عمرو موسى: تعديل الدستور سيترجم المزاج العام للشعب المصري

رئيس «لجنة الخمسين» قال لـ «الشرق الأوسط» إن الشباب لا بد من أخذهم بالاعتبار لأنهم المستقبل

عمرو موسى رئيس لجنة تعديل الدستور المصري
TT

بعد فوزه برئاسة «لجنة الخمسين» لوضع الدستور المصري، قال عمرو موسى، الأمين العام السابق للجامعة العربية، والمرشح السابق لرئاسة مصر، إن تعديل الدستور المعطل سوف يترجم المزاج العام للشعب المصري ويحقق الديمقراطية والعدالة الاجتماعية. وأضاف في حوار مع «الشرق الأوسط» أن الدستور المعدل سوف يعبر عن الجميع دون تهميش، وأنه يفضل أن يقوم الشباب بدور أساسي في الإدارة المحلية والوزارات المختلفة، بالإضافة إلى ضرورة دعم المرأة ووضعها في مكانها اللائق تكريما لدورها الذي تقوم به داخل الأسرة وفى تنمية المجتمع المصري.

وتحدث موسى، الذي شغل في التسعينات موقع وزير خارجية مصر، عن بلاده بعد «ثورة 30 يونيو (حزيران) 2013» والتحديات الراهنة؛ بما في ذلك انعكاس ما يحدث في سوريا على المنطقة من مخاطر حقيقية، مشيرا إلى ضرورة دراسة نتائج فريق التفتيش ومعاقبة من استخدم الأسلحة الكيماوية، ولكن بعيدا عن تكرار تجارب سابقة خاصة ما حدث في العراق. والى أهم ما جاء في الحوار:

* هل بدأ التنفيذ لخارطة الطريق في مصر أم أن المسألة ما زالت مجرد بيانات؟

- خارطة الطريق بدأ تنفيذها بموضوع الدستور الذي كتبته «لجنة العشرة» ثم بداية عمل لجنة الخمسين، وبالتالي بدأ عمل عنصر رئيس وأساسي في التنفيذ، بالإضافة إلى الدور الذي يقوم به الرئيس المؤقت وعمل الحكومة.

* كانت لك ملاحظات على الدستور السابق ووصفته بأنه ركيك في صياغته؟

- صحيح.. كانت فيه ركاكة لأنه كتب على عجل، ولذلك اعتبر أن تعليقه مهم حتى نتخلص من المواد التي لا لزوم أو لا داعي لها.

* مثل ماذا؟

- هناك مواد كثيرة.. وهناك مواد لا ينبغي ذكرها لأن الدستور لا يفسر نفسه. ويجب أن يكون واضحا بما يترجم المزاج التوافقي المصري وليس فرضا على المجتمع، وأن يأخذ في الاعتبار أننا في القرن الحادي والعشرين.. يراعي المرأة، وكل عناصر المجتمع، وحقوق الإنسان، وفصل السلطات، والديمقراطية، والانتخابات، مع الأخذ في الاعتبار المادة الثانية من الدستور التي تركز على مبادئ الشريعة الإسلامية والمصدر الرئيس للتشريع، وهذا في حد ذاته عظيم. وما بعد ذلك يجب أن يتسم ويقوم على توافق الآراء، وهذا من خلال المناقشات الموضوعية بين كل أطراف المعادلة السياسية التي حتما ستنقل مصر للأمام.

* لو تحدثنا عن أداء الحكومة ومخاوف الشاب.. ماذا تقول في هذا الخصوص؟

- الشباب لا بد أن نأخذهم في الاعتبار لأنهم المستقبل، والأجيال كلها تتوارى لصالح الشباب؛ سواء في المبادئ الدستورية أو في المبادئ والممارسة السياسية والديمقراطية والتنموية.

* لكن يبدو للبعض أنه حتى الآن لا يوجد أي دور للشباب؟

- سيتم تعيين عدد من الشباب في مناصب مساعدي الوزير وفى كل الوزارات. وأقترح أن يكون لهم دور ومكان في المحافظات والمحليات، وسبق أن طرحت في برنامجي الرئاسي أثناء الانتخابات الرئاسية أن تكون المحليات للشباب، وكذلك دور المرأة في بناء الديمقراطية من القاعدة.

* كيف ترى أداء الحكومة الراهنة؟

- كنت أرى أن الحكومة يجب أن تكون مختصرة في 15 وزيرا وليس 37، أما وقد جرى، فنتمنى لهم التوفيق وندعمهم، ولكن نريد أن نرى أيضا عملا على الأرض وإنجازا.

* كيف ترى الملاحقات الدولية لمصر، خاصة من جانب تركيا وقطر وكذلك ملاحظات الاتحاد الأفريقي وأيضا تعامل واشنطن مع مصر، وكلها في غير محلها، ربما لسوء فهم لما يحدث في مصر من تفاصيل مهمة قام بها الحكم السابق وجماعة الإخوان المسلمين بإساءتهم استخدام الديمقراطية وتحويلها إلى ديكتاتورية، كما يقال؟

- كل هذا أمر وقتي، وسينتهي بالحوار والتعريف بما حدث من حقائق كانت غائبة عن هذا الجمع. ولكن أرى أن ضبط العلاقات الخارجية لا بد أن يسايره تواز سياسي وعمل يستوعب كل المتغيرات التي شهدتها مصر بعد «ثورة 25 يناير (كانون الثاني) 2011»، و«ثورة 30 يونيو 2013»، والعمل على دعم وتحسين أداء السياسة الاقتصادية والأمنية والخدمات التي يحتاجها المواطن المصري وتطوير البلد وكذلك العمل على مكافحة الإرهاب وهزيمته في كل اتجاه على اتساع مصر وكذلك ما يحدث في سيناء.

* كيف ترى أداء وزارة الخارجية للحد من التدخلات الخارجية في شؤون مصر؟

- وزير الخارجية المصري هو رئيس الدبلوماسية المصرية، وتقع على عاتقه كل المسؤوليات المتعلقة بالسياسة الخارجية. ونحن جميعا سواء داخل الحكم أو خارجه نعمل على خدمة السياسية الخارجية والدبلوماسية المصرية التي هو رئيسها. وأنا أرى أن نعطي له الوقت لأن التحديات صعبة.

* بخبرتك في المشهد الدولي، كيف ترى التهديد الأميركي بضرب لسوريا، وهل تحرك البوارج الحربية إلى البحر المتوسط مجرد وسيلة ضغط أم ماذا؟

- هي وسيلة لإظهار المخالب الأميركية. وبمجرد قول أميركا إن النظام السوري استخدم أسلحة كيماوية يذكر بما قيل عن الأسلحة النووية في العراق، وبناء عليه هي تقرر اتخاذ إجراء بعملية عسكرية، ولذلك الرأي العام في المنطقة قطعا سوف يشير إلى هذا النمط الأميركي الذي أصبح معروفا وليس مؤيدا من أحد، بمعنى أنه لا يصح استخدام معلومات غير صحيحة (للوصول) إلى نتائج صحيحة. وصحيح الذي حدث في العراق كان سيئا جدا، وبالطبع أدى إلى اضطرابات، وسوف يستعيد الرأي العام الصورة إذا حدث الأمر نفسه في سوريا، لذلك أرى انتظار نتائج فريق التفتيش وأن يعرض على مجلس الأمن وبه يتقرر ماذا يمكن أن يتخذ؛ وعلى سبيل المثال: إجراءات احترازية وأيضا الدعوة لوقف استخدام السلاح.

* تقصد الدعوة لوقف إطلاق النار من خلال قرار يصدر من مجلس الأمن؟

- أن يدرس مجلس الأمن تقرير لجنة فريق التفتيش وبالتالي لا يصح استباق الأحداث. ونريد أن نرى ماذا يقول تقرير الفريق وبناء عليه ندرس ماذا سنفعل وليس قبل ذلك.

* البعض يتوقع ضربة عسكرية من عرض المتوسط لشل قدرات النظام السوري العسكرية وإضعافها..

- لا أعتقد أن الولايات المتحدة في وضع يدفعها لحرب جديدة.

* هل تعتقد أن فشل الإدارة الأميركية في الملف المصري دفعها لإيجاد حرب في مكان آخر؟

- لا.. في موضوع سوريا يحتاج الأمر لانتظار نتائج تقرير مجلس الأمن طالما أن الأمم المتحدة أرسلت فريقا للتفتيش.. لا بد أن تنتظر النتائج، وأن يتحدث مجلس الأمن مع الجميع، حتى يكون الرأي العام على بينة. أما أن يأتي إلينا كلام من أي ناحية - حتى ولو كانت الولايات المتحدة - بأن هناك عمليات باستخدام الأسلحة الكيمائية وبناء عليه يتخذ قرار انفرادي، فهذا مرفوض. وأعتقد أن أي حرب في المنطقة أمر خطير للغاية وأنها لا تحتملها، وفى الوقت نفسه لا يمكن التسامح مع استخدام هذه الأسلحة في سوريا ضد المدنين إذا ثبت هذا بالفعل.