الأوروبيون ينفذون غداً أول مهمة فضائية لهم حول الزهرة

بعد أن سبقهم الأميركيون والسوفيات لاستكشاف «توأم الأرض»

TT

باريس ـ ا.ف.ب: تبدأ وكالة الفضاء الاوروبية يوم غد مهمتها الاولى حول كوكب الزهرة الذي ستوضع في مداره المركبة «فينوس اكسبرس» لدراسة غلافه الجوي وسطحه. وستوضع «فينوس اكسبرس» صباح غد في مدار الكوكب بعد تشغيل محركها الرئيسي عند الساعة 9 و17 دقيقة بتوقيت باريس، وهي عملية تنطوي على الكثير من المخاطر لدقتها. وسيعمل المحرك زهاء خمسين دقيقة «لخفض السرعة النسبية» لفينوس اكسبرس بنحو 15%، علما انها تبلغ حاليا 29 الف كلم في الساعة قياسا بسرعة كوكب الزهرة، بحسب ما اوضح مراقبو المهمة في المركز الاوروبي للعمليات الفضائية التابع لوكالة الفضاء الاوروبية في دارمشتاد (المانيا). وقال جان باتيست غراتادور احد المهندسين في المركز ان «وضع (المركبة) في مدار كوكب الزهرة عملية معقدة للغاية، اصعب ما فيها القيام بها في الوقت المناسب». ولدى وصولها الى مدار الكوكب، تكون المركبة التي اطلقت في التاسع من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي من صاروخ سويوز ـ فريغا في محطة بايكونور (كازاخستان) قد اجتازت اكثر من 400 مليون كلم. وبعد ان تلتقطها جاذبية الكوكب، ستوضع المركبة في المدار مؤقتا قبل ان تثبت فيه اواخر مايو (ايار) المقبل.

وستراقب المركبة خلال 486 يوما غلاف الزهرة الجوي الكثيف جدا والساخن والمكون من ثاني اوكسيد الكربون بنسبة 96%.ويحتوي الغلاف ايضا على الازوت وثاني اوكسيد الكبريت وبخار المياه. وعلى علو حوالي ستين كلم، ولاسباب لا تزال مجهولة، تصل سرعة الرياح الى نحو 400 كلم في الساعة. والكوكب مغطى بطبقة كثيفة من الغيوم، ستحاول سبع آلات على متن المركبة كشف اسرارها للحصول على مزيد من المعلومات حول طبيعة الكوكب الصخرية واحتمال احتوائه على نشاط بركاني. ويمكن ان توفر المركبة معلومات حول كيفية تكوين قشرة كوكب الزهرة التي ليست قديمة (نحو 500 مليون عام)، في حين ان تكوين الكوكب يعود الى اربعة مليارات عام. وغالبا ما يعتبر علماء الفضاء كوكب الزهرة توأم الارض باعتبار ان لديهما خصائص مشتركة، فكلاهما مكونان من صخر، بالاضافة الى ان حجميهما وكتلتيهما متساويان. لكن تطور الكوكبين يختلف، والحرارة على سطح كوكب الزهرة تبلغ 460 درجة مئوية. ويتشكل القسم الاكبر من كوكب الزهرة من سهول باستثناء هضبتين كبيرتين ونحو 800 فوهة بركان ستتولى «فينوس اكسبرس» تحديد ما اذا كان بعضها لا يزال ناشطا. و«فينوس اكسبرس» التي صنعت باشراف شركة «ايدز استريوم» هي اول مركبة اوروبية تطلق في اتجاه كوكب الزهرة. وحتى الآن، وحدها مركبات اميركية وسوفياتية اطلقت في اتجاه هذا الكوكب منذ عام 1961. ويقع كوكب الزهرة الذي كان يسميه القدامى «نجمة الراعي»، بين الارض وعطارد، وهو يدور حول نفسه في الاتجاه المعاكس لبقية الكواكب. فيوم على كوكب الزهرة يقابله 243 يوما على الارض.