بلير: الله هو الذي سيحاسبني على قرار حرب العراق

وزيرة الثقافة البريطانية تنفصل عن زوجها بسبب تعاملاته المالية

TT

في عبارات فاجأت الكثيرين، قال رئيس الوزراء البريطاني توني بلير امس إن الله هو الذي سيحاسبه على قراره بإشراك بلاده في الغزو الى جانب الولايات المتحدة. وفيما انتقد بعض ذوي الجنود البريطانيين الذين لقوا مصرعهم في العراق حديثه عن للدين معتبرين انه يتهرب من «خطأ استراتيجي جر بلاده اليه»، اعتبر معلقون ان بلير انتهك قاعدة بريطانية ذهبية لأن مواطنيه عموماً «يرتابون في السياسيين الذين يتحدثون عن الدين». ودأب مساعدوه في الماضي على منع الإعلام من تسليط الضوء على ايمانه المسيحي.

وكان بلير قد قال في مقابلة في برنامج تلفزيوني رائج بثه تلفزيون «آي تي في» البريطاني مساء امس إن محاسبته على خطأ او صواب قراره بإرسال جنود بلاده الى العراق، هي في يد الله. واوضح «لو كان لديك ايمان بشأن هذه الاشياء، فإنك تدرك ان الحكم يصدره اناس آخرون (..) وإذا كنت تؤمن بالله فإن الله يقوم به (الحكم) ايضاً». واضاف، في معرض تبرير قراره، «حين تواجه قراراً من هذا النوع، وبعض هذه القرارات كان صعبا جداً جداً خصوصاً لانك تدرك ان حياة الآخرين... وفي بعض الحالات موتهم» يتوقف على الحكم الذي تصدره. وتابع «الطريقة الوحيدة التي يمكنك ان تتخذ فيها قراراً مثل هذا هو أن تحاول ان تقوم بالشيء الصحيح وفقاً لضميرك». غير ان معلقين اتهموه بـ«التستر» وراء الدين. ورأت المحللة الكاثوليكية كريتسينا أودوني ان ايمان بلير شبيه بإيمان الواعظين الاميركيين المتشددين الذين يجنون الملايين ممن «يمتهنون» الدين. كما غمزت في قناة القضية المثارة حول وزيرة الثقافة تيسا جويل المقربة منه والتي تواجه حملة بسبب تعاملات مالية لزوجها هي موضع تحقيق الآن، مع رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسكوني. يُشار الى انه افيد امس ان جويل قد انفصلت عن زوجها بسبب هذه المشكلة. ويعتقد انها ابتعدت عنه في محاولة للبقاء في الوزارة.

إلى ذلك، اكد انصار بلير انه فقط اراد الحديث بصدق وشجاعة عن صعوبة اتخاذه قرار الحرب، كرجل يؤمن بالله ايماناً قوياً. وبلير معروف بمواظبته على الكنيسة وبتأثره سياسياً بالاشتراكية المسيحية التي تركت بصماتها على حزب العمال الجديد الذي طوره بالتعاون مع «متدين» آخر هو وزير المالية غوردون براون، وإيمانه عميق بمسيحيته البروتستانتية، علماً ان زوجته شيري كاثوليكية، موضع تندر أحياناً في الإعلام البريطاني كإحدى الوشائج التي تشده الى الرئيس الاميركي «المؤمن» جورج بوش.