... وفعــلـتهـــا إيــران

أحمدي نجاد: أعلن رسميا انضمام إيران إلى النادي النووي * طهران ثامن دولة تنتج الوقود النووي * واشنطن: طهران تسير في الاتجاه الخاطئ ولا نستطيع تأكيد مزاعمها

TT

في خطوة تشكل تحديا كبيرا للعالم، وبعد أشهر من ماراثون مفاوضات فعلتها ايران وأعلنت انها نجحت في تخصيب اليورانيوم لإنتاج الوقود النووي في تصعيد كبير للخلاف بينها وبين المجتمع الدولى حول برنامجها النووي، ما يجعل من غير المستبعد فرض عقوبات عليها في الاجتماع المقبل لمجلس الأمن الدولي. وكان لافتا ان السلطات الايرانية، اختارت الإعلان عن هذا التطور الهام على لسان 3 من كبار مسؤوليها، بينهم رئيس الجمهورية محمود احمدي نجاد، ورئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني. وجاء الاعلان عشية زيارة محمد البرادعي مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وأعلن أحمدي نجاد، ان ايران انضمت الى مجموعة الدول التي تمتلك التكنولوجيا النووية، مؤكدا أنها مصممة على الوصول الى المستوى الصناعي لتخصيب اليورانيوم. وأوضح احمدي نجاد في خطاب تلفزيوني من مدينة مشهد بشمال شرقي ايران: «إنني أعلن رسميا انضمام ايران الى تلك المجموعة من البلدان التي تمتلك التكنولوجيا النووية. هذه نتيجة مقاومة الأمة الإيرانية». وقوبل الاعلان الذي تم في مدينة مشهد في شمال البلاد أمام عدد من كبار المسؤولين في النظام الايراني، بصيحات «الله أكبر»، وإيران هي ثامن دولة في العالم تنتج اليورانيوم منخفض التخصيب لانتاج الوقود النووي. ويأتي الاعلان الايراني الذي يشبه التحدي قبل 15 يوما من انتهاء المهلة التي حددتها الامم المتحدة لإيران لتعليق كل نشاطات تخصيب اليورانيوم التي يمكن ان تتوسع لتشمل إنتاج نواة قنبلة نووية. إلى ذلك، وفي كلمة نقلها التلفزيون الايراني مباشرة، قال نائب الرئيس الايراني، رئيس الوكالة الايرانية للطاقة الذرية، غلام رضا اغازاده، امس «في التاسع من ابريل نجحنا في تخصيب اليورانيوم على درجة 3.5%»، وهي درجة النقاء المطلوبة للوقود المستخدم في المفاعلات المدنية.

أما رفسنجاني فقال إن ايران بدأت في إنتاج يورانيوم مخصب من 164 جهاز طرد مركزي. وأوضح رفسنجاني في مقابلة مع وكالة الانباء الكويتية امس: «قمنا بتشغيل الوحدة الاولى التي تتكون من 164 جهاز طرد مركزي، وتم ضخ الغاز وحصلنا على المنتج. ينبغي زيادة العمليات إذا أردنا الحصول على وحدة صناعية كاملة ويجب الحصول على عشرات الوحدات لإنشاء محطة لتخصيب اليورانيوم». وجاء الرد الاميركي سريعا على لسان المتحدث باسم البيت الابيض، سكوت ماكليلان. وقال ماكليلان ان ايران «تسير في الاتجاه الخاطئ»، مضيفا ان إعلان ايران نجاحها في تخصيب اليورانيوم يضاعف قلق المجتمع الدولي حيال الانشطة النووية الايرانية ويزيد عزلتها، مشددا على ان واشنطن ستنظر في خطوات بديلة للتعامل مع إيران. لكن المتحدث باسم الخارجية شون مكورماك قال انه لا يستطيع تأكيد المزاعم الإيرانية.

وقال دبلوماسي اجنبي انه إذا صح الإعلان الايراني، فإنه يعني ان طهران حققت «قفزة تكنولوجية»، وتحرز تقدما اسرع مما كان يعتقد. وأضاف: «إذا صح ذلك، فإنه يعني انهم يتحركون أسرع مما نعتقد، كما انه يمثل قفزة تكنولوجية الى الأمام، لأن إتقان البحث والتطوير هو أكثر أهمية من الانتقال من البحث والتطوير الى الانتاج على المستوى الصناعي».