السعودية: فصل الطفلتين السياميتين العراقيتين لن يكون قبل شهرين

حالتهما تتحسن والأطباء ينتظرون زيادة وزنهما 5 كيلوغرامات

TT

ذكرت مصادر طبية ان الموعد المرتقب لإجراء عملية للطفلتين السياميتين العراقيتين اللتين وصلتا الى الرياض في فبراير (شباط) الماضي لن يكون قبل شهرين أو ثلاثة من الآن بسبب النقص في وزنهما حاليا. وقال الدكتور عبد الله بن عبد العزيز الربيعة المدير التنفيذي للشؤون الصحية في الحرس الوطني لـ «الشرق الأوسط» ان حالة الطفلتين (فاطمة وزهرة) مستقرة وشهدت تحسنا خلال الفترة الماضية، موضحا أنهما كانتا تعانيان عند وصولهما الى الرياض في 25 فبراير الماضي، من التهابات في المسالك البولية والدم، بالإضافة إلى مشاكل صحية أخرى.

وبين الدكتور الربيعة الذي يقوم مع فريقه الطبي بالعملية 12 في سلسلة عمليات الفصل للتوائم السيامية، أن سبب تلك المشاكل الصحية يعود إلى قلة الوزن، وضعف التغذية للطفلتين، مؤكدا أن الفريق الطبي يتابع حالتهما بدقة متناهية خلال فترة تنويمهما في العناية المركزة بمدينة الملك عبد العزيز الطبية.

وأضاف الجراح السعودي: «بعد اكتشاف المشاكل الصحية التي تعاني منها الطفلتان في الكشف الأولي، تقرر تأجيل استكمال الفحوصات، وذلك عائد إلى اهتمامنا في الدرجة الأولى بصحتهما البدنية، وسننهي الفحوصات خلال الأسبوعين أو الثلاثة المقبلة».

وعن الموعد المتوقع لإجراء العملية قال الربيعة: «عملية الفصل لن تكون قبل شهرين أو ثلاثة من الآن، والسبب أنه عند صولهما كان وزنهما يبلغ أربعة كيلوغرامات، ونحن نريد ارتفاع الوزن حتى التسعة كيلوغرامات، وفارق الخمسة كيلوغرامات عادة لا يتحقق في أقل من شهرين إلى ثلاثة أشهر».

وأوضح الدكتور عبد الله الربيعة أن عمليات فصل التوأمين السياميين تخضع لعوامل أربعة: «أولاً ننظر لصحة التوأمين، ونتأكد من عدم وجود عيوب خلقية، ونبحث بعد ذلك إمكانية إجراء عملية الفصل بأمان، وأخيرا نحاول إيصال التوأمين للوزن المناسب، والذي عادة يتراوح ما بين تسعة إلى عشرة كيلوغرامات».

جدير بالذكر، أن أول عملية فصل لتوأمين سياميين قام بها الدكتور عبد الله الربيعة كانت لطلفتين سعوديتين في عام 1991، وآخر عمليات الفصل التي تمت في 4 مارس (آذار) الماضي كانت للطفلتين المغربيتين (حفصة وإلهام)، والتي استمرت 15 ساعة، وتكللت بالنجاح.

وارتفعت نسبة الجراحين السعوديين ضمن الفريق الطبي المنفذ لعمليات الفصل خلال الـ 15 عاما الماضية من نسبة 30 في المائة في أول عملية إلى ما يقارب 100 في المائة من الجراحين.

وشملت عمليات الفصل التي تمت بلدانا عدة، فقد تمت 3 عمليات لتوائم سيامية من السعودية، وعمليتا فصل لتوائم من السودان، وعمليتان أخريان لتوائم من مصر، وتوأمان من كل من ماليزيا والفلبين وبولندا والمغرب، وتمت جميعها بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، الذي استجاب لاستغاثة أم الطفلتين العراقيتين، وتم نقلهما من العراق بطائرة إخلاء طبي سعودية، وبمتابعة من الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد السعودي.

ويعود تاريخ اول ظهور للتوائم السيامية لطفلتين أرمينيتين في عام 950، واللتين كان التصاقهما في البطن، بينما كانت أول محاولة لعملية فصل توأمين سياميين لطفلتين ألمانيتين ملتصقتين في الرأس، وتوفيت إحداهما خلال العملية، ولحقت بها شقيقتها بعد العملية، وذلك في عام 1459، وفي عام 1689 سجلت أول حالة نجاح لعمليات الفصل.