انطلقت امس فعاليات منتدى جدة الاقتصادي بحضور مشاركين وشخصيات دولية ذات زخم كبير ودعوات لاحترام التنوع الثقافي واحترام الثقافات الاخرى وتجنب ما يصدم المشاعر الدينية. وقد أكد الامير عبد المجيد بن عبد العزيز، امير منطقة مكة المكرمة، ضرورة التواكب مع المتغيرات العالمية ضمن الخطى لتحقيق التقدم الاقتصادي للدول. وشدد على ان ذلك لن يأتي بالتقوقع والانعزال، بل بالتفاعل مع المعطيات شريطة احترام التنوع الثقافي والفكري. وأوضحت كلمة الأمير عبد المجيد التي ألقاها نيابة عنه الامير عبد الله بن فهد بن محمد وكيل امارة مكة للشؤون الأمنية، ان تحقيق عقلية الحوار والتبادل الفكري الفعال تحقق الارضية الصلبة للتقدم الاقتصادي.
من جانبه، قال المستشار الالماني السابق غيرهارد شرودر، أمس، ان على الاوروبيين ان يكونوا اكثر تفهما لمعتقدات المسلمين، مؤكدا ان «التكامل الاوروبي بني على اساس احترام الثقافات الاخرى والتسامح والاعتراف بالتنوع» الثقافي. وأضاف «ان ذلك يشمل الامتناع عن اي عمل يصدم المشاعر الدينية الحقيقية، وهو ما لم يحصل للأسف، في الكثير من الاماكن بما فيها اوروبا في الاشهر الاخيرة». وقال شرودر الذي قدمه منظمو منتدى جدة بصفته «صديقا قديما»، انه «علينا العودة الى طريق التسامح واحترام القيم الثقافية والدينية». وأضاف «نريد ان نقيم الجسور بين ثقافاتنا».
من جانبه، وجه وزير الخارجية التركي عبد الله غل، أمس، انتقادات الى المواقف الاخيرة لرئيس حكومة الدنمارك اندرس فوغ راسموسن من الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد، وأضاف غول ان المسألة «كان يمكن ان تدار بشكل افضل لو ان رئيس الوزراء الدنماركي قال نعم هناك حرية صحافة إلا انني ادين هذا الامر».
وقد أكد وزير الاعلام السعودي أياد مدني، أن المملكة تقبل «الديمقراطية»، لكن ليس بشكلها الغربي، مشيرا الى ان المملكة قوة اعتدال في المنطقة وفي العالم.
وحول حقوق المرأة قال مدني، إن وسائل الاعلام الغربية جعلت من حصول المرأة على الحق في قيادة سيارة نوعا من الاختبار لمستوى تطور وضع المرأة في السعودية. غير انه قال «لا يوجد شيء في التشريع السعودي يمنع السعوديات من طلب رخصة قيادة».