بن حلي: الأزمة السورية خرجت من الإطار العربي إلى الخلافات الخارجية

نائب الأمين العام للجامعة العربيةقال لـ «الشرق الأوسط» إن مستقبل المنطقة يناقشه رجال الفكر والسياسة قبل قمة الكويت

السفير أحمد بن حلي
TT

خطط عمل واجتماعات مكثفة ومتنوعة، ومناقشات لقضايا مهمة، على مستوى العمل العربي المشترك تكتظ بها أجندة الجامعة العربية في العام الجديد 2014. حيث ينشغل الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي بنشاط مكثف ذلك أنه سيزور الكويت والسودان كما يشارك في اجتماعات القمة الأفريقية إضافة لعقد عدد من الاجتماعات الخاصة بالتحضير لزيارة ليبيا والإعداد لملفات القمة العربية المقررة في مارس (آذار) المقبل بدولة الكويت. هذا ما أكده نائب الأمين العام للجامعة العربية السفير أحمد بن حلي في حوار شامل وخاص مع «الشرق الأوسط» تحدث فيه عن تفاصيل الملف الفلسطيني والاجتماعات المرتقبة والحلول المتوقعة مع زيارة كيري للمنطقة وكذلك الملف السوري بمساريه السياسي والإنساني، إضافة للاهتمام بكل الأوضاع العربية الشاملة وخاصة ما يجري في العراق واليمن والصومال. كما أوضح تعامل الجامعة العربية مع المذكرة المصرية الخاصة باعتبار الإخوان جماعة إرهابية. وهنا نص الحوار.

* ما هو الإجراء الذي تتخذه الجامعة بشأن المذكرة المصرية الخاصة بقرار اعتبار جماعة الإخوان إرهابية؟

- أول إجراء اتخذته الأمانة العامة هو تعميم هذه المذكرة على الدول الأعضاء بمجرد وصولها إلى الأمانة العامة يوم 26 – 12 – 2013 وبالتالي أي خطوة لاحقة هذا يعود إلى مصر وخاصة أن التعامل مع هذه الاتفاقية يجري من قبل قناتين أساسيتين في الجامعة العربية وهما مجلس وزراء الداخلية والعدل العرب.

* كل توصيات الاجتماعات التي تعقد على مستوى القمة والمجالس الوزارية تؤكد على أهمية التعاون لمكافحة الإرهاب.. أليست هذه القرارات ملزمة، وهل تتوقع أن تتجاوب أو ترفض بعض الدول التعاون مع مصر؟

- الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب تنص على تعريف الإرهاب والأعمال الإرهابية، ووفقا لشرح وتوضيح هذه النصوص يتم التعامل مع هذا الموضوع. الاتفاقية لها جانبان أساسيان – القانوني – والأمني – وليس هناك جانب سياسي وبالتالي هي اتفاقية عربية لمكافحة الإرهاب بنصوصها والدول التي صادقت عليها، كما تشير الاتفاقية العربية إلى التزامها بعدد من الاتفاقيات الدولية مثل اتفاقية طوكيو بشأن الجرائم - ولاهاي الخاصة بمكافحة الاستيلاء غير المشروع - ونيويورك الخاصة بمنع ومعاقبة الجرائم المرتكبة ضد الأشخاص المشمولين بالحماية الدولية وغيرها.

* هل سيعقد اجتماع لوزراء الخارجية كما تحدثت وسائل الإعلام لبحث الطلب المصري بإدراج الإخوان كجماعة إرهابية، أم أن الجهة المختصة بهذا الأمر هي مجلسا وزراء الداخلية والعدل العرب؟

- في هذه المرحلة مصر طلبت التعميم فقط وهذا ما تم – لكن – أي خطوة مقبلة هذا يعود لمصر – والتعميم كان لإطلاع الدول وكما ورد إلينا في الأمانة العامة نصه – قرار لمجلس الوزراء المصري اعتبار جماعة الإخوان جماعة إرهابية وتنظيما إرهابيا وكذلك اعتزام السلطات المصرية اتخاذ الإجراءات لتفعيل هذا القرار استنادا إلى الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب، والاتفاقية العربية لغسل الأموال وتمويل الإرهاب وذلك بالتعاون مع الدول العربية الشقيقة.

* كيف ترى الجامعة الوضع في العراق الذي يسير نحو الصدام بين القوى السياسية وهل من مخرج لهذه الأزمة؟

- نتابع التطورات في العراق باهتمام بالغ، وما يقلقنا بعد استعادة العراق عافيته ودوره، أن بعض المؤشرات السلبية بدأت في المشهد السياسي، وكان هناك اتصال بين الأمين العام ووزير الخارجية العراقي للاطلاع على حقيقة ما يجري ووضعه في الصورة، ولهذا أغتنم الفرصة للقول إنه لا بد أن تدرك القوى السياسية في العراق خطورة اللعب بالورقة الطائفية لتحقيق مطالب سياسية لأن هذا المنحى يشكل خطرا على وحدة العراق واستقراره وعلى الدور العراقي الذي بدأ يتأكد ويتنامى ويبرز بعد ترؤسه للقمة العربية وعودته إلى مسرح الأحداث العربية والإقليمية، وأيضا بعد تسوية الملفات العالقة مع دولة الكويت الشقيقة. وأرى أن هذا السجال المتواصل بين القوى السياسية في العراق يهدد بإحداث انتكاسة للتجربة الديمقراطية في العراق. لذلك تدعو الجامعة العربية المسؤولين العراقيين والحكومة والأحزاب ورؤساء العشائر إلى وضع المصلحة الوطنية العراقية فوق كل اعتبار ومعالجة هذه الأزمة الحالية بالطرق السلمية والعمل على توفير المناخ المناسب لإنجاح الاستحقاقات الانتخابية التي ستجرى خلال شهر أبريل (نيسان) لترسيخ المسار الديمقراطي، وإعادة بناء مقومات الدولة العراقية الجديدة التي دفع العراقيون ثمنا غاليا لها.

* الوضع في ليبيا وهل تأجيل زيارة الأمين العام لأسباب سياسية أم أمنية أم ماذا؟

- كان مقررا أن يقوم بها مع نهاية شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ولكن بعد اللقاء مع وزير الخارجية الليبي محمد عبد العزيز تم الاتفاق على أن يسبق هذه الزيارة تحضير من خلال قيام الجامعة العربية لعقد مؤتمر للمنظمات العربية المتخصصة كل في مجاله بحضور المسؤولين الليبيين لإعداد الملف الخاص ببناء قدرات الدولة الليبية، سواء فيما يتعلق بإعادة تنظيم الإدارة وإعادة موضوع الأمن وجمع الأسلحة، ولهذا تم تأجيلها إلى أن يتفق على موعد جديد بعد إتمام هذا العمل، ونحن ما زلنا نرى أن المهمة الأساسية أمام الجامعة في ليبيا تتعلق بجانبين. الأول هو كيف نستطيع تنظيم حوار وطني شامل بين جميع الليبيين والقوى السياسية والقوى في مختلف الأقاليم الليبية بالتعاون مع الأمم المتحدة والتي تقوم بجهد كبير. والجانب الثاني هو بناء قدرات الدولة الليبية. وهنا أشيد بالعلاقة ما بين الجزائر وليبيا من خلال زيارة الوزير الأول الجزائري إلى ليبيا والاتفاق على عدد من الأمور، من بينها الناحية الأمنية، لأنني أرى أن دول الجوار الليبي عليها مسؤولية كبيرة لضبط الأمن، وأعتقد أن وجود اهتمام ومتابعة من قبل مصر والجزائر سوف يساعد كثيرا الإخوة الليبيين في الخروج بسلامة من المرحلة الانتقالية وتحقيق طموح الشعب الليبي من خلال وضع الدستور ونظام حكم الدولة الحديثة.

* كيف ترون الوضع في اليمن خاصة بعد التوصل إلى اتفاق الحوار الذي أشادت به الجامعة العربية؟

- اليمن أحد الملفات التي تتابعها الجامعة العربية وإن كان مجلس التعاون الخليجي هو الذي يقوم بجهد ميداني وكذلك الأمم المتحدة من خلال مبعوثها الخاص جمال بنعمر، لكن نرى أن الحوار الوطني الذي انطلق منذ مارس عام 2013 يمثل شريحة كبيرة بما فيها المرأة والشباب والعمل من خلال تسعة فرق لحل قضية الجنوب وصعدة وبناء الدولة والحقوق والحريات والحكم الرشيد وبناء الجيش الآمن والتنمية والعدالة، وباعتقادي إذا استطاع اليمن إنجاز هذه الملفات على الأرض هذا يعد بداية النجاح للحوار، والمرحلة الانتقالية التي وضعوا خارطة طريق لها لا بد أن يساهم الجميع في دعمها والتي تعتبر أولا وضع الدستور والاستفتاء عليه والتحضير لانتخابات رئاسية وبرلمانية والتي كان من المفروض أن تتم مع بداية العام.

* أين وصلت جهود الجامعة بالنسبة لسوريا؟

- نعمل من خلال مسارين، الأول هو الإعداد لمؤتمر جنيف2 والآن ما يهمنا هو استكمال الائتلاف الوطني – المعارضة لتشكيل الوفد والمسار. الثاني هو إنجاح هذا المسار بحيث إننا نعتقد أن الدول المعنية بالأزمة السورية عليها مسؤولية كبيرة في إنجاح هذا المسار، وما زلت أقول وأتساءل هل هناك إرادة حقيقية للمعنيين بالأزمة في الدفع بالحل، هذا السؤال مطروح، وأقول عندما قرر المسؤولون الروس والأميركيون تدمير الأسلحة السورية الكيماوية في سوريا استطاعوا الوصول إلى ذلك في فترة زمنية قياسية بعد تجييش الموقف والتهديد بالتدخل العسكري. لكن الإسراع بحل الأزمة السورية من جميع جوانبها وإنقاذ الشعب السوري من هذه المحنة ما زال محل مقايضات من قبل اللاعبين الرئيسيين سواء على المستوى الدولي أو الإقليمي، وأقول بكل أسف بأن الأزمة السورية خرجت من الإطار العربي وفقدنا الفرصة التي كانت أمامنا منذ بداية الأمر، ولكن مع ذلك لا ينبغي أن نرفع أيدينا من هذه الأزمة، ولا بد أن نؤكد خلال المبعوث المشترك الذي يمثل الجامعة والأمم المتحدة على ضرورة توفير كافة المقومات والدفع بكل السبل والوسائل للإسراع في عقد جنيف2 في موعده وبالشكل والبرنامج المطروح والذي يعد أساس هذا المؤتمر وهو ما أكدت عليه وثيقة «جنيف1».

* تقصد أن الغرب انتهز فرصة الأزمة في سوريا وقام بتوظيفها لخدمة أهدافه الخاصة؟

- أقولها بكل أمانة بأن هناك أجندات دولية وإقليمية هي التي تعمل لمصالحها مع إغفال مصالح الشعب السوري، سواء النازحين في الداخل والخارج، ولذلك نسعى للعمل على المسار الثاني المهم التحضير لمؤتمر الكويت للدول المانحة، وهو يترجم الاهتمام بالمسار الإنساني وعمل المنظمات الإنسانية وخاصة الاوتشا وغيرها، وسيكون هناك وفد رفيع المستوى برئاسة الشيخة حصة آل ثاني مبعوث الأمين العام للشؤون الإنسانية والتي ستقوم بزيارة ميدانية خلال الأسبوع الأول من شهر يناير (كانون الثاني) لزيارة مخيمات النازحين السوريين في دول الجوار، الأردن والعراق ولبنان، وذلك لاستكمال التقرير الذي يقدمه الأمين العام إلى مؤتمر المانحين الثاني الخاص بسوريا والمقرر عقده في الكويت يوم 15 يناير، فضلا عن اجتماع لوزراء الشؤون الاجتماعية والصحية، وكله سيكون في تقرير الأمين العام للمساهمة والتخفيف عن المتضررين داخل وخارج سوريا.

* توصيل المساعدات للمناطق المتضررة في سوريا ألا يقتضي قرارا من مجلس الأمن لوقف إطلاق النار؟

- من دون شك سواء فيما يتعلق بإدخال المساعدات وتوفير المناخ المناسب لإنجاح مؤتمر جنيف أن تكون هناك هدنة ووقف لكل أعمال العنف في سوريا من منطلق مساعدة المتضررين وفتح الطريق لمنظمات الإغاثة للإسراع في تقديم الغذاء والدواء، وتوفير المناخ المناسب حتى يبدأ مؤتمر جنيف من دون توتر وأن التفاوض بهدف إيجاد تسوية وحل عادل لهذه المأساة التي تمثل ضمير كل عربي، وعندما أقرأ بالأمس أن هناك 16 فلسطينيا ماتوا من الجوع في أحد المخيمات بسوريا أتألم ولا أجد تعبيرا عما أشعر به كمواطن عربي.

* جدية الدول الراعية للتسوية والدول الدائمة في مجلس الأمن، لحل الأزمة السورية لماذا لا تدفع أن يصدر قرار فوري لوقف إطلاق النار؟

- الأمين العام طالب باتخاذ هذا الإجراء قبل الذهاب إلى جنيف، كما وجه عدة رسائل إلى الأمين العام للأمم المتحدة يطلب منه التحرك مع الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن لإيجاد هدنة ووقف لأعمال العنف في سوريا، لأنه لا يمكن الذهاب إلى مؤتمر بهذه الأهمية في ظل استمرار القتل وسقوط الضحايا، وفي نفس الوقت لا يمكن أن نرى هؤلاء المواطنين في حصار تام ولا ندري شيئا عن وضعهم الغذائي والصحي. ولذلك تقع المسؤولية الأساسية على الحكومة في هذا المجال. كما أرى أن المقاربة الأمنية بهذا الشكل الذي يحدث سوف تحطم سوريا وستكون وبالا وخيما على الدولة السورية ولن يستفيد منها لا النظام ولا المعارضة والخاسر هو سوريا والعالم العربي.

* كيف ترى إصرار النظام السوري على مشاركة إيران في مؤتمر جنيف علما بأنها غير مدعوة؟

- ليس المهم حضور إيران من عدمه لأن المدعوين حضورهم سيكون برتوكوليا – بمعنى جلسة افتتاحية لإلقاء كلمات ثم بعد ذلك ينسحب الكل ويذهب المفاوضون السوريون معارضة وحكومة إلى غرفة مغلقة بحضور الممثل المشترك الأخضر الإبراهيمي لإدارة الحوار، لكن المهم أن دولة مثل إيران التي تقحم نفسها في الأزمة أن تخرج من المشهد وأن تساهم في الحل، وما ينطبق على إيران يكون على غيرها.

* السودان والأزمة المحتدمة في الجنوب كيف تتعامل الجامعة مع هذه الأزمة؟

- الجامعة العربية تهتم بدولة جنوب السودان ولها ممثل يهتم بالتعاون ومتابعة مشاريع التنمية، ونحن نتابع بكل أسى ما جرى وكل ما يجري في دولة الجنوب ورئيس بعثة الجامعة في جوبا يقوم بهذا الدور وكذلك نتابع الدور الذي يقوم به الاتحاد الأفريقي ونأمل أن ينجح المسعى الأفريقي في احتواء هذه الأزمة، لأن ما يحدث في دولة جنوب السودان يؤثر على الأمن الأفريقي والعربي، ودولة جنوب السودان تعد من أقرب الدول حتى وإن كان ليس لها عضو بالجامعة العربية وما زال يشكل أحد خطوط التماس في العالم العربي.

* هل تتوقع انفراجة في الأزمة على هامش اجتماعات القمة الأفريقية التي تعقد الشهر الجاري؟

- الأمين العام للجامعة العربية مدعو لحضور هذه القمة وسوف يلقي كلمة للتأكيد على أهمية التعاون المشترك وحل الأزمات بالطرق السلمية، كما سيزور الأمين العام الخرطوم يوم 19 الشهر الجاري لافتتاح أعمال المجلس الاقتصادي والاستثماري في دورة استثنائية لدراسة مبادرة الرئيس عمر حسن البشير حول الأمن الغذائي العربي والتي تقدم بها خلال قمة العربية في دورتها الـ24، ومن دون شك فإن هذا الملف في غاية الأهمية، وستكون الزيارة فرصة للاطلاع على الأوضاع في السودان.

* هل سيزور دولة الجنوب؟

- حتى الآن لم يتحدد هذا الأمر أما المؤكد هو زيارة الخرطوم.

* ماذا عن تعامل الجامعة العربية مع الوضع العربي العام وهل هناك أفكار جديدة سوف تطرح في القمة العربية القادمة بالكويت؟

- الوضع العربي الآن في غاية التعقيد سواء فيما يتعلق بالدول العربية التي تمر بمراحل انتقالية وتأثيرات ذلك أو فيما يتعلق بالملفات على المستوى الإقليمي مثل الاتفاق مع إيران المعروف بدول 5+1 – في غياب دور عربي أو اطلاعها عليه، مع أنه يهم المنطقة العربية بشكل عام وكذلك الأزمة السورية التي فاقت كل الأزمات في كونها ذات أبعاد خطيرة جدا وبالتالي فإن قمة الكويت العربية ستكون غير عادية ولا بد أن تدرس كل هذه الأوضاع ويأخذون الموقف الذي تمليه عليهم المسؤولية التاريخية والقومية. والأمين العام الآن بصدد مشاورات لتنظيم فريق من المفكرين والسياسيين العرب قبل انعقاد القمة في جلسة عصف فكري مغلق لطرح كل هذه التحديات والقضايا وذلك لاستكمال التقرير الذي سيرفع للقادة العرب عن الوضع في المنطقة وإمكانية التعامل معه. نحن الآن كجامعة عربية ودول لا بد أن يكون هناك قرار ووقفة حقيقية لنرى أين نسير؟ وأين الخطأ؟ وما هو مستقبلنا؟ وما مصير المنطقة؟ هذه قضية في غاية الأهمية، ولهذا كما قلت نحن الآن بدأنا في التحضير للقمة من خلال عمل اللجان – والتي من بينها لجان تطوير الجامعة العربية وهي تعد الوثائق الخاصة سواء فيما يتعلق بتعديل الميثاق أو وضع المؤسسات والأجهزة التابعة لها وكذلك البعد الشعبي من خلال هذا الحراك السياسي إضافة إلى العمل الرسمي، وكل هذه الأمور الآن تنصب في إطار النقاش والتحضير لملفات القمة، والأمين العام سيكون مشاركا في المؤتمر الدولي الثاني الخاص بسوريا ومن دون شك أنه سوف يطرح مع أمير الكويت والمسؤولين كل الأفكار والمعطيات التي من الممكن على ضوئها يكون تحضير ملفات هذه القمة.

* تنقية الأجواء العربية ملف غاب عن العمل العربي المشترك في حين أن الربيع العربي أحدث شرخا مؤثرا في طبيعة العلاقات العربية – العربية.. هل تفكرون في عمل سياسي ينهي هذه الحالة قبل انعقاد القمة حتى لا يؤثر سلبا على قراراتها؟

- طرح الأمين العام يصب في هذا الاتجاه أيضا، لأنه عندما يشارك رجال الفكر والسياسة الذين لهم خبرة وتجربة سوف تطرح عدة أسئلة حول الوضع العام وكيفية معالجته وما هي الأساليب التي يمكن أن نتعامل معها مثل وحدة القرار والعلاقات الثنائية والأمن القومي العربي، ومساعدة الدول التي تأثرت بالمرحلة الانتقالية سواء سياسية أو اقتصادية، ونرى أن هذه المجموعة سوف تقدم مجموعة من الأفكار المستقلة والمحايدة التي لا تحمل أي أجندات خاصة وهذا يساعد على اتخاذ القرار السليم.

* في حال فشل المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية هل من خيارات أخرى أمامكم؟

- نحن الآن أمام مرحلة في غاية الأهمية بالنسبة للمفاوضات - الفلسطينية - الإسرائيلية – ووزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية جون كيري موجود بالمنطقة وهو على اتصال مع الأمين العام والوفد الوزاري العربي، وكذلك الاتصال دائم بين الأمين العام للجامعة العربية والرئيس الفلسطيني محمود عباس لوضعه في الصورة، وربما يكون هناك لقاء منتظر بين الوفد الوزاري العربي ووزير الخارجية الأميركي جون كيري، وكذلك مع الإخوة الفلسطينيين وسنصل إلى مرحلة أهمية التقييم وعدم الاستمرار في التفاوض إلى ما لا نهاية.

* متى سيكون تقييم عملية المفاوضات؟

- قبل القمة العربية المقررة في شهر مارس، لأن المفاوضات انطلقت في شهر يونيو (حزيران) الماضي وتقرر استمرارها لمدة تسعة أشهر، وبالتالي نعطي الفرصة لاستكمال المهلة، وبعدها إذا لم يتحقق شيء أعتقد أن الشعب الفلسطيني سيكون أمامه أشكال أخرى من المقاومة، ونرى أن أحد الخيارات هو العودة إلى الأمم المتحدة وطلب العضوية الكاملة والانضمام إلى 63 هيئة ووكالة وبرتوكول للأمم المتحدة من حق فلسطين. كما نرى أنه إذا سدت كل الأبواب أمام عملية التفاوض فسوف تشتعل الانتفاضة الفلسطينية. إذن ما زالت هناك خيارات أمام الشعب الفلسطيني والكل يدرك تماما من هو الذي يعيق المفاوضات، هو الطرف الإسرائيلي وبالتالي لا بد أن يقوم الراعي الأميركي بدور حقيقي في هذه المفاوضات.

* هل يلتقي جون كيري كل وزراء الخارجية العرب أم عددا من دول لجنة المبادرة وأين ومتى سيكون اللقاء؟

- سيكون الوفد الوزاري مكونا من ثماني دول هي: مصر - السعودية - قطر – فلسطين – المغرب – الإمارات – الأردن – الكويت وسيعقد الاجتماع في المنطقة خلال الأسابيع المقبلة.

* تردد وبقوة احتمال التوصل إلى اتفاق إطاري يعرضه كيري خلال لقائه الرئيس محمود عباس هل تتوقعه قريبا؟

- الاتفاق كيفما كان المهم أن الوفد الفلسطيني يحصل على كل حقوقه وهم بالفعل دخلوا في نقاش حول قضايا الوضع النهائي – الحدود – المستعمرات – القدس – المياه – هذا هو المهم – وأيضا أهمية الدخول في مصالحة لإنهاء الانقسام الفلسطيني الذي يؤثر سلبا على الوضع الفلسطيني، وسيأتي اليوم الذي نعلن فيه من الذي يعيق هذه المصالحة ونأمل أن تنشط مصر في هذا الملف لتحقيق المصالحة لأن مصر مكلفة من الجامعة العربية بإنهاء هذا الملف في أقرب فرصة.

* كيف ترى وضع الصومال عام 2014؟

- الصومال يدخل فترة جديدة من تاريخه بعد بداية الأمل لدى الصوماليين بأهمية الاستقرار. ومع ذلك أمامه ثلاثة تحديات رئيسية ولا بد أن تساهم الجامعة العربية ودولها ومعها الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة. الهدف الأول هو تحقيق الاستقرار السياسي باعتماد دستور اتحادي يعيد كيان دولة الصومال إلى وضعها الطبيعي من خلال نظام يشمل كل مناطق الصومال بما فيها جوبا لاند – وبورت لاند – وصوماليدا. والهدف الثاني هو نجاح الحكومة الاتحادية في القضاء على الانفلات الأمني وخاصة حركة الشباب التي تشكل تحديا أمنيا، وهنا يدخل كذلك موضوع إعادة تأهيل الجيش والشرطة الصومالية. والهدف الثالث هو دعم بناء السلام والدولة الصومالية في إطار إعادة بناء إدارة الدولة والمؤسسات القضائية والإنعاش الاقتصادي.