العراق: تأجيج الفتنة باستهداف الدليمي

عاصفة سياسية تهب على الجعفري والحكيم يدفع باتجاه عبدالمهدي

TT

شهد العراق امس يوما داميا آخر قتل خلاله 33 عراقيا وجرح 37 آخرون في هجمات بعدة مناطق من البلاد كان أخطرها محاولة الاغتيال الفاشلة التي استهدفت زعيم جبهة التوافق العراقية التي تضم اهم الاحزاب السنية، وكان يمكن لنجاح هذه المحاولة ان يشعل حريق حرب اهلية طائفية شاملة في جميع انحاء البلاد. وفي غضون ذلك واصلت القوى السياسية الرئيسية ضغوطها من اجل ترشيح شخص آخر غير رئيس الوزراء المنتهية ولايته، ابراهيم الجعفري، لتولي رئاسة الحكومة الجديدة. واكد المتحدث باسم جبهة التوافق، ظافر العاني، نجاة رئيس الجبهة عدنان الدليمي ومقتل احد الحراس الشخصيين له وإصابة خمسة آخرين على يد مسلحين مجهولين كمنوا لموكب الدليمي عند عودته الى العاصمة من ضاحية ابو غريب، بعد ان قدم لرئيس هيئة علماء المسلمين حارث الضاري واجب العزاء في شقيقه. كما حدثت عدة هجمات وتفجيرات اخرى في بغداد وخارجها ادت الى مقتل اكثر من ثلاثين واصابة اكثر من ثلاثين ايضا، بينها انفجار عبوة ناسفة في حافلة صغيرة للركاب في مدينة الصدر (شرق بغداد)، ادى الى مقتل خمسة اشخاص وجرح ثمانية آخرين، وهو ما ادى الى استنفار عناصر «جيش المهدي» التابع لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر. كما انفجرت عبوة ناسفة داخل سوق شعبي في منطقة الزعفرانية جنوب شرقي بغداد ما ادى الى مقتل اربعة من المدنيين وجرح احد عشر اخرين.

على الصعيد السياسي تصاعدت امس ضغوط ثلاث كتل رئيسية على اكبر كتلة في البرلمان العراقي (الائتلاف العراقي الموحد) لسحب ترشيح الجعفري الى رئاسة الحكومة الجديدة.

وابلغت مصادر «الشرق الاوسط» ان التحالف الكردستاني والقائمة العراقية الوطنية اكدتا في اجتماع ضمهما الليلة قبل الماضية مع جبهة التوافق تحفظهما على الجعفري فيما ما تزال جبهة التوافق تدرس البدائل عن ترشيح الجعفري.

وكشف مصدر شيعي موثوق ان عبد العزيز الحكيم رئيس الائتلاف شجع بقية القوائم على العمل لإلغاء ترشيح الجعفري لصالح عادل عبد المهدي مرشح المجلس الاعلى للثورة الاسلامية الذي يتزعمه الحكيم . وفي تطور آخر ذكرت صحيفة «الغارديان» البريطانية في عدد أمس، أن مدير مشرحة بغداد، وفيق بكر، فرّ من العراق خوفا على حياته، بعد ان ذكرت تقارير ان نحو 7000 شخص قتلوا على أيدي «فرق الموت»، خلال الأشهر الماضية، كما كشف رئيس مكتب الأمم المتحدة لحقوق الانسان، جون بايس. إلى ذلك أعلن التلفزيون العراقي أمس أن السلطات العراقية اعتقلت سعوديا اعترف بمشاركته في الهجوم الفاشل على منشأة النفط في بقيق.