إسرائيل: «كديما» يحول مسجدا تاريخيا إلى مقر حملته الانتخابية

السلطة تؤجل دفع رواتب موظفيها

TT

في الوقت الذي تتودد فيه الحكومة الاسرائيلية لمواطنيها اليهود حتى يصوتوا لحزبها «كديما (قدُماً)» في الانتخابات المقررة في 28 مارس (اذار) الجاري، فانها تتصرف بشكل فظ ضد المواطنين العرب (فلسطينيي 48) وتعمق الهوة معهم. فقد واصلت انتهاك حرمة مسجد مهم تاريخيا لهم في مدينة صفد في الشمال وهدمت 5 منازل في إحدى بلداتهم وأبلغت أصحاب 100 منزل آخر منهم انها تنوي هدمها بعد الانتخابات مباشرة.

ففي المنطقة الجنوبية المعروفة باسم النقب، حيث يعيش حوالي 180 ألف عربي، أقدمت الشرطة الاسرائيلية على هدم خمسة منازل بحجة أنها بنيت من دون ترخيص. ثم الصقت اعلانات باسم وزارة الداخلية تبلغ أصحاب 100 منزل آخر بقرار هدمها وتطلب منهم إخلاء البيت تماما تمهيدا لهدمه ودفع تكاليف هدمه. واحتج أهالي النقب بشدة على هذه الجرائم وقرروا القيام بمظاهرات كبرى اليوم وغدا واعادة بناء البيوت المهدومة. أما المسجد الذي تم انتهاك حرمته فهو «المسجد الأحمر»، الذي انشأه القائد العربي الكبير الظاهر بيبرس، في صفد قبل حوالي 750 سنة، وتحول في العهد الاسرائيلي الى مقهى ومرقص. وفي الشهر الماضي تحولت إحدى غرفه الى مقر انتخابي لحزب «كديما».

كشفت عن هذه الجريمة أخيرا مؤسسة الدفاع عن الأقصى، التي تقودها الحركة الإسلامية في اسرائيل بزعامة الشيخ رائد صلاح. ومع أن النائب مجلي وهبي من قادة حزب «كديما»، نفى أن تكون غرفة المقر جزءا من المسجد، فإن مؤسسة الأقصى أصرت على اتهامها، ونشرت صورا تؤكد ما تقول. وقال المحامي زاهي نجيدات، الناطق بلسان الحركة الاسلامية (الجناح الشمالي)، لـ«الشرق الأوسط»، إن المسجد مؤلف من قاعة و8 غرف، تجتمع كلها تحت سطح واحد ومئذنة وقبة، القاعة تحولت منذ سنوات عدة الى مقهى ومرقص، والغرف وكلها وقفية استخدمت لأغراض أخرى، بينها مقر «كديما» الانتخابي.

ووجهت مؤسسة الأقصى، أمس، عدة رسائل احتجاج الى رئيس حزب «كديما» رئيس الحكومة بالوكالة، ايهود اولمرت، والى رئيس بلدية صفد ولجنة الداخلية في الكنيست والسفراء الأجانب في اسرائيل. وتدرس امكانية التوجه الى محكمة عكا الشرعية طالبة إخلاء المسجد بكل أروقته وإعادته الى الوقف الاسلامي.

يذكر أن الظاهر بيبرس، الذي حرر صفد من أيدي الصليبيين، كان قد بنى هذا المسجد في سنة 1275 ميلادية، وأطلق عليه اسم المسجد الأحمر بسبب الحجارة الحمراء التي بني بها، وهو واحد من 14 مسجدا كانت في صفد في سنة 1948، وقد هدمت معظمها، وحول أحدها (مسجد بنات حامد) الى كنيس يهودي. وتقوم مؤسسة الأقصى برصد أحوال جميع المساجد والكنائس الفلسطينية التي بقيت معالمها بعد نكبة فلسطين وتحاول ترميمها. ويواجه مشروعها هذا بعراقيل جمة من المؤسسة الاسرائيلية، إلا انها نجحت في صيانة وترميم العشرات منها.