مشي الإنسان على أربع..ظاهرة تثير نقاشات علمية حادة

اثارت ظاهرة مشي خمسة اخوة وأخوات من عائلة كردية تقطن في أرياف جنوب تركيا، طبيعيا على اطرافهم الاربعة لعدم قدرتهم على الانتصاب والمشي، نقاشات علمية حول العالم. ووصف العلماء ظاهرة الحبو هذه التي اطلق عليها «مشية الدب» بأنها حالة غريبة فريدة قد تمنحهم «بصيرة» النفاذ الى اعماق عملية ارتقاء الانسان. ويعتقد العلماء ان افراد العائلة الكردية، التي يبلغ عدد الاخوة والاخوات فيها 13 شخصا، والتي اكتشفها باحث تركي في صيف العام الماضي، يمكنهم ان يقدموا معلومات ثمينة عن تطور الانسان من حيوان يسير على اربعة اطراف، ثم مقدرته على الانتصاب والمشي على رجلين قبل ثلاثة ملايين عام. وتتراوح اعمار هؤلاء الاخوة والاخوات بين 18 و34 عاما، ويمشي رجلان وفتاة منهم دوما على ارجلهم وعلى راحاتهم، بينما يقوم اخ واخت آخران بمحاولة المشي من فترة لاخرى؛ هي جد قصيرة. ويتمكن جميع الاخوة الخمسة من رفع قاماتهم للوقوف لبرهة. وبينما تحوم صفية 34 عاما، وسينيم 22 عاما، وأموش 18 عاما، في منطقة قرب المنزل يقوم حسين 28 عاما بزيارة القرية المجاورة.

ويعتقد بعض العلماء مثل العالم التركي اونير تان البروفسور في علم الفسلجة في جامعة تشوكوروفا في مدينة أدنة الذي عثر على العائلة، ان خللا جينيا لدى هؤلاء الاخوة ادى الى تراجعهم الى نوع من «التطور المتخلف» أي نحو حلقة مفقودة بين المراحل الرئيسية، وهي الحيوانات العليا التي تشمل الانسان والقرود، الامر الذي اوجد لديهم مشاكل في اللغة ايضا.

واعتبر البروفسور نيكولاس همفري الذي زار العائلة في تركيا، في حديث هاتفي مع «الشرق الاوسط» هؤلاء الافراد عصريين تماما ولا يختلفون عن الانسان الحالي من حيث ارتقائه، إلا انه قال انهم يختلفون تماما عن الانسان المعاصر بعد حدوث اضرار في جيناتهم و«تراجعهم نحو نوع من السلوك الارتدادي الموجود عميقا داخل الانسان القديم، اندثر في ما بعد» أي انهم طوروا شيئا حيوانيا كان يوجد لدى اجدادهم في الماضي السحيق قبل ثلاثة ملايين عام.