«نايكي» تصمم «الحجاب الرياضي»

TT

اعتادت الفتيات والشابات المقيمات في مخيمات للاجئين الصوماليين بكينيا، لعب الكرة الطائرة، باعتبارها الوسيلة شبه الوحيدة للتسلية. وفي العرف الصومالي، ترتدي الفتاة الحجاب منذ سن مبكرة، وتمارس لعبتها المفضلة بنفس اللباس. وتقول فرح ابراهيم، 23 سنة، «غالبيتنا مسلمات ونريد الحفاظ على ديننا، ولا نريد ضغوطاً علينا».

وتعد لعبة الطائرة واحدة من أمور قليلة مسلية في بلدة داداب الكينية حيث توجد ثلاثة مخيمات للاجئين، تأوي 127 الف شخص غالبيتهم من الصوماليين الذين فروا من بلادهم عقب الحرب التي نشبت فيها في مطلع التسعينات من القرن الماضي. وتعد الحياة في هذه المخيمات قاسية، خصوصا بالنسبة للفتيات اللواتي لا يتوجهن إلا نادراً للمدارس ويتزوجن في سن مبكرة. لكن رغم ذلك، فان نسبة فتيات مخيمات اللاجئين يتوجهن للمدارس بنسب أعلى من نظيراتهن اللواتي بقين في الصومال، أي بنسبة 58 في المائة مقابل 7 في المائة تقريباً. ولأن الحياة القاسية في المخيمات فان الفتيات لا يجدن سوى الكرة الطائرة وسيلة للتسلية. وتقول فرح: «ليس لدينا سوى اللعب».

ويرفض بعض المتشددين الرياضة النسوية حتى لو تمت ممارستها بالحجاب. وتقول فرح: «بعض الناس يعتقد ان الفتيات اذا لعبن الرياضة فإنهن غير محافظات».

لكن الأمور بدأت تتغير، وأصبحت الفتيات تحلمن بـ «حجاب رياضي»، يغطي أجسامهن وفي الوقت نفسه يساعدهن على الحركة. وهذا «الحجاب الرياضي» سيعد وفق شراكة بين مفوضية شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة وشركة «نايكي» لصناعة الملابس الرياضية، حسبما افادت صحيفة «نيويورك تايمز» في تقرير حول الموضوع أمس. ففي العام الماضي، أرسلت «نايكي» أربعة من مصمميها الى داداب لمساعدة الفتيات على تصميم لباس محافظ ومريح ويناسب متطلباتهن. حينها، أثير جدل في المنطقة بين معارض ومؤيد للرياضة النسوية، لكن آراء أشخاص مثل زينب حسن محمد، المدافعة عن الرياضة النسوية، هي التي فازت. وتقول زينب: «قلت لهم ان اجسام الفتيات تحتاج الى حركة وان ممارستهن الرياضة ليست مشكلة». وفي الاخير، تم الاتفاق على التصاميم المحافظة التي اختارتها فتيات المخيمات. وقالت هانا جونز، المسؤولة بشركة «نايكي» ان الشركة ستتبرع بما يلزم لإعداد الأزياء الرياضية لمئات الفتيات. وبدأ مصممو «نايكي» بتعليم بعض الفتيات في المنطقة كيفية خياطة الازياء لانفسهن باستخدام مواد محلية.

وتعلق حمدي حسن هاشي، 27 سنة، احدى اللاعبات الماهرات، على الزي المرتقب قائلة: «أذرعنا ستكون حرة الآن، ولن تكون هناك ملابس كثيرة تعيق».