مكسيكي لبناني الأصل تحول إلى ثالث ثري في العالم بفضل العقارات والسجائر

TT

كارلوس سليم حلو رقم صعب في المكسيك، قد تحبه أو تكرهه، لكنك لا تستطيع أن تتجاهله. الرجل علامة فارقة لدى مجلة «فوربس» المتخصصة في أثرياء العالم بسبب سرعة صعوده: من المرتبة 35 وبثروة 7.4 مليار دولار في عام 2003، قفز إلى المرتبة 17 وارتفعت ثروته إلى 13.9 مليار في عام 2004، ومن ذلك الى المرتبة الثالثة وبثروة 30 مليار دولار عام 2006.

ولد سليم، عام 1940 لأب هو جوليان سليم حداد وام هي ليندا حلو، كانا قد سافرا الى المكسيك في بداية القرن العشرين، وكان سليم خامساً في عائلة من ستة أولاد. تخرّج سليم مهندساً، وفي أواسط السبعينات من القرن الماضي أسس شركتين، واحدة للبناء وأخرى في البورصة، وكأنه أراد بإنجازه الأول، أن يؤشر عن سعة آفاقه. وأخذ يطبق نصيحة جدّه: في المكسيك كثرة من الباعة وقلّة من المشترين، وهكذا اصبح «المهندس» خبيراً في اغتنام الفرص. أظهر براعة في شراء العقارات المقيّمة بأقل مما تستحقه مما دفعه لتأسيس شركة العقارات «غروبو كارسو» المكونة من عدة شركات وبنك ومكتب وساطة للبورصة تعرف باسم «Inbursa»، وهذه أصبحت الوسائط لسلسلة من المبادلات التجارية.

وفي عام 1981 اشترى شركة Cigatam المتخصصة بتوزيع السجائر التي لديها خصم لماركة مالبورو في المكسيك، وكان الانقلاب الأكبر عند شرائه احتكار المكسيك «Telmex» للاتصالات الهاتفية في عام 1990 خلال موجة الخصخصة.

وخلال السنوات الأخيرة، صار سليم يبحث عن الفرص في الولايات المتحدة، الا انه يمثل نموذجاً من رجال الأعمال اللاتينيين الذين يأبون أن يخضعوا للهيمنة الأميركية شكلاً ومضموناً. يتحاشى التحدث بالإنجليزية، التي يتقنها، في المناسبات العامة، ويمزج بين ذكاء لامع ومعرفة دقيقة بقوانين اللعبة، وأعصاب فولاذية.

وعلى رغم شكوك البعض، ينفي سليم أن يكون لديه مشروع سياسي خاص، أو لأن يكون «برلسكوني أو الحريري المكسيكي» مبرراً ما يقوم به «بمجرد حبه للبلد وخوفه عليه».