بوش يسمح لأقدم صحافية في البيت الابيض بسؤاله بعد 3 سنوات مقاطعة

قالت له: ستندم.. والرئيس قال: ندمت جزئيا

TT

خرق الرئيس جورج بوش الحظر الذي فرضه لثلاث سنوات على اسئلة الصحافية الاميركية ـ العربية هيلين توماس، وسمح لها بان توجه له سؤالا خلال مؤتمره الصحافي اول من أمس في البيت الابيض، ولم تخيب هيلين ظنه وباغتته بسؤال ناقد لسياسته في الشرق الأوسط.

وتعتبر هيلين، التي هاجر والداها الى اميركا من لبنان، اعرق صحافية تغطي البيت الأبيض, وهي الآن كاتبة عامود في «هيرست» الصحافية.

بدأ بوش بأن اثنى على دورها، في الاسبوع الماضي، في التمثيلية القصيرة التي اشتركت فيها في حفل «أيارانغريد» السنوي الفكاهي في واشنطن، والذي يجمع السياسيين والصحافيين. وكانت هيلين قد ظهرت في دور السناتورة هيلاري كلينتون، وتندرت على طموحها في ان تكون رئيسة لاميركا.

وعندما اشار بوش باصبعه نحو هيلين، خلال المؤتمر الصحافي، وقال لها «اعجبني دورك في الحفل»، لم تصدق انه سيسمح لها بأن تسأله بعد مقاطعة ثلاث سنوات، وحذرته قائلة «ستندم يا سيادة الرئيس»، ورد بوش ضاحكا «ربما انت على حق، غيرت رأيي، ولن اسمح لك بأن تسأليني»، لكنه سمح لها بأن تسأله. وطرحت هيلين سؤالا ناقدا لسياسته قائلة «قرارك غزو العراق اصبح سبب موت آلاف الاميركيين والعراقيين، واصبح واضحا ان كل سبب اعلنته لغزو العراق لم يكن صحيحا.. سؤالي هو: لماذا، حقيقة، اعلنت الحرب؟».

قبل ان يجيب بوش على السؤال، اثنى على هيلين، لكنه وصف سؤالها بانه «افتراضي»، وقال «انت تفترضين انني اردت الحرب، لكنني لم ارد الحرب». وعندما قاطعته هيلين، قاطعها وطلب منها الانتظار حتى يكمل اجابته. واضاف بوش «ليس هناك اي رئيس يريد الحرب، لكن رأيي في الدفاع عن هذا الوطن تغير بعد هجوم 11 سبتمبر، اقسمت، عندما هوجمنا، ان استعمل كل امكاناتنا لحماية الشعب الاميركي».

وعندما قال بوش ان غزو العراق جزء من حماية الشعب الاميركي، قاطعته هيلين، وقالت «لم يفعل العراقيون اي شيء ضد وطننا»، لكن بوش لم يجب على سؤال التدخل في العراق، وتحدث عن التدخل في افغانستان، وقال ان «طالبان هي التي سمحت لمنظمة «القاعدة» بان تتدرب هناك لتهجم علينا». وعندما قاطعته هيلين وقالت له «سؤالي عن العراق»، كرر بوش حديثه عن افغانستان، ثم اضاف «وجدت خطرا في العراق، وكنت اريد ان اعالج الموضوع دبلوماسيا، وذهبت الى مجلس الأمن».

وعندما قاطعته هيلين، وسألته «لماذا اعلنت الحرب؟»، رد بوش «كان قرارا صعبا، لكننا تخلصنا من صدام حسين، والعالم اكثر أمنا بسبب ذلك»، وقالت هيلين ان اجابته لم تقنعها. وحاول الرئيس الاميركي في النهاية تلطيف الجو بالثناء على دور هيلين في التمثيلية الفكاهية، وقال انه لم يأسف لرفع الحظر عن هيلين والسماح لها بسؤاله، ثم اضاف مازحاً «لم اتأسف تماما، لكني تأسفت جزئياً»، ودعته هيلين، في نهاية اسئلتها الى «حوار» عن المواضيع التي اثارتها، لكن بوش لم يرد.