عبده: مشكلة رفيق الحريري أنه عاطفي وطيب القلب ولا يقول «لا» لأحد

TT

يتحدث جوني عبده عن رئيس الوزراء رفيق الحريري حديث صداقة وسياسة، ويدافع عما تردد في الأوساط اللبنانية عن تمويله ميشال عون وبعض المليشيات ليقصيها عن الساحة في ما بعد، فيقول:

ـ لا. ورفيق الحريري لم يدفع لميشال عون انما للجيش اللبناني لأن همه كان ان يقوى الجيش. لطالما اراد السنة ان تقوى الدولة والجيش ليحتموا بهما لأنه لم يكن لهم يوماً حزباً او ميليشيا.

* عموماً يقال ان الانسان بعد ان يصنع ثروة يسعى للوصول الى السلطة. متى بدأت السلطة تبرق في عيني رفيق الحريري؟

ـ بدأ بتقديم المساعدات للبنان في العام 1982 كشخص ثري يحب مساعدة وطنه وليس بهدف الوصول الى السلطة. في ما بعد بدأت السياسة تجذبه وبدأ يسعى لفهمها لاسيما ان اعماله كانت ناجحة. كان يعقد الكثير من اللقاءات والاجتماعات للتعمق في المعطيات السياسية. اذكر حينها انه قال لي اشعر ان باستطاعتي ممارسة السلطة وتقديم شيء للبنان فلم لا أقدم على ذلك. اعتقد انه لو كان يعلم ان السياسة في لبنان «سياسة زواريب وحرتقات» وليست عملا وطنيا... لما خاضها.

* في رأيك ألم ير الرئيس الحريري الأمور من منظار مختلف خلال وجوده خارج السلطة ما بين العامين 1998 و2000؟

ـ طبعاً بلا شك.

* يقال ان رفيق الحريري مارس السياسة بعقلية رجل الاعمال وتحديداً المقاول اي سعى الى جعل لبنان مركزاً للخدمات. لم يعمل كسياسي بقدر ما عمل كمستثمر؟ ما رأيك؟

ـ لا افهم معنى هذا الكلام. كأن يقال ان رفيق الحريري كان همه إعمار البلد، كلام صحيح ولا ارى عيباً في ذلك. ثم انه عمل لإدارة حالة اقتصادية معينة ليس لها علاقة بالاعمار. رفيق الحريري لم يبن علاقاته الدولية من اجل اعمار الوسط التجاري.

* لا شك انه كان عملاً سياسياً عندما جال على عواصم القرار لإيقاف الاعتداءات العسكرية الاسرائيلية في العام 1996 من خلال حملة «عناقيد الغضب». فضلاً عن ذلك أين تجلت بصماته السياسية؟

ـ «تفاهم نيسان» كان عملاً من أرفع المستويات السياسية. ما يقال عن رفيق الحريري بأنه ضد «حزب الله» أذكرّهم بأن «تفاهم نيسان» شرّع المقاومة ضمن «الشريط الحدودي» ومنع الاسرائيليين من ضرب المدنيين. حتى انه اتى بموافقة اسرائيلية على ممارسة المقاومة داخل «الشريط الحدودي». وهذا اقصى درجات الوطنية. كما اعطى شرعية دولية للمقاومة لاسيما بالموافقة الاميركية عليها.

* ابرز ما يؤخذ على الرئيس الحريري محاولته لإلغاء الرموز البيروتية وبالتالي رفضه التعامل مع العائلات البيروتية السياسية العريقة؟

ـ لم يرفض بتاتاً التعامل مع هذه العائلات ولطالما سعى للتقرب منها انما هي التي رفضت اقامة علاقات جيدة معه ورفضت ان تحيطه وبالمقابل ترفض من يحيطون به. كما لم يعمل على إلغاء الرموز البيروتية، انما هناك أفعال تمليها السياسة، لاسيما في ما يتعلق برؤساء الوزراء السابقين المعارضين له.

* كما يؤخذ عليه انه أحاط نفسه بأشخاص غير اكفاء.. ما أضره في ما بعد؟

ـ بسؤالك تؤكدين نظرتي عن رفيق الحريري وهي الى اي مدى هو طيب القلب. وهذا ما يجب ان تعلمه كل العائلات السنية العريقة. الرئيس الحريري يعطي فرصة كبيرة لمن يعمل معه ويسامح كثيرا، ليكتشف في ما بعد ان كثيرين مِمَن حوله اساؤوا له.

* ما الذي لا يعرفه الناس عن رفيق الحريري؟

ـ انه عاطفي جداً وطيب القلب لأنه يثق بالناس هنا اذكر عبارة لـ«شارل ديغول» تقول: «ان المبالغة بالحسنات تصبح عيوباً». الرئيس الحريري لا يعرف قول كلمة «لا» لأحد. وهذه العاطفة الزائدة اضرته.

* ما تعليقك حيال ما يقال بأن رفيق الحريري كان في حاجة للوجوه المسيحية أمثالك وروبير دباس وباسيل يارد للدخول الى المجتمع اللبناني ـ الباريسي؟

ـ انا اساساً بعيد عن هذا المجتمع فلا ادري كيف سأقربه منه. ولا ادري ما كان دور الاسماء الاخرى التي ذكرتها. اعتقد ان ما أدخله الى هذا المجتمع حالة معينة خلقها هو لنفسه، تجلت بشرائه لـ«سعودي اوجيه» وتأسيسه لـ«اوجيه فرانس».. ما جعل وجوده في هذا المجتمع تحصيل حاصل.