القربي لـ «الشرق الأوسط»: انضمامنا إلى دول مجلس التعاون متروك للزمن

وزير الخارجية اليمني أكد أن دول الخليج وبلاده أولى بالمشاركة في مفاوضات جنيف بشأن «النووي» الإيراني

TT

أكد وزير الخارجية اليمن الدكتور أبو بكر القربي، أن بلاده طرحت أمام القمة الأمنية الإقليمية (حوار المنامة 2013)، حاليا، جملة من المخاطر والمخاوف الأمنية التي يواجهها اليمن، من بينها تدفق اللاجئين بعشرات الآلاف من القرن الأفريقي على بلاده، واستغلال تنظيم القاعدة لتلك الظروف لتسريب عناصرها إلى الداخل.

وكشف في حوار مع «الشرق الأوسط» في المنامة، أن بلاده تحتاج إلى دعم من أجل القيام بمهمة حماية أهم ممر يربط بين الشرق والغرب في خليج عدن وباب المندب. وتحدث الوزير اليمني عن الاتفاق النووي بين إيران والدول العظمى وقال، إن «دول الخليج واليمن أولى بالمشاركة في المفاوضات بشأنه».

وأعلن القربي أن صنعاء تتطلع منذ سنوات إلى الانضمام إلى دول مجلس التعاون الخليجي، قائلا، إن «بلاده استفادت كثيرا من مشاركاتها على هامش القمم الخليجية منذ سبع سنوات، فانضمت إلى المزيد من المنظمات التابعة للمجلس، ولكنها تترك أمر الانضمام هذا للزمن ودول المجلس لتقرر فيه».

وفيما يلي نص الحوار:

* ماذا يعني حوار المنامة بالنسبة لليمن؟

- شاركنا في كل دورات الحوار منذ الدورة الأولى، وكان مناسبة جيدة بالنسبة لنا للقاء مسؤولين من مختلف أنحاء العالم وكذا سياسيين واقتصاديين واستراتيجيين، لتبادل الآراء ووجهات النظر، في قضايا متعددة تهم الأمن الإقليمي ودولة المنطقة. وهناك استفادة متبادلة من خلال حضورنا مناقشات القمة ومحاورها، حيث يتم تناول القضايا بشكل أعمق. كما تتم لقاءات ثنائية مع كبار المسؤولين تناقش العلاقات الثنائية ورؤية الدول مع بعضها بعضا. أعتقد أن هذا يعزز الأمن القومي لدولنا وللمنطقة ككل، بل وللعالم العربي أيضا.

* البعض يرى أن مثل هذه اللقاءات لأخذ الصور التذكارية، ومجرد تبادل أحاديث مكررة؟

- صحيح أن البعض ينظر لها بهذه النظرة السالبة، وبلا اكتراث ويرون أنها بلا فائدة تذكر، ولكن أراها غير ذلك، فهناك نتائج جيدة ومنظورة. ثم إن مجرد وجود اليمن في مثل هذه الاجتماعات، وطرح هويتها فيها، وشرح قضاياها وأوضاعها للآخرين، يعد مكسبا كبيرا لنا، لأنهم يسمعون منا مباشرة بدلا من تلقي تلك المعلومات من مصادر ثانوية، أو أكثر من ثانوية، وأحيانا تكون معلومات مشوشة. فشرح وجهة نظرنا مباشرة في لقاءاتنا مع المسؤولين، يصحح كثيرا من المفاهيم ويساعد على تقييم الأوضاع بشكل صحيح. ومن فوائد هذه اللقاءات أيضا تتم عملية تطوير للعلاقات الثنائية سياسية واقتصادية، مع الدول وبعضها بعضا، وتبادل الخبرات. فهناك إذن، نتائج جيدة وفوائد جمة.

* اليمن يمر بمرحلة مخاض وهناك مخاوف أمنية، وحوار سياسي يتعثر، ما أبرز المخاوف التي طرحتموها حتى الآن في القمة الأمنية الإقليمية الحالية حاليا؟

- طرحنا قضية اللاجئين من القرن الأفريقي وهم يتدفقون على اليمن بعشرات الآلاف، هؤلاء يبحثون عن لقمة العيش حيث تعيش بلدانهم مشكلات وأزمات كبيرة. ولكن قد يكون هناك مخاطر أمنية حقيقة في هذا الجانب، لأن تنظيم القاعدة يستفيد من مثل هذه الظروف، للانتقال من منطقة إلى منطقة، وبالتالي يمكن أن تتسلل بينهم عناصر من القاعدة التي تشن هجمات يائسة الآن في البلاد.

طرحنا أيضا قضية الأمن على الشواطئ اليمنية، وتعلمون أن اليمن يتحكم في أهم ممر يربط بين الشرق والغرب، في خليج عدن وباب المندب، وبالتالي فإن اليمن يتحمل مسؤولية تأمين هذا الممر، وهذا يتطلب دعما لقوات حفظ السواحل اليمنية، التي تقوم بدورها كاملا.

وطرحها أيضا قضايا أخرى اقتصادية وتنمية، ورغم أنها ليست من صميم اهتمامات القمة ولكن لها آثارها على الأمن في اليمن.

* إيران وقعت اتفاقا نوويا مع الدول العظمى في جنيف، وأنتم تتهمونها بالتدخل في شؤونكم الداخلية، فماذا تتوقعون من طهران في عهد الرئيس حسن روحاني؟

- على إيران أن تظهر بقوة نيات مخلصة للتعاون مع الدول العربية وبخاصة دول الخليج واليمن، من أجل استقرار المنطقة. نحن طلبنا مرارا وقبل هذا الاتفاق من طهران، أن تحرص على علاقتها معنا، وألا تتدخل في شؤوننا الداخلية، ولكن تعلمون أننا قبضنا على سواحلنا على سفن تحمل السلاح الإيراني متجهة إلى جماعة الحوثيين في شمال البلاد. وهذا شيء يؤدي إلى زعزعة الاستقرار الإقليمي. وبعد هذا الاتفاق نتمنى أن نرى توجها مخلصا ونيات حسنة للتعاون.

* معظم الدول رحبت بالاتفاق النووي ولكنكم التزمتم الصمت؟

- سمعنا بالاتفاق من الصحف العالمية ووسائل الإعلام، وبعد ذلك أطلعنا وزراء شاركوا في مفاوضات جنيف النووية على فحوى الاتفاق المرحلي، وأبلغونا بالنتائج. وأنا هنا أقول كما قال الأمير تركي الفيصل، في مداخلة في القمة، كان الأولى أن يكون للدول العربية ودول مجلس التعاون الخليجي دور في هذه المفاوضات، لأن هذه المفاوضات لها تأثير مباشر لدولنا أيضا.

* شاركتم على هامش اجتماعات وزراء خارجية دول مجلس التعاون الأخير في الكويت، هل تتوقعون أن تكون لهذه الخطوة ما بعدها؟

- هذه ليست المرة الأولى التي نشارك فيها في مثل هذه الاجتماعات. هذه هي المرة السابعة. ونقوم دوما بتبادل الآراء ووجهات النظر، خصوصا أن في ظل التطورات الحالية التي تمر بها بلادنا، حيث تجري عملية انتقال سياسي في غاية الحساسية خاصة فيما يتعلق بتنفيذ المبادرة الخليجية. وقد نجحنا في الانضمام إلى المزيد من المنظمات التابعة لمجلس التعاون الخليجي، أما مسألة الانضمام إلى المجلس، فقد طرحناها منذ سنوات، ونترك للزمن ودول الخليج أن تقرر فيها.

* هناك أنباء تشير إلى أن الحوثيين يشاركون في المعارك بسوريا، هل لديكم ما يؤكد هذه الأنباء؟

- لا علم لدي عن هذه الأنباء.

* زرتم إريتريا أخيرا بعد أن احتجزت المئات من الصيادين اليمنيين على السواحل المتنازع عليها بينكم، ماذا عن نتائج هذه الزيارة في ظل العلاقات المتوترة منذ سنوات؟

- توصلنا خلال الزيارة إلى حلول مرضية، ووضعنا مشكلاتنا جانبا، ونأمل أن تستمر حالة الوفاق هذه.