فضائح «ويكيبيديا» تطال أعضاء وموظفين في الكونغرس

محكمة ألمانية ترفض دعوى قضائية ضد الموسوعة الإنترنتية

TT

تعرضت موسوعة «ويكيبيديا» الانترنتية التي يستطيع أي قارئ في العالم أن يساهم في تحريرها، إلى تغييرات مخلة في بعض صفحاتها أساءت لعدد من الشخصيات في الوسط السياسي الأميركي، الأمر الذي أدى إلى فتح تحقيق تقني فوجئ القائمون عليه بأن مصدر الاشتباه لم يكن سوى مبنى الكونغرس الأميركي.

وذكر موقع «ويكي نيوز» التابع للموسوعة أن موظفين إداريين في مجلس الشيوخ يقفون وراء بعض التعديلات التي أدخلت على محتويات الموسوعة المجانية بما في ذلك حذف بعض المضامين بأكملها‏‏ أو إضافة صفحات جديدة. ومن ضمن المحتويات المحذوفة وصف للعرب بأنهم أغبياء منسوب للسناتور الديمقراطي كونراد بيرنز، وفقا لما ذكرته صحيفة «واشنطن بوست». وأكد القائمون على الموسوعة أن التحريات التي أجرتها أثبتت أن التعديلات كان مصدرها تلك العناوين الإلكترونية التي يستخدمها موظفون في مجلس الشيوخ‏، وأن التقنيين تمكنوا من متابعة الأمر ووجدوا أن أجهزة الكومبيوتر التي استخدمت في الحذف والإضافة موجودة في مكاتب معينة بمجلس الشيوخ، وأ‏ن بعض التعديلات المضافة لم تكن سوى تصحيح في قواعد اللغة أو في الإملاء أو تصحيح لمعلومات غير صحيحة.

ومن أبرز أعضاء مجلس الشيوخ الذين أوردت الصحف الأميركية أسماء مكاتبهم السناتور الديمقراطي جوزيف بايدن وهو مرشح محتمل للرئاسة الأميركية في الانتخابات المقبلة. وكانت موسوعة «ويكيبيديا» قد تعرضت لفضائح اخرى سابقة سببتها تعديلات لمحتويات المقالات تبين ان الكثير منها تم بهدف «متعمد وتخريبي». وجاء ذلك في وقت رفضت فيه محكمة ألمانية في برلين دعوى قضائية رفعها على الموسوعة والدا شاب ألماني متوف معروف باسم «ترون» احتجاجا على نشر اسمه في الموسوعة كواحد من مخترقي شبكة الانترنت. وقال والدا الشاب الألماني إن الموسوعة لم يكن يجب أن تنشر الاسم الكامل لابنهما لأن في ذلك انتهاكا لخصوصيتهما. ولم تقبل المحكمة الألمانية الدعوى المشار إليها‏، كما لم يعرف ما إذا كان رافعوها يعتزمون استئناف الحكم أم لا.

يشار إلى أن «ويكيبيديا» هي موسوعة حرة، متعددة اللغات، يساهم فيها الآلاف من المتطوعين حول العالم، وتكمن قوتها في نظام إدارة المحتوى المستعمل فيها، وهو نظام «الويكي» الذي يسمح بتعديلات من قبل القراء باستثناء عدد قليل من الصفحات المحمية.

وكان مشروع «ويكيبيديا» قد بدأ في 15 يناير (كانون الثاني) 2001، وتضم الموسوعة الآن أكثر من 3 ملايين مقالة بكافة اللغات، منها أكثر من 900.000 مقال باللغة الإنجليزية وحدها، أما النسخة العربية من الموسوعة فقد بدأت في نهاية عام 2003، ولا تزال الموسوعة العربية في مرحلة بناء المحتويات، ومن ثم فإن أي تعديل أو إضافة وإن كانت محدودة تظل ذات قيمة كبيرة للموسوعة.