قيادات من فتح تطالب عباس بحل السلطة

إسرائيل تبدأ إجراءات لمحاكمة سعدات ورفاقه وفقا لقوانينها

TT

دعا العشرات من قيادات حركة «فتح» الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) الى حل السلطة الفلسطينية ومطالبة الاسرة الدولية بتحمل مسؤولياتها ازاء التصرفات الاسرائيلية وحقوق الشعب الفلسطيني.

وجاءت هذه الدعوة في رسالة موجهة الى ابو مازن وتحمل توقيع العشرات من اعضاء المجلسين التشريعي والوطني والمحافظين ورؤساء البلديات، ردا على العدوان الاسرائيلي على سجن اريحا واختطاف الامين العام للجبهة الشعبية احمد سعدات ورفاقه الاربعة المتهمين بقتل وزير السياحة الاسرائيلي، والعميد فؤاد الشوبكي المتهم الرئيسي في قضية سفينة السلاح «كارين ايه».

وقالت الرسالة التي كشفها الموقع الالكتروني لـ«يديعوت احرونوت» الاسرائيلية انه بعد الاهانة المصورة لقوى الامن الفلسطينية، التي شاهدها العالم على شاشات التلفزيون وعجزهم على تنفيذ مهامهم، نظرا للموقفين الاميركي والبريطاني مع اسرائيل فإن العملية الدبلوماسية وصلت الى نهايتها. لذلك فانهم يطالبون بحل السلطة في اسرع وقت ممكن.

من جانبه كان ابو مازن شديدا في لهجته ضد اسرائيل لدى وصوله الى اريحا قادما من جولته الاوروبية التي قطعها لمتابعة تداعيات العدوان. وقال وهو يتفقد السجن المدمر ان هذه «جريمة بشعة لا تغتفر، وهي ايضا مهينة للشعب الفلسطيني وتشكل انتهاكا للاتفاقات»، واعتبر عملية الاختطاف «غير قانونية».

واعترف ابو مازن بانه تلقى رسالة قبل اسبوع من بريطانيا، حول احتمال سحب المراقبين في سجن اريحا، لكن الرسالة لم تحدد موعدا لسحب المراقبين. وشدد مجددا على التنسيق بين المراقبين البريطانيين والاميركيين وقوات الاحتلال. وقال ان المراقبين غادروا اريحا في الساعة 9.20 صباح اول من امس، لتدخلها قوات الاحتلال بعد 10 دقائق فقط.

واكد التنسيق وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز، الذي قال في تصريحات لموقع صحيفة «هآرتس» على شبكة الإنترنت، إن جيش الاحتلال كان على علم مسبق بموعد انسحاب المراقبين الأميركيين والبريطانيين. واضاف أن جيش الاحتلال كان يستعد لتنفيذ هذه العملية منذ أسبوع وأن قوات خاصة تدربت على تنفيذ العملية التي أطلق عليها «جمع البواكير». وكشف عمير راببورت، المراسل العسكري لصحيفة «معاريف» أن جيش الاحتلال أجرى تدريبات في معسكر مجاور لمدينة أريحا منذ أكثر من أسبوع، وان الوحدات الاسرائيلة الخاصة استعدت لتنفيذ العملية. واستهجن راببورت عدم تفطن السلطة الفلسطينية للتحركات العسكرية الكثيفة التي كانت تتم في المعسكر المجاور. واشار الى أن معلومة استخبارية موثوقة حصل عليها «الشاباك» تبين منها أن سعدات ورفاقه والشوبكي يوجدون في غرفة واحدة في الجزء الشمالي من المعتقل، الأمر الذي جعل قوات الاحتلال تستخدم الجرافات الضخمة بالتحرك بقوة قرب الجدران، الأمر الذي ادى الى اهتزازها وإعطائهم الشعور بأن الجدران ستقع فوق رؤوسهم.

الى ذلك, اكد رئيس الوزراء الاسرائيلي بالوكالة، ايهود اولمرت، امس ان سعدات وبقية المختطفين سيقدمون للمحاكمة في إسرائيل بتهمة تصفية رحبعام زئيفي وزير السياحة الاسرائيلي في القدس المحتلة، ردا على اغتيال الامين العام للجبهة ابو علي مصطفى في رام الله. غير ان وزيرة القضاء، تسيبي لفنه، قالت انه يتوجب اولا تخطي بعض العقبات القانونية. لكنها في الوقت نفسه شددت على ان المختطفين سيبقون لدى اسرائيل لفترة طويلة.

ورفض رئيس الوزراء الفلسطيني المنتهية ولايته احمد قريع (ابو علاء) المنطق الاسرائيلي وقال انه ليس لدى اسرائيل الحق في محاكمة المختطفين.

وشلت الحركة في الاراضي الفلسطينية امس، نتيجة الاضراب الشامل، الذي دعت اليه القوى والفصائل الوطنية والاسلامية، احتجاجا عل اختطاف سعدات ورفاقه. وانتظمت مسيرات جماهيرية حاشدة في جميع الاراضي الفلسطينية. وقبالة المجلس التشريعي الفلسطيني أقامت القوى الوطنية والاسلامية خيمة للاعتصام، حيث توافد عليها الالاف منذ ساعات الصباح، وتناوب ممثلو الفصائل والفعاليات الجماهيرية والهيئات النقابية على القاء كلمات التنديد بجريمة اريحا.