روس: بضعة مئات من الأمتار حالت دون توقيع اتفاق سلام سوري ـ إسرائيلي

منسق السلام الأميركي في عهد كلينتون يكشف في حديث وداعي أسرار المفاوضات ويتحدث عن انطباعاته عن الأسد وعرفات وباراك ورابين وشارون

TT

* بشار الأسد راغب في السلام ولكن التوقيت ليس مناسبا

* المفاوضات مع الفلسطينيين فشلت لأنها اصطدمت بحائط اسمه عرفات

* كلينتون كان يتحدث هاتفيا مع باراك أكثر من أي زعيم آخر في العالم

* عرفات يطيل من الشكوى ويقصر في الحديث عن علاج القضايا

* الرئيس الفلسطيني لم يهيئ شعبه للسلام والإسرائيليون لم يبدو مبالاة بمعاناة الفلسطينيين واحباطهم

* نتنياهو كان عمليا وشارون يفهم مظالم الفلسطينيين

* يهوديتي أضافت إلى احساسي بالمهمة

* أخشى أن يكون عرفات أخطأ قراءة الواقع يقول دنيس روس المنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الاوسط خلال ادارة الرئيس الاميركي السابق بيل كلينتون انه كانت هناك لحظات، في السنة الماضية، كانت فيها اتفاقيات سلام بين الاسرائيليين والعرب قريبة المنال، ولاسيما على الجبهة السورية الاسرائيلية، ويشير الى انه كان هناك اتفاق ينتظر التوقيع على هذه الجبهة. اما بالنسبة للاسرائيليين والفلسطينيين، فقد كان ذلك صعبا للغاية. وفي النهاية انهارت مفاوضات السلام في سلسلة من اعمال العنف.

وفي مقابلة صريحة وشاملة يوضح روس الذي الغت ادارة الرئيس جورج بوش منصبه كـ «منسق خاص للشرق الاوسط» ان الامر «سيستغرق وقتا طويلا» لتجميع البقايا المتناثرة معا. إذ يبدو ان البيت الابيض الجديد قد ابتعد عن الصراع العربي الاسرائيلي، واختار عدم الوقوع في الشراك التي وقعت فيها ادارة كلينتون. ويعتبر روس ذلك «تصرفا حكيما»، ولكنه باعتباره خبيرا في مجاله يضيف محذرا: «للشرق الاوسط طريقة في فرض نفسه على اية ادارة».

وهو يعرف ذلك جيدا، فقد كان لمدة 12 سنة الوسيط الاميركي مع العرب والاسرائيليين، في عهد رئيسين وثلاثة وزراء خارجية. وقد انضم هذا الشهر الى معهد واشنطن لسياسة الشرق الادنى. وقال ان الوقت قد حان للاستمتاع بحياته، وهو الامر الذي لم يحدث بينما كان يتنقل من والى الشرق الاوسط. وفي الوقت الذي ترك فيه وزارة الخارجية في نهاية ادارة كلينتون، وافق على مناقشة اللحظات الحرجة في عملية السلام بالاضافة الى السمات الشخصية للشخصيات الاساسية التي عرفها عن قرب.

واشنطن: كلايد هابرمان * ويمكن القول ان المقابلة مع روس كانت بمثابة مقابلة الوداع، واجريت في المنزل البسيط الذي يشغله هو وزوجته واطفاله الثلاثة في واشنطن. كما شهدت المقابلة تغييرا في الاسلوب، حيث اعتاد روس طوال سنوات على الاحتفاظ بأفكاره لنفسه.

وقد يشير المتشائمون او الواقعيون، الى ان سنوات توسط الولايات المتحدة في الشرق الاوسط لم تؤد إلا الى القليل. وفي المحصلة النهائية، لم يكن هناك مفر من حقيقة ان اللاعبين الكبار افلتوا فلم توقع معاهدة اسرائيلية مع سورية، والتسوية النهائية للصراع العربي الاسرائيلي لم تتحقق. وعندما تقول لدنيس روس ان البعض قد يصف ذلك بالفشل يرد قائلا: «لا اشعر اني فشلت، وسأوضح لك السبب. لان الولايات المتحدة لن تفرض ابدا اتفاقية. ما يمكنني القيام به هو جعل الامر اكثر سهولة بالنسبة لهم لاتخاذ قرارات صعبة. وفي النهاية فالفشل لا يمكن ان يكون فشلنا نحن. ربما تكون عدم قدرتهم على الوصول الى ما يريدون تحقيقه. ولكن الامر ناتج عن افعالهم اكثر مما هو ناتج عن افعالنا».

كان الامر صحيحا على الجبهتين السورية والفلسطينية. فلم يكن من الممكن لسورية في عهد الرئيس السابق حافظ الاسد، بحث السلام مع اسرائيل بدون توسط واشنطن. ولكن مع مرور الوقت، اخذ الاسرائيليون والفلسطينيون في جذب الاميركيين الى اعماق المشكلة. «كان مجرد وجودي نوعا من صمام الامن للجانبين»، على حد قول روس.

فعلى المسار السوري يؤكد روس ان اتفاقية كانت قريبة للغاية في مارس (اذار) من العام الماضي. عندما التقى الاسد في جنيف مع كلينتون، الذي كان يحمل مقترحات سلام من رئيس الوزراء الاسرائيلي انذاك ايهود باراك. وكان من الواضع لروس ان كل ما على سورية القيام به هو النطق بالكلمة وستحصل على مرتفعات الجولان.

ويضيف روس «كان الامر متعلقا بعدة مئات من الامتار اساسا»، وبقيت خلافات بخصوص ترتيبات امنية وبخصوص جدول الانسحاب الاسرائيلي من الجولان. ولكنها كانت مشاكل فنية، وكانت هناك «العديد من الصيغ الابداعية التي كان من الممكن التوصل اليها».

كانت هناك مشكلة عويصة. «لقد نفد وقتنا مع الاسد» فلم يكن الزعيم السوري مستعدا للتوصل الى اتفاق. واكد روس ان «الاسد كان يتعامل مع المفاوضات مثل رجل ليس في عجلة من امره، لكي يؤكد انه لن يدفع اكثر ما هو مفروض ان يدفعه ـ واعتقد انه لم يكن متعجلا. وكان باراك في تلك اللحظة مستعدا للذهاب. ولكن باراك كان يتحرك بسرعة، لانه رأى وجود معارضة داخل اسرائيل للتوصل لهذا الاتفاق اكثر مما كان متوقعا».

ويقول روس «كانت هناك مهارات متعددة في المفاوضات، فإذا اشار طرف فجأة إلى انه على استعداد للتباطؤ، فعليك اظهار انك لست في حاجة للمفاوضات اكثر منه لانك اذا اظهرت انك اكثر حاجة للنتائج، فسيعتقد انك ستقدم تنازلات اكثر».

لماذا لم يحاولوا مع الرئيس بشار الاسد؟

يقول روس: «مع بشار، قمنا بجهد محدود. لان تركيزه بالطبع كان داخليا. وشعرنا برغبة من جانبه، ولكن التوقيت لم يكن مناسبا».

مشكلة عرفات اما المسار الفلسطيني فكان اكثر تعقيدا، الا ان روس يشعر، في المحصلة النهائية، ان تلك المفاوضات فشلت «لانها اصطدمت بحائط اسمه ياسر عرفات». وحسب روس فان باراك كان على استعداد للتنازل عن الكثير، بما في ذلك الضفة الغربية بأكملها والسيادة على الحرم القدسي في القدس. وكان على استعداد ان يقدم تنازلات كثيرة لدرجة انها كلفته منصبه في فبراير (شباط) الماضي بعدما خسر رئاسة الوزراء لصالح ارييل شارون الاكثر تشددا. وكان بعض كبار المسؤولين الفلسطينيين على وعي بفرصة اقامة دولة فلسطينية التي اصبحت قريبة من متناول اليد حسب روس الذي يقول: «لقد ذكر لي مفاوض فلسطيني كبير انه اذا لم نتمكن من التوصل الى اتفاق في هذه الظروف فيجب فصلنا».

وشهدت تلك الفترة المشاركة العميقة لكلينتون، الذي كاد يستجدي عرفات للتوصل الى اتفاق عندما استدعى القادة الاسرائــيليــين والفــلســطينيين الى كــامب ديفيد. ولــم يتــمــكــن كلينتون من ابعاد نفسه من الانغماس في المحادثات الاسرائيلية ـ الفلسطينية. وربما لم يكن ذلك تصرفا حكيما. وانتهت محادثات كامب ديفيد بشعور بأن الاطراف ليست على استعداد للاتفاق.

ويكشف روس ان «كلينتون تحدث هاتفيا مع باراك اكثر من اي زعيم اخر في العالم. وكان باراك يفضل العمل بهذه الطريقة. فكل ما كان مهما بالنسبة له ينتهي عادة بمحادثة مع الرئيس، واوضح كلينتون لباراك انه على استعداد دائما للتحدث معه. وفي كامب ديفيد كانا يلتقيان يوميا في الايام التي كان يقضيها كلينتون هناك». الا ان الاسرائيليين عارضوا محاولات جعله يتحدث في جوهر القضية مباشرة مع عرفات، «فقد كان باراك يخشى ان اي شيء سيقوله سيكون التزاما من جانبه، وان عرفات لن يقول اي شيء على الاطلاق».

قضية ريتش ويعتقد روس ان رغبة كلينتون في جعل نفسه تحت طلب باراك ربما تفسر قراره بالعفو عن المليونير اليهودي الهارب مارك ريتش. الا انه يحذر من ان ريتش لم يكن «عاملا» في محادثات السلام. وبالرغم من ذلك فقد اتصل مفاوض اسرائيلي كبير هو يوري سافير بروس في عام 1995 ليقول «ان رجلا يدعى مارك ريتش على استعداد لتوفير مليارات الدولارات للتنمية في الضفة الغربية، ولكن لديه بعض المشاكل مع الحكومة الاميركية ويحتاج لبعض المساعدات لتخفيف قيود السفر المفروضة عليه».

وعندما علم روس ان ريتش هارب «ابلغت يوري بضرورة نسيان الامر وان اية اسئلة او طلبات يجب ان تتم عن طريق القنوات القانونية. ومن نافلة القول ان تلك الاموال لم تتوفر للضفة الغربية. وبعد عام 1995 لم اسمع بريتش مرة اخرى».

واستمر ذلك حتى الايام الاخيرة لعهد كلينتون. «لم يناقش الرئيس موضوع ريتش معي، ولم افكر في الموضوع». ولكن باراك بدأ في تقديم العديد من الطلبات لكلينتون من بينها مساعدات جديدة والعفو عن الجاسوس الاميركي جوناثان بولارد الذي يقضي عقوبة سجن بعد ادانته بتهمة التجسس لصالح اسرائيل، وريتش. ويوضح روس انه يعتقد ان الرئيس (كلينتون) وجد من الصعب الاستجابة للعديد من طلبات باراك، «واعتقد انه تصرف حيال قضية ريتش لانه اراد الاستجابة لبعض مطالب باراك».

ولا يعتقد روس ان كلينتون، فيما يتعلق بمحادثات السلام، كان في حاجة ماسة لتحقيق انجازات، لمواجه مشكلة توجيه الاتهام له وفضيحة مونيكا لوينسكي. أصبح الرئيس السابق بيل كلينتون من المؤمنين بقوة في عملية السلام عقب اغتيال رئيس الوزراء الأسبق اسحق رابين عام 1995 على يد شاب يهودي متطرف. ويقول روس ان تلك الحادثة كان لها أثر عميق على كلينتون «فيما يتعلق بحسه الخاص بالواجب والمسؤولية».

ويضيف روس: هناك دائما عرفات «مزيج من الحوافز والاعتبارات والاهتمامات والمخاوف». ويذكر روس ان كلينتون كان يتحدث مع عرفات أكثر من الاستماع إليه لأن عرفات، على حد قول روس، لا يفصح إلا عن القليل فقط مما يستطيع فعله وانه يطيل من الشكوى ويقصر في الحديث عن علاج القضايا. يواصل روس قائلا ان «الرئيس حاول جاهدا في كامب ديفيد تحريك عرفات موضحا ما حاول إنجازه وخسر في نهاية الأمر». وكانت إجابات عرفات اما انه «في حاجة إلى التفكير في الأمر أو انه يرفض الفكرة حتى إذا كانت الفكرة إرجاء مسألة القدس والاتفاق على أي شيء آخر».

روس على قناعة بأن عرفات يريد السلام، رغم ان البعض قد يسخر من هذا الحديث، لكنه توصل إلى خلاصة مفادها ان «عرفات عاجز عن التوصل إلى نهاية للنزاع عن طريق المفاوضات لان ما هو مطلوب منه أمر ليس لعرفات مقدرة على فعله». ويضيف روس انه «لا يمكن القول ان عرفات لم يقدم تنازلات وانما كل ما عرضه جاء دون مستوى ما يطمح فيه باراك». ويتساءل روس: هل السبب في ذلك يعود إلى ان عرفات في الأساس ثوري يمكن ان يبدأ العملية ويسير في اتجاه محدد لكنه لا يمكن ان يصبح هو الشخص الذي يضع نهاية له؟ ام السبب يتلخص في انه حدد هويته وموقفه بالنضال؟ ويقول روس انه كثيرا ما يعتقد ان عرفات ربما يريد ان يصبح آخر ثوري في الجانب الفلسطيني».

يواصل روس قائلا «ان الحقيقة التي لا مناص منها هي ان عرفات لم يهيئ شعبه للسلام، كما ان الطرف الإسرائيلي كذلك ليس بمعزل عن اللوم في هذا الشأن، إذ انه كان لا مباليا بمعاناة الفلسطينيين الاقتصادية وإحباطهم إزاء المعاملات المهينة، مثل نقاط التفتيش ومصادرة الممتلكات والتوسع في بناء المستوطنات». ويضيف روس ان عرفات ومساعديه ظلوا «يؤصلون العداء باستمرار»، وهو يعني بذلك ان الصحف الفلسطينية تغذي إحساسا لا حدود له بالظلم والضيم. «علاوة على ذلك لا تزال الكتب المدرسية الفلسطينية تدرس التلاميذ كراهية اليهود، كما يدير جنود عرفات معسكرات لتدريب الشباب على محاربة العدو، إسرائيل. وحتى عرفات نفسه شكك في معتقدات يهودية أساسية زاعما انه لم تكن هناك معابد يهودية في منطقة الحرم القدسي». وقال روس لعرفات عندما طرح هذا الحديث في البداية: «أتريد التشكيك في جوهر معتقداتهم؟ لن يقبل أحد منا هذا الحديث. فرئيس الولايات المتحدة يعرف ان المعبد كان هناك. إذا حاولت الاستمرار في هذا الاتجاه، فانهم سيتوصلون إلى انك غير جاد».

باراك بالنسبة لروس مفكر استراتيجي وشجاع، لكنه نفّر الكل من حوله لأنه لا يثق في أحد. انه يشعر بأنه «أفضل من يعرف وانه إذا اعتقد ان شيئاً ما معقول فانه لا بد ان يكون معقولاً حقيقة». كما انه، كما يقول روس، يقارن نفسه بالقادة الكبار الذين سبقوه مثل بن جوريون، لكنه لم يكن متأكدا تماما كيف يمضي قدما. ومن ناحية أخرى كان باراك واعيا لقاعدته في الجناح اليميني.

عند سؤاله عما إذا من المحتمل ان يصبح نتنياهو «حمامة»، أجاب روس بأنه قضى الكثير من الوقت معه كما قضى وقتا كثيرا كذلك مع شارون. فنتنياهو في نظر روس «يمكن ان يكون عمليا. وشارون يفهم مظالم الفلسطينيين، كما يفهم كذلك ان السلطة الوطنية الفلسطينية لن تزول، ويفهم أيضا انه لن يستطيع ان يجبر الفلسطينيين على الإذعان». ويصل روس إلى خلاصة هي ان «على شارون ان يجد طريقة جديدة للتعامل معهم». ليس هناك غرابة ان يعطي روس قلبه لزعيمي حزب العمل السابقين الذين توصلا إلى اتفاق اوسلو ـ اسحق رابين وشيمعون بيريز ـ رغم ان الكثيرين يصفون بيريز بأنه «خيالي»، اما بالنسبة لروس، فان بيريز «حالم». وحول رأيه عن رابين يقول روس انه شخص «أكبر من الحياة» وانه «تجسيد لإسرائيل» وان «تجربته تعكس تجربة إسرائيل إلى الحد الذي اكسبه مصداقية موروثة». تعتبر «تجربة إسرائيل» كبيرة في نظر روس إلى درجة انها أصبحت عاملا اقتضائيا في محادثات السلام.

يهودية روس يتحدر روس من أسرة يهودية، غير انه لم يمر بأي تدريب ديني تقريبا خلال نشأته في «مارين كاونتي» بولاية كاليفورنيا. علاوة على ذلك فانه لا يجيد اللغة العبرية ولا العربية. وبمرور الزمن تعمق لدى روس إحساسه بيهوديته، إذ بدأ يذهب بانتظام إلى الكنيس اليهودي المحلي المحافظ يوم السبت إلى جانب انه يلعب في فريق البيسبول التابع للكنيس.

يقول روس: «ان يهوديتي أضافت إلى إحساسي بالمهمة». انه مؤيد متحمس لإسرائيل حيث يقضي عطلاته مع أسرته. ويعتقد روس ان السلام لا يمكن ان يتحقق في الشرق الأوسط إلا «في ظل قوة إسرائيل ومتانة علاقتها مع الولايات المتحدة». ليس ثمة شك ان هذه المشاعر تتسبب في الكثير من التعقيدات عندما يتعلق الأمر بخط عمله. فصيغه الخاصة بالأرض مقابل السلام كانت مكروهة بالنسبة لليهود أصحاب الآراء القاطعة في حق إسرائيل في الأراضي المتنازع عليها في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس. عندما بدأ روس كمفاوض سلام عام 1989 كان بوش الأب رئيسا وجيمس بيكر وزيرا للخارجية. وفي عام 1991 بدأت جهود بوش وبيكر في عقد مؤتمر مدريد للسلام، وكان لبيكر ثلاثة مساعدين هم روس وآرون ميلر ودانيال كورتزر، وثلاثتهم يهود، أطلق عليهم يوسي بيلين، الذي كان رئيسا لهيئة الأركان خلال حكومة شامير، «أولاد بيكر اليهود». وكان الدين عقبة، كما يصر روس، مع الفلسطينيين أيضا، «فبعض المتشددين» كان يصفه بأنه موال لإسرائيل، غير ان روس يرى ان هذا الهجوم يتعلق بكونه أميركيا أكثر وليس يهوديا. فالأمر بالنسبة له لم يكن شخصيا إلا عندما شكك عرفات في التاريخ اليهودي في الحرم القدسي. ويقول روس ان مسألة كونه يهوديا أو غير يهودي ليست مهمة في قضية المفاوضات وانما المهم في نظره هو التحلي بالمصداقية.

ويعتقد روس ان أي مفاوضات تتطلب موعدا نهائيا حقيقيا كما يجب ان يكون موثوقا فيها. ترى لماذا لم ينجح عرفات؟ يقول روس ان عرفات كان يواجه أكثر من موعد نهائي، إذ ان أيام إدارة الرئيس السابق كلينتون باتت معدودة كما ان عرفات كان يدرك ان باراك سيخسر الانتخابات أمام شارون. ويضيف روس ان عرفات لا يتخذ قرارا قبل ان يضطر إلى ذلك وانه «كثيرا ما يتحرك في اللحظات الأخيرة». ويخشى روس «ان يكون عرفات قد أخطأ قراءة الواقع». ترى ماذا سيحدث مستقبلا؟ يرى روس ان الفلسطينيين والإسرائيليين سيجلسون في نهاية الأمر للتفاوض لان لا خيار أمامهما سوى ذلك. ويعتقد ان أساس المفاوضات ستكون المقترحات التي تقدم بها كلينتون والتي تتلخص في تفاوض إسرائيل حول القدس وتخلي الفلسطينيين عن حق عودة اللاجئين. ويرى بوش ان ميل إدارة بوش الحالية نحو التراجع من التورط في النزاع مؤقتا خطوة صحيحة في الوقت الراهن، كما يرى كذلك ان «إحداث تحول في سيكولوجية المنطقة» يتطلب اكثر من مجرد الزيارات والجولات مثل التي قام بها وزير الخارجية الأميركي كولين باول مؤخرا. يعتقد روس كذلك ان كل طرف لا يرى احتياجات الطرف الآخر، ويعتقد كذلك ان هناك حاجة في العالم العربي للمزيد من المصارحة حول ما يتطلبه التوصل إلى اتفاق. ويضيف ان الحديث دائما ما يدور حول ما يجب ان يفعله الطرف الإسرائيلي وليس ما ينبغي ان يفعله العرب.

* خدمة نيويورك تايمز ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»