الضوضاء تزيد خطر التعرض لأزمات قلبية

الأشخاص الذين يعيشون في المدن أو على الطرق السريعة مهددون

TT

ربط عدد من الدراسات الطبية بين نمط حياة الانسان واحتمالات التعرض للاصابة بأزمات طبية. غير ان الدراسات الطبية في هذا المجال تقدمت خطوة للامام لتربط ليس فقط بين نمط الحياة وامراض القلب، بل بين نوع البيئة التي يعيش فيها الانسان واحتمالات اصابته بأمراض القلب. وأشارت دراسة جديدة الى ان العيش او العمل في بيئة صاخبة قد يزيد من خطر اصابة الانسان بأزمة قلبية.

ووجد الباحثون في المانيا ان الاشخاص الذين في منتصف العمر ويعيشون في المدن قرب الطرق التي عليها كثافة مرورية يزيد احتمال اصابتهم بأزمة قلبية مقارنة مع الاشخاص الذين يعيشون في احياء اكثر هدوءا بنسبة 46%. وبشكل مماثل فان الرجال الذين تضطرهم ظروف عملهم الى التعرض لمستويات ضجة عالية يزيد احتمال اصابتهم بأزمة قلبية بنسبة الثلث قياسا بنظرائهم الذين يعملون في محيط عمل اكثر هدوءا. ولم يتضح السبب وراء هذا الارتباط بشكل كامل ولكن الباحثين برئاسة الطبيب ستيفان ان. ويليتش من مركز تشاريتي الجامعي الطبي في برلين قالوا ان الاجهاد الناجم عن التعامل مع الضجة المزمنة قد يكون عاملا.

وأشار عدد من الدراسات السابقة الى ان التعرض لضجة المرور او اماكن العمل الصاخبة لفترة زمنية طويلة قد يسهم في خطر الاصابة بارتفاع ضغط الدم او ازمة قلبية. وبالنسبة للجسم فان الضجيج المرتفع يعمل كانذار، ويشمل الرد العادي على التوتر تغيرا في الهرمونات وارتفاعا في ضغط الدم ودقات القلب. ويشك الباحثون في ان التعرض للضجة المزمنة قد يضر بنظام الاوعية الدموية للقلب. وفي الدراسة الحالية التي نشرت في الدورية الاوروبية للقلب اخذ الباحثون في الاعتبار المستويات الفعلية للصوت بالاحياء واماكن العمل وتصور المشاركين في الدراسة عن الضوضاء. ووجد الباحثون ان النساء اللائي قلن ان ضجة المرور حول منازلهم «ازعجتهن»، يكن معرضات لخطر اصابة بأزمة قلبية اكثر من النساء اللائي لم يعبأن بذلك. ومن خلال المعايير الموضوعية ـ بناء على البيانات الرسمية لضجة المرور ببرلين ـ كان خطر اصابة الرجال والنساء الذين يعيشون على طرق سيارات مزعجة بأزمة قلبية مرتفعا. وكان للمعايير الموضوعية لضجة مكان العمل صلة بالتعرض لازمة قلبية بين الرجال فقط. وشملت الدراسة 4115 رجلا وامرأة معظمهم في الخمسينات من العمر والذين عولجوا من ازمة قلبية في احد مستشفيات برلين. وتم مقارنة هذه المجموعة بمجموعة من الاشخاص في نفس السن لم يتعرضوا من قبل لأزمة قلبية.