شركات تقنية أميركية تسهل للأنظمة الاستبدادية مراقبة معارضيها في الخارج

TT

كشف مسؤول في شركة اتصالات أميركية أن شركته تقدم تقنيات حديثة للرقابة على الاتصالات عبر الهواتف الجوالة أو عبر الإنترنت في أي مكان في العالم‏، موضحا أن الخدمة متوفرة لمن يدفع من الحكومات أو الأفراد القادرين أو أي جهة كانت‏، وأن القوانين لا تمنع أي شركة من تفعيل خدماتها خارج الأراضي الأميركية‏، وقد تعاملت الشركة بالفعل مع عدد من الحكومات العربية.

وقال جيف ووكر، الممثل التجاري لشركة (ساي تيك) ومقرها ولاية فيرجينيا، إن شركته تستطيع الحصول على معلومات عن أي مكالمة تجرى عبر رقم جوال في أي مكان في العالم وتسجيل المكالمات الواردة إلى الرقم المعني أو الصادرة عنه إضافة إلى إيضاح حجم التدفق من الرقم وإليه وأي معلومات أخرى تطلبها الأجهزة الأمنية في الولايات المتحدة أو خارجها.

وأضاف ووكر الذي التقته «الشرق الأوسط» على هامش مؤتمر «قمة الاستخبارات» في كريستال سيتي قرب العاصمة الأميركية واشنطن أن لدى الشركة دوائر قانونية تلزمها مراعاة أوامر المحاكم داخل الأراضي الأميركية، ولكن لا يوجد ما يمنع الشركة من بيع تقنياتها خارج أميركا حيث تختلف قوانين الرقابة من بلد لآخر، بل تنعدم تماما في بعض البلدان.

وقال المسؤول إن شركته هي الرائدة في مجالها في الولايات المتحدة ولا تنافسها سوى شركات اتصالات في إسرائيل‏، مشيرا إلى أن شركته باعت تقنياتها لعدد كبير من حكومات العالم من بينها دول عربية وشرق أوسطية. وعلق خبراء في المؤتمر على التقنيات الحديثة التي تقدمها الشركة وشركات أخرى مماثلة بأنها قد لا تسهل إحكام الرقابة على الإرهابيين فقط، ولكنها قد تساعد الحكومات في مراقبة المعارضين والناشطين السياسيين المقيمين خارج أراضيها عن طريق معرفة أرقام هواتفهم ومراقبة المكالمات الصادرة عنهم أو الواصلة إليهم من أي مكان في العالم.

وقال صحافيون شاركوا في تغطية أعمال المؤتمر إن الأنظمة الاستبدادية تستطيع تفريق معارضيها وإدخال الشكوك حول بعضهم عن طريق مراقبة اتصالاتهم التي يعتقدون أنها بعيدة عن آذان الحكومات كونهم يقيمون خارج أراضي الدولة أو الدول المعنية. كما أن المعارضين أنفسهم قد يقومون بتضليل الحكومات وتشتيت جهودها عن طريق معرفتهم بالرقابة التي تخضع لها هواتفهم.

ويشار الى أن العديد من الشركات الأميركية المرتبط إنتاجها بالعمل الاستخباراتي عرضت بعضا من منتجاتها في أول مؤتمر من نوعه للاستخبارات والتجسس الذي اختتم أعماله الاثنين الماضي بمشاركة من رجال استخبارات حاليين وسابقين من الولايات المتحدة وخارجها. وركز المؤتمر في جلساته على أساليب مكافحة الإرهاب والتجسس. كما تحدث بعض المحاضرين عن التفوق الذي تحرزه المنظمات الإرهابية في استخدام شبكة الانترنت للدعاية والإعلام والتواصل على حد سواء.