لا إثبات علميا على أن قليلا من الكحول يفيد القلب

دراسة دولية تفند فرضية ظلت سائدة لمدة 30 عاما

TT

خلص باحثون من الولايات المتحدة وكندا وأستراليا الى عدم وجود أساس علمي للمقولة الشائعة التي تفيد بأن تناول كميات متوسطة من الكحول يومياً مفيد للقلب. وفي بحث مراجعة وإعادة تقييم وتحليل لمجمل ما تم حتى اليوم من دراسات وأبحاث حول جدوى تناول القليل من الكحول في خفض نسبة الوفيات والوقاية من أمراض شرايين القلب، تبين أن كل ما يُقال عن هذا خطأ علمي نتج بالأساس، سواء بقصد أو غير قصد، عن خطأ علمي إحصائي قاتل. وستصدر نتائج الدراسة في عدد مايو (أيار) المقبل من مجلة أبحاث ونظريات الإدمان الأميركية.

وذكر علماء من جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو وجامعة فيكتوريا في بريتش كولومبيا بكندا أ خللاً في حساب من يُعتبرون غير متناولين للكحول أدى إلى الفرضية الخطأ. وبعد تحليل ومراجعة 54 دراسة حول علاقة الكحول بالوفيات و27 دراسة حول علاقة الكحول بالوقاية من أمراض القلب، وجد الباحثون أن دمج من لا يتناولون الكحول مطلقاً والذين انقطعوا عنه منذ مدة طويلة ولم يُؤثر على صحتهم بعد، مع من انقطعوا عنه وهم متقدمون في العمر وأصابتهم الأمراض نتيجة طول تناوله، ووضعهم كلهم ضمن صنف «من لا يتناولون الكحول»، أدى إلى خطأ في تقييم أثر عدم تناول الكحول بأثر تناول كميات متوسطة منه.

وتوصل الباحثون الى أن سبع دراسات فقط نظرت إلى الأمر بطريقة سليمة، وهي التي قارنت من لا يتناولون الكحول أو انقطعوا عنها منذ مدة طويلة بمن يتناولون كميات متوسطة. والتحليل الدقيق لهذه الدراسات السبع بالصفات المتقدمة، بين أنه لا فائدة مطلقاً لتناولها بكميات متوسطة في تقليل الوفيات أو الوقاية من أمراض الشرايين. وتساءل الباحثون حول كيفية مرور مثل هذا الخطأ العلمي على الباحثين وعدم تنبههم له طوال الثلاثين سنة الماضية.