لا أفكر برئاسة الجمهورية لأن طموحي «على قدي» والبلد بحاجة إلى حكيم لا حاكم

TT

عن عمله بين رئاسة جهاز المخابرات وسفارة لبنان في سويسرا وفرنسا والعلاقة بين المخابرات والدبلوماسية وهل هناك نقاط مشتركة بين المجالين يقول جوني عبده:

ـ ما من نقاط مشتركة بتاتاً ما بين المخابرات والدبلوماسية عندما كنت في المخابرات لم اكن «رجل مخابرات» بكلّ معنى الكلمة لأنني كنت اقول الحقيقة. ومع ذلك الصعوبات كانت كثيرة. تجدر الاشارة الى انني عينت سفيراً بناء على طلبي. خلال وجودي في المخابرات لم نكن نقوم «بفبركة» القصص نظراً لكثرتها ولكثرة المعلومات التي كانت تفوق قدرتنا لمعالجتها. على سبيل المثال، فقد علمنا بالاجتياح الاسرائيلي ويومها بلّغنا السوريين والفلسطينيين لكنهم لم يصدقوننا واعتبروا ذلك نوعاً من التهويل.

* هل المخابرات مهنة سيئة كما يعتقد الناس وتبيح كل شيء ومهمتها «استيراد الحقائق وتصدير الشائعات»؟

ـ في الظروف التي عملنا بها كان من الصعب وصف المخابرات بـ«السيئة» لانه لم يكن هناك مجال للكذب والاحتيال لانه كان يجب قول الحقيقة للحصول على حقوق الدولة. بالنسبة لنا المخابرات هي التي ترفع المعلومات لتأتيها التعليمات. المخابرات مهنة اخلاق واذا استغلت لتبيح كل شيء «العوض بسلامتك». طوال عملي لم ابح لنفسي شيئاً للحصول على معلومات للضغط على السياسيين.

* يعرف عنك طموحك الكبير وبالمقابل تعرف كيف «تدوزنه». الا تعني لك شيئاً رئاسة الجمهورية خصوصاً ان اسمك سبق وطرح؟

ـ طموحي «على قدي» وليس كبيراً جداً. في هذه الظروف لا اطمح للرئاسة

* وبحال اصبح هامش الحرية اوسع؟

ـ لا تعني لي لسبب، لانني اعتقد ان رؤساء الجمهورية الذين مروا على لبنان اعقل مني. وفي احدى المرات قلت للرئيس الحريري انني لو اتيت بدل الياس الهراوي لكان المدفع يعمل الى اليوم. والسبب انني مبدئي اكثر من اللازم ومعي الامور لا تمر بهذه السهولة.

* ومن ترى الرئيس العتيد؟

ـ البلد في حاجة الى حكيم اكثر مما هي في حاجة الى حاكم.

* الا تفكّر بكتابة مذكراتك؟

ـ الانسان يكتب مذكراته في آخر ايامه. منذ فترة وأنا اكتب عن الشخصيات التي عرفتها، رفيق الحريري كما عرفته، اميل لحود كما عرفته. لكن الظروف ما زالت غير مساعدة على النشر.

* في عام 1995 انهيت مهامك كسفير، منذ ذلك التاريخ كيف تمضي وقتك؟ الى ماذا تطمح اليوم وبماذا تفتخر؟ وهل لبنان كان وفياً لما قدمته له؟

ـ امضي وقتي بالقراءة والكتابة. يكفيني ما حققته ولم تعد لدي طموحات كبيرة، اشعر انني ساهمت في تحقيق الكثير من الامور المهمة ربما الناس لا تراها ـ ومنها انني ساهمت في وقف القتل. اللبنانيون لم يفهموا ولا يريدون ان يفهموا ما الذي قمنا به. صفة المخابرات ما زالت غامضة.

أكثر ما أفتخر به في حياتي صداقتي لرفيق الحريري لما أكن له من معزة. أكثر ما احبه فيه وطنيته وقوميته ونظافته... خلافاً لما يقوله الكثيرون. رفيق الحريري دخل الحكم بثروة رقمها كذا. اليوم اصبح هذا الرقم مقسوماً على 2 وربما أكثر. مفهوم رفيق الحريري للمال مفهوم مختلف.

* وهل تتمنى ان تعود للعيش في بيروت؟

ـ اذا صدقوا انني آت الى بيروت لأتسلى وأقابل أصدقائي وطالما انهم غير مصدقين فمن الافضل ألا اعود.