.

ويعمل كوخ وفريق عمله على تطوير تقنية الارتباط بين العصب والقطب قبل طرحها في السوق خلال خمس سنوات. وسيركز العلماء على تطوير المادة التي صنعت منها الأقطاب أولا، وربط كل عصب «بشبكة» من الأقطاب ثانياً. وستجرب اليد الجديدة على الإنسان طوال شهر تقريبا خلال الأسابيع القليلة القادمة. وقد تمت تجربتها على فئران وأرانب ولم يلحظ العلماء وجود مقاومة طبيعية للجسم ضد الأقطاب الصناعية.