رحيل عبد السلام العجيلي صاحب الرواية التي تعانق الحياة

TT

عن عمر يناهز 88 عاماً، توفي الأديب السوري الكبير عبد السلام العجيلي صباح أمس ووري الثرى ظهراً، من دون تأبين رسمي، أو حشد شعبي، يوازي شهرته، وذلك بناء على وصيته ورغبته في جنازة بسيطة تقتصر على أهالي قريته.

عبد السلام العجيلي هو أحد أهم أعلام القصة والرواية المعاصرين، في سورية والعالم العربي، كتب ما يناهز 45 كتاباً، ورحل قبل ان يرى مجموعته الكاملة، التي تعد لإصدارها دار «رياض الريس» في بيروت.

تلقى دروسه في الرقة وحلب. ودرس الطب في «جامعة دمشق»، ثم اصبح نائباً. وبعدها صار وزيراً للثقافة وكذلك للخارجية والإعلام.

له مئات المقالات، ومجموعات قصصية منها «بنت الساحر» و«ساعة الملازم» و«قناديل إشبيلية» و«الخائن». ومن رواياته «باسمة بين الدموع»، «رصيف العذراء السوداء» و«ألوان الحب الثلاثة». عرف بنفحه الواقعي، وارتباط أدبه بالحياة، وتجربته كطبيب، خاصة أنه كان من أوائل الأطباء الذين عرفتهم قريته، التي أحبها ولم يفارقها، إلا ليعود اليها ولم يكتب إلا وهو فيها وعلى أرضها.

لقد غلبت صفة الأديب كل الصفات والأعمال التي مارسها العجيلي، لكنه يقول إنه لم يتعمد ذلك «بل اني أحاول أن اكون اديباً على الورق فقط، بمعنى ان تكون صلتي مع القراء والأدباء الآخرين صلة قراءة وكتابة، لا صلة شخصية».

بوفاة عبد السلام العجيلي صباح أمس، خسر القص العربي أحد فرسانه الكبار، ليس لأن الرجل كتب ما لا يضاهيه في الأدب العربي، بل لأنه من فصيلة أؤلئك الكتاب الذين ردموا الهوة بين الحياة والحكاية.

ترجم عبد السلام العجيلي الى العديد من اللغات؛ منها الفرنسية والروسية والإنجليزية والإيطالية والإسبانية. وكُرِّم مرات عدة، كما أحبه القراء العرب.