السعودية: تأجيل إغلاق طريق «الهدا» بين مكة والطائف

أحد أشهر الطرق السياحية في المملكة.. وورد في أغنية لأبي بكر سالم بالفقيه في السبعينات

TT

أعلنت وزارة النقل السعودية، تأجيل إغلاق طريق الهدا الواصل بين مدينتي مكة المكرمة والطائف حتى مطلع الأسبوع المقبل، بعد أن كان من المفترض إغلاقه لمدة 5 شهور ضمن خطة الوزارة بتوسيع الطريق، وذلك لإعطاء الفرصة للراغبين في زيارة المنطقة الغربية، خلال إجازة منتصف العام الدراسي أو «إجازة الربيع» بالاستفادة من الطريق.

وأوضح المهندس عمر الحسيني مدير إدارة النقل في مدينة الطائف أن التأجيل جاء للسماح بالزائرين للمدينة بسلوكه، وكذلك تخفيف الضغط على الطريق الرابط بين مكة المكرمة والطائف الآخر والمعروف بطريق «السيل».

وعن موعد انطلاق العمل والمشاريع المقرر تنفيذها على طريق الهدا، قال الحسيني لـ«الشرق الأوسط»: «سيبدأ العمل في الطريق يوم السبت المقبل، وسيغلق لمدة 5 أشهر، يتم خلالها تنفيذ إعادة ازدواجية للطريق في المواقع المنفردة على امتداد الخط».

ويمثل طريق الهدا أحد أشهر الطرق البرية والسياحية السعودية، وذلك بعد ترددها في أغنية «يا مسافر على الطائف طريق الهدا» للفنان أبو بكر سالم بالفقيه في منتصف السبعينات، وهي البوابة الغربية لمدينة الطائف وترتفع عن سطح البحر بما يقارب 2000 متر، وتحتوي على العديد من المتنزهات المجاورة للجبال الممتدة على الطريق. وأنشئ الطريق ـ الذي يبدو كثعبان يتلوى بين الجبال ـ في منتصف الستينات الميلادية في عهد الملك فيصل بن عبد العزيز الذي أولى مدينة الطائف اهتماما بالغا، وقامت شركة بن لادن للإنشاءات بتنفيذ المشروع، بعد مجهود كبير في فتح العقبات عبر الجبال لتنفيذ مشروع طريق الهدا.

ومن مفارقات هذا الطريق، الذي أشرف الشيخ محمد بن لادن بنفسه على إنشائه، ووسط متابعة وأهمية خاصة منه للموقع، أنه شهد وفاته في العام 1370هـ، وذلك خلال تفقده للعمل الجاري بالمشروع عبر طائرة عامودية. وفي مطلع التسعينات، تم تنفيذ أول ازدواجية على الطريق ذي المسارين (ذهاب وإياب)، والذي يستكمل مع بداية الأسبوع المقبل على مسافة 12 كيلومترا المتبقية من دون ازدواج، بتكلفة تبلغ 200 مليون ريال سعودي، وسيتم خلالها تحويل مسار السيارات المارة بين مكة المكرمة والطائف إلى طريق السيل.

ويعد طريق الهدا بالنسبة للسعوديين والمقيمين وزوار مدينة الطائف، أحد أبرز المواقع السياحية في المنطقة الغربية، خاصة عشاق الحياة الفطرية، حيث تكثر في جبال الهدا قرود «البابون»، لدرجة أنها أصبحت أليفة ولا تخاف الإنسان أو ترهبه، ويلحظ الصاعد عبر الطريق «الثعباني» أو النازل منه، توقف السيارات لمشاهدة تلك الحيوانات عن قرب، ومناولتها الفاكهة والخضار، كما يلحظ مرتادوه، وبوضوح، الطريق القديم المتعرج الذي كانت ترتاده قوافل الجمال في العصور الماضية.

ويمثل الطريق، الذي يحرص سكان مكة والطائف والسياح السفر عبره، فرصة للباعة المتجولين لبيع الفاكهة التي تشتهر بها مدينة الطائف، مثل العنب والرمان وثمر الصبار «البرشومي»، إضافة إلى الورد الطائف، وغيرها من المنتجات الزراعية والحرفية، التي تشتهر بها أول مدينة هاجر اليها النبي عليه الصلاة والسلام عند بدء الدعوة.