طالباني والجعفري والشيعة يطالبون مبارك بالاعتذار

القاهرة تتجه لاحتواء الأزمة والفيصل: ما يجري في العراق حرب أهلية * فؤاد معصوم: حسم ترشيح الجعفري خلال 48 ساعة

TT

لقيت تصريحات الرئيس المصري حسني مبارك التي أدلى بها لفضائية «العربية» عن الحرب في العراق وولاء الشيعة العرب لإيران، استغراباً واسعاً لم يقتصر على الأوساط العراقية السياسية والدينية، بل تخطاها الى السعودية والكويت حيث استهجن الشيعة هذه التصريحات ووصفوها بـ«الظالمة». وانتقد القادة الشيعة العراقيون وجهة النظر التي عبر عنها الرئيس المصري. وقال مسؤول في المجلس الأعلى للثورة الإسلامية بزعامة عبد العزيز الحكيم في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» إن آراء مبارك لن تساعد على تهدئة الأجواء في العراق بل هي تهدد بإثارة «الفتن الطائفية». غير أن القاهرة في محاولة منها لتهدئة الازمة, أكدت أن تصريحات مبارك تعكس قلقه البالغ على العراق ورغبته الصادقة ببسط الاستقرار فيه. وطالبت لائحة الائتلاف العراقي الموحد الشيعية الرئيس مبارك بالاعتذار والتراجع عن تصريحاته. وقال الائتلاف في بيان ان «الائتلاف العراقي الموحد وعموم الشيعة في العراق يطالبون الرئيس المصري الاعتذار والتراجع عن تصريحاته، كما يطالب الحكومة العراقية ممثلة بالسيد رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ومجلس النواب ووزير الخارجية ان يسجلوا رفضهم واستنكارهم الرسمي لهذه التصريحات اللامسؤولة التي نخشى ان تصدع التلاحم العربي الاسلامي». كما استنكر الرئيس العراقي جلال طالباني. أما رئيس الوزراء المنتهية ولايته، إبراهيم الجعفري، فأشار بدوره الى استيائه واستغرابه, مطالبين باعتذار. وعلى صعيد ذي صلة اعتبر وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، ان العنف الذي يعصف بالعراق لا يمكن وصفه إلا بالحرب الأهلية. الى ذلك, أكد التحالف الكردستاني على لسان الدكتور فؤاد معصوم إصراره على معارضته لترشيح الجعفري لرئاسة الحكومة.

وكان الائتلاف قد عقد اجتماعه القيادي أمس وسط ضغوط كادت ان تعصف به خلال الايام الاخيرة. وهذا الموقف جعل قيادات الاحزاب المشكلة للائتلاف ان يتخذوا قرارا بحسم الموضوع خلال 48 ساعة منذ أمس.