وكيل الخارجية الأميركية للدبلوماسية العامة: الاختلاف في الرأي لا يعني عدم التعاون

ستينغل قال لـ («الشرق الأوسط») إن عمله في مجلة «تايم» يؤهله لشرح مواقف بلاده للعالم

ريتشارد ستينغل
TT

يؤكد وكيل وزير الخارجية الأميركي للدبلوماسية العامة والشؤون العامة ريتشارد ستينغل أن الولايات المتحدة حريصة على شرح سياساتها وقيمها للعالم، وأن الاختلاف في وجهات الرأي أمر طبيعي بين الدول والشعوب، ولكن يوضح أنه من الضروري أن تكون الاختلافات مبنية على فهم للسياسات ودوافعها. وتولى ستينغل منصبه رسميا يوم 14 فبراير (شباط) الماضي ليصبح أبرز المسؤولين عن تحسين صورة الولايات المتحدة حول العالم، بعد أن بقي المنصب شاغرا بعد استقالة تارا سونانشاين في يونيو (حزيران) 2013. والتقت «الشرق الأوسط» بستينغل قبل أسبوع في مكتبه بالجزء الأصلي من مقر وزارة الخارجية الأميركية بواشنطن الذي كان مكتبا لجورج مارشال، أحد أهم معالم السياسة الأميركية في القرن العشرين، إذ كان وزيرا للخارجية وللدفاع وأيضا قائد الجيش الأميركي. وحملت خطة إنقاذ ألمانيا بعيد الحرب العالمية الثانية اسمه، المعروفة بخطة مارشال. وستينغل من المهتمين بالتاريخ والواعين لأهميته، قد قرأ عن مارشال وغيره من الذين أثروا في صورة الولايات المتحدة في الخارج ويذكرهم خلال حديثه عن مهمته الجديدة.

ترك ستينغل وظيفة ممتعة وواسعة الاطلاع عندما قبل بتولي هذا المنصب، إذ كان المحرر الإداري لمجلة «تايم» الأميركية ومن الأصوات البارزة في الوسط الإعلامي الأميركي. وسبقت شخصيات مثيرة ستينغل في هذا المنصب، خاصة كارين هيوز التي كانت وكيلة وزير الخارجية الأميركي للدبلوماسية العامة خلال عهد الرئيس الأميركي جورج بوش بين عامي 2005 و2007 وقامت بجولة شهيرة في منطقة الشرق الأوسط في سبتمبر (أيلول) 2005 سعيا لتحسين صورة الولايات المتحدة في وقت عانت البلاد من تردي شعبيتها إلى أدنى المستويات بسبب الحرب في العراق عام 2003.

وبعد توليه هذا المنصب، أمام ستينغل تحديات عدة، على رأسها معالجة تراجع شعبية الولايات المتحدة بين شعوب كثيرة وخاصة شعوب منطقة الشرق الأوسط. فبعد حماس بين بعض الأوساط الشبابية والليبرالية حول العالم على خلفية انتخاب الرئيس الأميركي باراك أوباما وتوليه الرئاسة بداية عام 2009. تراجعت شعبيته خلال السنتين الماضيتين. وبحسب منظمة «غالوب»، فإن كل الدول العربية التي تجرى فيها إحصاءات لرصد الرأي شهدت تراجعا لشعبية الولايات المتحدة، فعلى سبيل المثال 27 في المائة من المصريين كانت لديهم نظرة إيجابية تجاه الولايات المتحدة عام 2009. العام الماضي هبطت إلى 16 في المائة. وبينما النسبة أساسا كانت قليلة إلا أنها أخذت تتراجع عاما تلو الآخر. الأمر نفسه بالنسبة للمستطلعين في الأردن، 25 في المائة كانت رؤيتهم للولايات المتحدة إيجابية عام 2009. ولكن في عام 2013 هبطت إلى 14 في المائة.

وتحدثت «الشرق الأوسط» مع ستينغل، في أول مقابلة له مع مطبوعة عربية، قبل توجه أوباما إلى أوروبا والسعودية عن صورة الولايات المتحدة في الخارج وكيف يرى مهمته في المنصب الجديد. وفيما يلي أبرز ما جاء في الحوار:

* حلفت اليمين الدستورية قبل شهر وكان ذلك في نيويورك بسبب إغلاق الدوائر الحكومية في واشنطن بسبب الثلوج في البلاد..

- نعم، هناك حفل أداء القسم الرسمي الذي سيحدث لاحقا، أعتقد في أبريل (نيسان) المقبل، ولكنهم كانوا حريصين على أن أبدأ العمل وكنت أنا حريصا لأبدأ العمل لذلك كان من الممكن أن أحلف القسم في أي مكان.. وأسكن أنا في نيويورك وأنا صديق قديم (لمندوبة الأمم المتحدة) سامانثا باور فاتصلت بها وسألتها إذا كان بإمكانها أن تشرف على أدائي للقسم.. وصادف ذلك يوم الحب، فأنا وزوجتي توجهنا إلى بعثة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة وحلفت القسم وكانت مناسبة جميلة.

* كيف أمضيت الشهر الأول وكيف تجد نفسك تتأقلم مع منصبك الجديد؟

- كان المدرج طويلا قبل إقلاع الطائرة (في إشارة إلى ترشحه لفترة طويلة قبل تثبيت الكونغرس له في منصبه)، كنت آتي يومين في الأسبوع (إلى وزارة الخارجية) لنحو أربعة أشهر قبل الموافقة (من الكونغرس). تعرفت على المبنى بعض الشيء والتقيت بأناس أعمل معهم. مع ذلك، الأمور رائعة وكل يوم مثير وأتمتع بالمنصب كثيرا.

* كيف ترى منصبك، وما برأيك مهمتك في هذا المنصب؟

- هذا سؤال جيد وعادل.. بالنسبة لي هناك مهمتان للشؤون العامة والدبلوماسية العامة. الشؤون العامة مهمتها أبسط إذ هي التعبير عن السياسة الأميركي الخارجية، شرحها ووضعها في الإطار الصحيح للصحافيين. ولكنني أرى أن مهمة الدبلوماسية العامة ذاتها ولكن ليس فقط للصحافيين بل لكل الناس حول العالم وحتى داخل الولايات المتحدة. وبالنسبة لي، الوظيفة هي شرح السياسة الخارجية الأميركية ليس فقط من الناحية السياسية ولكن الثقافية أيضا.

* هناك تركيز على الدبلوماسية العامة والنواحي الثقافية ولكن الناس وخاصة في الشرق الأوسط لديها مشكلة مع سياسات الولايات الأميركية الخارجية وخاصة تجاه بلادنا..

- نعم هذا صحيح.

* لذا كيف تستطيع التوفيق بين محاولة دفع الدبلوماسية العامة رغم أن السياسات تغضب الكثيرين، لا يمكن التغطية على ذلك..

- لا أحاول فعل ذلك، أعتقد أنه من المنطقي أن البعض يحبون ثقافتنا ولا يحبون سياساتنا، وهناك أيضا أشخاص يحبون سياساتنا ولا يحبون ثقافتنا. ولن أقول لأحد إنك إذا كنت تحب موسيقى «هيب هوب» عليك أن تحب سياساتنا تجاه بلدك. هذا غير منطقي. بالنسبة لي حتى وإن لم يدعم أحد سياستنا، أريد أن أشرحها له وأن أوضح لماذا نتبع تلك السياسات. لا أريد تزيين السياسات أو حرفها كي يحبها الناس، بل أعتقد أن الفكرة كلها من القيم والثقافة الأميركية هي الشفافية والصراحة وقبول الاختلاف والآراء المختلفة. لذلك أريد أن تكون هذه صفات دبلوماسيتنا العامة أيضا. يمكننا الاختلاف ولكن هوية الولايات المتحدة ودعمنا للديمقراطية وحرية التعبير تعني يمكن اختلاف الرأي ولكن مع ذلك من الممكن أن نعمل سويا أو نحب بعضها. الاختلاف ليس عائقا لذلك وأعتقد هذه فكرة أساسية في الثقافة الأميركية يمكن أن تكون قيمة مشتركة حول العالم.

* البعض يعتقد أن الرئيس الأميركي باراك أوباما تمتع بشعبية عالية قبل أن يصبح رئيسا وكانت التوقعات عالية لرئاسته ولكن اليوم بات أقل شعبية داخل بلاده وحول العالم.. وهناك أسئلة تثار حول الولايات المتحدة وشعور بإحباط ما من إدارة أوباما..

- هذا ليس لي أن أشرحه، ولكن عندما يأتي رئيس ما للبيت الأبيض، وخاصة رئيس فريد مثل باراك أوباما بطرق مختلفة عن جميع أسلافه، يأتي بشعبية عالية. وحتى بعد الانتخابات، غالبية الرؤساء يحصلون على ارتفاع بالشعبية فور دخول البيت الأبيض. والرئيس أوباما كان بطلا دوليا قبل أن ينتخب وزيارته إلى أوروبا كانت ناجحة خلال الحملة الانتخابية. لذا أعتقد أنه من الحتمي أن السياسة تظهر أن الارتفاع يؤدي إلى الهبوط ويمكن العلو من الجديد والهبوط مرة أخرى.. أعتقد أن توقعات الناس كانت عالية جدا ومن الصعب لأي شخص أن يرقى إلى مستوى تلك التوقعات. وعندما يكون على المرء وضع السياسات وتطبيقها سيظهر من يختلف معك وشعبيتك ستتأثر.. أعتقد أن الرئيس ووزير الخارجية غير مهتمين بشعبيتهما الدولية، يحاولان فعل ما هو صحيح بالنسبة للسياسة الخارجية، وإذا لم يعجب البعض ذلك يمكنهما العيش مع ذلك. ولكن ما يريدانه، وهنا أرى مسؤوليتي، هي أن يفهم الآخرون سياساتهما، حتى وإن لم يعجبهم ذلك، حينها يمكننا الاتفاق على عدم الاتفاق. يمكن أن يقول المرء بأن هذه السياسة من مصلحتك، ولكن ليست من مصلحتي أنا. أريد أن يكون لدينا هذا النقاش، لا أريد إلا نتحدث عن تلك القضايا ونتغاضى عنها.

* كيف يمكن أن يكون هذا النقاش حقيقيا وواضحا، وليس معتمدا فقط على التكنولوجيا مثل مواقع التواصل الاجتماع و«تويتر»؟

- هنا أريد الحديث عن الثقافة الأميركية لا السياسة.. فمن الأمور التي يحبها الآخرون في الولايات المتحدة هو حسن الريادة في الأعمال، ثقافة الاختراع التي تظهر في طرق مختلفة بما فيها التكنولوجيا التي انتشرت حول العالم. أريد أن أوصل ذلك حول العالم، بما فيها الشرق الأوسط. ومن بين أولوياتي دعم ريادة الأعمال حول العالم وخاصة في الشرق الأوسط، لأنها من القيم المشتركة التي تعتمد على سيادة القانون ومنح الفرص المتساوية للجميع والمنافسة الجيدة. وذلك سيساعد اقتصادات الشرق الأوسط... الإحصاءات تشير إلى أن الأغلبية في المنطقة دون عمر الـ35 وهذا هو الجمهور الذي أريد التواصل معه ولديه اهتمام بهذه القضايا ويمكن أن تلهمهم.

* ولكن قضية دعم ريادة الأعمال سياسة تتبعها الولايات المتحدة منذ فترة وعقدت قمم حولها وأسست برامج، ولكننا نمر بفترة صعبة جدا في المنطقة والبعض قد يرى أن الوقت غير مناسب لذلك..

- نحن ندعم مبادئ أساسية مثل ريادة الأعمال وحماية الحقوق الفكرية وحرية التعبير.. هذه قيم عالمية وقيم تؤدي إلى الازدهار المشترك وهي من بين القضايا التي يمكن أن نعمل سويا عليها وعلى الحكومة معرفة أن اعتماد هذه القيم هي مصلحة مشتركة.

* قلت إنك تريد أن تفهم الآخرين سياسات الولايات المتحدة، لا بالضرورة إقناعهم بها. لماذا تعتقد أن الآخرين لا يفهمون السياسات الأميركية؟

- قال أحدهم «إنهم لا يحبوننا ليس لأنهم لا يعرفون سياساتنا، بل لأنهم يعرفون سياساتنا ولكن لا يحبونها». ولكن في الوقت نفسه أعتقد بإمكاننا العمل بطريقة أفضل لشرح سياساتنا وأن نحاول أن نكون في محل الطرف الآخر وأن نرى لماذا لا يحبونها أو ما يمكن أن نفسر لهم عنها. أريد أن يفهم العالم أن الولايات المتحدة دولة منطقية، وهي الدولة الاستثنائية في السياسة الخارجية أكثر حتى من «الدولة التي لا يمكن الاستغناء عنها»، إذ أننا ندعم تطور الدول الأخرى ونسعى إلى تحقيق طموحات شعوب الدول الأخرى ونحن دولة إنسانية ويجب أن يعي الناس ذلك خاصة عندما تنغمس هذه الحقيقة وسط تصرفات أخرى.

* كيف ترى خبرتك كصحافي سابق تفيد عملك الآن في شرح الأمور إلى الناس؟

- أعتقد أن هناك نقاط تشابه كثيرة.. وعندما كنت أعمل في «تايم»، كنت دائما أقول: إن شعارنا هو شرح الولايات المتحدة للعالم وشرح العالم للولايات المتحدة. هذا لا يختلف كثيرا عن عملي اليوم، وجزء من العمل السابق كان انتقاد بعض نواحي السياسة الخارجية الأميركية وهذا أمر عادل. وأعتقد أن أي شخص يعلم أن في هذه المناصب يمكن أن نخطئ أحيانا ولكن الكثير من الأحيان الأخطاء تكون وراءها نوايا حسنة أو هدف لا يفهمه الناس وعلينا شرحه. إنني أومن بأن الشمس هي أفضل معقم، مثلما قال أحد قضاة المحكمة العليا الأميركية. فهناك فائدة من أن تكون الدولة واضحة وقادرة على شرح مواقفها، إذا كان يحب الناس السياسة أم لا.

* قرار ترك صحيفة «تايم» أكيد لم يكن سهلا لقبول وظيفة ليست سهلة خاصة مع وضع الولايات المتحدة في العالم اليوم وصعوبة معالجة الانتقادات لها.. كيف توصلت إلى القرار؟

- خلال فترة عملي في «تايم»، كنت من أكثر المؤيدين للخدمة الوطنية وأن على الجميع العمل في الخدمة الوطنية وهو أمر أومن به حقا فاعتقدت أن علي تطبيق ما أقوله وأدعو إليه. الصحافيون لديهم دوافع عدة، ولكن الكثير منهم يمكن وصفهم بالمثاليين المحبطين بعض الشيء. وبالنسبة لي، هذا يدل على أناس يهتمون كثيرا بقيم الولايات المتحدة ويشعرون ببعض الإحباط أحيانا، فشعوري هو أروع ما يكون بإمكاني القيام بهذه المهمة وتحقيق تلك القيم. علمت منذ زمن أنني كنت سأقوم بعمل مثل هذا، وزوجتي دعمتني كثيرا رغم أن عائلتي ما زالت تقيم في نيويورك. فاعترف (ضاحكا)، أنني مثالي بالسر.

* وبعد أن بدأت مهمتك، ما هي التحديات الأبرز التي تجدها أمامك؟

- أحد التحديات، حتى ربما يكون تحديا داخليا (لدى وزارة الخارجية الأميركية) أن يكون كل من يعمل في وزارة الخارجية الأميركية دبلوماسيا عاما، أريد أن ينفتح كل سفرائنا ودبلوماسيينا في السفارات وأن يتحدثوا عن الولايات المتحدة وعن الثقافة والسياسة والمجتمع الأميركي، اعتقد أن هناك فوائد مهمة لذلك متبلورة في القيم الأميركية. إنه تحد لإقناع الناس لذلك، وهناك من يعمل في السياسة ويشعر بقلق من التعبير عن السياسة بطريقة ما... أطالب الناس هنا بالميل إلى الانفتاح والشفافية لأن فوائد ذلك أكبر من الانغلاق. هذا تحد داخلي.. وأنت أشرت إلى التحدي الخارجي، وهو أن الكثير من الأحيان الناس لديها علاقة حب وكراهية مع الولايات المتحدة. أعتقد أن الناس يعجبون بالولايات المتحدة ولديهم نظرة طموح تجاهنا، لأن لدينا قيما نحاول أن نطبقها وأنا أريد أن أتحدث عن ذلك. إنني أرغب في الحديث مع من يقول: إن لدينا مثلا ولكن أفعالنا أحيانا تضعفها، يجب أن نتحدث، وأن نختلف ونقبل وجهات النظر المختلفة.

* منذ تولي باراك أوباما الرئاسة، هناك توجه في الإدارة الأميركية للسيطرة على الخطاب العام من الحكومة الأميركية وما يقوله المسؤولون، كيف يمكن أن تكونوا منفتحين ولكن في نفس الوقت البيت الأبيض حريص جدا على السيطرة على ما يقال؟

- سأختلف وأقول: إن من دون استثناء، كلما جاء رئيس جديد إلى البيت الأبيض، الإعلام يقول: إن تلك الإدارة هي الأكثر سيطرة في التاريخ، كل إدارة. وربما هذا صحيح إذ تتعلم كل إدارة من تلك التي سبقتها ولكن لا أعتقد أن هذه ملاحظة صحيحة، بأن تكون هذه الإدارة أكثر تسلطا في السيطرة على المعلومات.

* فيما يخص التطورات في منطقة الشرق الأوسط، هناك تساؤلات حول القيم التي تتحدث عن الولايات المتحدة مثل الحرية وحقوق الإنسان، ولكن في الوقت نفسه هناك مصالح أميركية تتناقض مع تلك التعابير، خاصة إذا نظرنا إلى السياسات تجاه إيران وحتى سوريا..

- الرئيس أوباما استخدم عبارة المثالية الواقعية.. السياسة الخارجية خلال تاريخ الولايات المتحدة تأتي بناء على مزيج من المصالح والقيم، ومزيج من النظر إلى الداخل وإلى الخارج... لا نتقلب بين قطبين مختلفين بل إننا دائما في الوسط، وسياستنا الخارجية تمثل مصالحنا وقيمنا وهذه هي المثالية الواقعية. لا أعتقد أن هناك أمرا علينا أن نخفيه، لدينا مصالح علينا أن نراعيها ولكن ما يجعلنا الدولة الاستثنائية في السياسة الخارجية أن كثيرا ما تلتقي المصالح والقيم، وهذا صحيح بالنسبة لنا أكثر من دول أخرى. نحن نشعر بأن دعم حرية التعبير والإعلام الحر وحرية العبادة من مصلحتنا، كما أنها قيمة عالمية. هذا من مصلحة الجميع.

* وما هي الفرص التي تراها أمام الولايات المتحدة في المستقبل القريب لدفع الدبلوماسية العامة؟

- كمراسل راقبت وغطيت الربيع العربي وما زلت أشعر بالتفاؤل حوله. أعتقد أن هناك فرصا كثيرة في العالم العربي وهذه ما زالت عملية أمامنا ومثل ما قال (رئيس الوزراء البريطاني الراحل) وينستون تشرتشل، ربما هذه ليست بداية النهاية بل نهاية البداية. أعتقد أن هناك فرصا حول الشرق الأوسط. وجود نسبة عالية من الشباب لدى المنطقة بحد ذاته يمثل فرصة، هناك أفكار وتطلعات بين الشباب والثقافة الأميركية تبقى دائمة الشباب وجذابة للكثير منهم. أعتقد أن هذه فرص حقيقية وكبيرة. ما زالت أعتقد أن الرئيس أوباما سيبقى منارة (أمل) للناس حول العالم وسيكون ذلك خلال الولاية الثانية من رئاسته حيث سيكون قادرا على إظهار ودعم قيمه الحقيقية. فهو لا يحتاج أن يخوض انتخابات من جديد. وفيما يخص (وزير الخارجية) جون كيري، لديك شخص يعرف أن هذه أفضل منصة كان يأمل بها وكل ما يريده هو ترك إرث عظيم وهناك آمال وطموحات كبيرة حول ذلك. ومن الرائع العمل تحت قيادته.

* هل حقيقة أن كلا من الرئيس ووزير الخارجية لا ينويان خوض انتخابات مرة أخرى يعني أنهما أحرار للتحرك؟

- هذا تعبيرك أنت وأعتقد أنك على صواب، أعتقد أن في المسار بين المصالح والقيم أنهم أقرب إلى القيم، يقولون هذه القضايا التي نؤمن بها ونريد تحقيقها قبل أن تنتهي ولايتنا، وهذا مكان رائع أن يكونا به.

* أول مقابلة تلفزيونية قمت بها منذ توليك منصبك كانت مع قناة «الجزيرة» الإنجليزية للحديث عن الصحافيين المعتقلين في مصر. هل ترى نفسك مدافعا عن الصحافيين أيضا في هذا المنصب؟

- نعم بكل تأكيد، إنني مدافع عن الإعلام الحر، مدافع عن النساء والرجال الذين يخاطرون بحياتهم لجلب المعلومات والمعرفة للناس. إنها قيمة عالمية أن يكون هناك إعلام حر، لا يمكن أن تكون هناك ديمقراطية أو أن تحكم بموافقة الشعب إذا لم تكن لديهم المعلومات الصائبة.