طالبان لـ («الشرق الأوسط»): نفاوض الأميركيين حول تبادل الأسرى فقط

الملا ذبيح مجاهد: مقاتلو الحركة لا يتلقون رواتب.. ومرشحو الرئاسة الأفغانية وجوه لعملة واحدة

TT

الملا ذبيح الله مجاهد، المتحدث الرسمي باسم طالبان، من القيادات العليا للحركة الأصولية، وأحد الوجود المقربة من الملا محمد عمر، ويعد أحد أبرز قيادات الحركة المنفتحة على الإعلام، فهو يتحدث البشتو (لغة الأم) والفارسية، كما أنه يفهم بعض اللغات الأخرى كالعربية والإنجليزية والأوردية.. يجيد أدوات التواصل الاجتماعي ويتعامل مع الكومبيوتر والإنترنت، ويتواصل مع الصحافيين عبر وسائل الاتصال الاجتماعي وأرقام هواتفه عبر «الثريا» متاحة لأغلب الصحافيين.. حاورته «الشرق الأوسط»، عبر البريد الإلكتروني، بعد الانتخابات الرئاسية التي تعهدت فيها طالبان بعرقلتها بمزيد من العنف والدماء، زاعما أن الطرف الأميركي يهرب من أرض المعركة بسبب الخسائر التي وقعت في صفوفهم طوال 12 عاما.وجاء الحوار على النحو التالي:

* برأيكم.. لماذا فشلت طالبان في تنفيذ تهديداتها بعرقلة عملية الانتخابات الرئاسية التي جرت في الخامس من أبريل (نيسان) الماضي؟

- الانتخابات الأخيرة في أفغانستان لم تنجح إلا في خيالات الإعلام الأميركي، حيث إن سلطات الاحتلال تفرض إغلاقا تاما على الأخبار المتعلقة بالأوضاع الداخلية أو العمليات العسكرية التي أرغمتهم على الفرار.. لا يلوون على شيء.

فشلت الانتخابات من عدة نواحٍ؛ فهي أولا لم تحظ بنسبة مشاركة يعتد بها، حيث أعرض الناس عنها لأنهم على ثقة من عدم جدواها. فصفحة الاحتلال تنطوي، وتزول جيوش الاحتلال، وكذلك أعوانه من سياسيين ومرتزقة منبوذين.

وبالنسبة لعرقلة عملية الاقتراع فينبغي أن ندرك حرص طالبان على أرواح المواطنين، وأنها لا تستهدفهم لأي سبب كان. وعرقلة عملية الاقتراع كانت تستهدف فقط ضرب الجانب الحكومي المشرف عليها.

* هل صحيح أن هناك توافقا أميركيا - باكستانيا سبق عملية الانتخابات بحيث طمأنت إسلام آباد الولايات المتحدة بأن طالبان لن تعرقل الانتخابات؟

- ذلك القول غير صحيح. فمن المعروف أن حركة طالبان غير خاضعة لأي نفوذ خارجي، حيث إنها لا تتلقى الدعم من أي جهة كما هو معروف. فكل دول الجوار ومعظم دول العالم أيدت العدوان الأميركي على أفغانستان، وذلك شيء غاية في السوء، ولكن الجانب الجيد فيه هو أن طالبان غير خاضعة لأي نفوذ خارجي، وليس عليها أي ديون سياسية يجب تسديدها. كما أن الانتخابات لم تكن حدثا ذا قيمة عملية في مسار أحداث أفغانستان، بحيث تستدعي كل ذلك الجهد. وقد عمدت «الإمارة الإسلامية» إلى عرقلة الانتخابات حتى تبرهن على فشل العدو سياسيا في أفغانستان كما فشل عسكريا. وقد أثبتت طالبان إبان حكمها لأفغانستان أنها كانت تعمل لمصالحها الدينية والوطنية، وأنها لم تخضع لأي جهة خارجية. والجميع بما فيها باكستان يدرك هذا الأمر ويعرف طبيعة الإمارة الإسلامية أنها لن تستسلم ولن تقبل الخضوع لأي جهة أجنبية.

* هل صحيح أن الرجل العسكري الأول في طالبان الملا عبد القيوم ذاكر جرت إقالته بسبب فشل مقاتلي الحركة في عرقلة الانتخابات.. وأنه رهن الاعتقال لدى الاستخبارات الباكستانية؟

- أوضحت طالبان أن الملا عبد القيوم قد تنحى عن منصبه نتيجة اعتلال صحته، وكان منذ مدة يطالب بذلك. أما موضوع الانتخابات فقد تحدثنا عنه عند الرد على سؤالكم السابق. والملا عبد القيوم حاليا عضو الشورى القيادي في الإمارة الإسلامية ويمارس حاليا مهام جهادية تتناسب مع حالته الصحية.

* من يقود العمليات العسكرية لطالبان حاليا؟

- لا ندير حربا تقليدية كالتي تخوضها الجيوش. بل نخوض حرب عصابات تعتمد على اللامركزية في التنفيذ، ولكنها تخضع لاستراتيجية واحدة تحددها قيادة طالبان وتشرف على تنفيذها بشكل عام وليس بشكل مفصل، فيما عدا المعارك ذات الأهمية الاستثنائية، وهي قليلة جدا في العادة. وقادة المناطق ينفذون الخطة الاستراتيجية الخاصة بمناطقهم، ويترجمونها إلى أعمال تكتيكية كثيرة جدا.

وهكذا فإن العمل العسكري غير متوقف على شخص واحد، ولا عدة أشخاص مهما كانت مناصبهم عالية، ولكنه بنيان متكامل ومتشعب ويغطي أفغانستان كلها. مع الاعتراف بأهمية القيادة العليا في الإمارة ومكتبها العسكري، المنوط به التخطيط والمتابعة.

لهذا فإن العمل العسكري للإمارة لم يهتز أبدا رغم فقدان الكثير من القادة الكبار البارزين، لأنه عمل قائم على مؤسسة متكاملة ولا يتمحور حول شخص مهما علت مرتبته.

* أين زعيم طالبان الملا عمر، هل هو يشرف على عمليات طالبان؟ وما ردكم حول مزاعم تتردد أنه لم يعد على قيد الحياة؟

- امتدادا لإجابتنا عن سؤالكم السابق، الملا محمد عمر يقف على قمة الهرم القيادي السياسي والعسكري والإداري، مستعينا في كل مجال بمجالس متخصصة. وهو يمارس عمله على أفضل وجه. وقد تعودنا على سماع شتى أنواع الأكاذيب من العدو، والتي يعوض بها عن فشل مغامرته المتهورة في أفغانستان، والتي أودت بمكانته الدولية وبوضعه الاقتصادي.

* كم عدد مقاتلي طالبان بشكل عام؟ وكم راتب كل عنصر من طالبان الشهري تقريبا بالدولار أو الأفغاني؟ من غير المعقول أنهم يقاتلون في سبيل الله.. ولكنَّ هناك عوائل وأطفالا في حاجة إلى إعاشة.. الهدف من يدفع أكثر طالبان أم الحكومة؟

- إن عدد مقاتلي حركة طالبان هو إجمالي الشعب الأفغاني مخصوما منه مجموعة ضئيلة من المنتفعين بالاحتلال وأعوانه المحليين أو الذين جاءوا على ظهر دبابات العدو بعد أن تجنسوا بجنسيات أخرى. هل جرى إلغاء الجهاد في سبيل الله؟ ومتى؟

غريب جدا قولكم «من غير المعقول أنهم يقاتلون في سبيل الله»، فهل جرى إلغاء الجهاد في سبيل الله؟ ومتى؟ وماذا عن قول رسولنا الكريم، إن الجهاد ماضٍ إلى يوم القيامة؟ وهل لا يكون الجهاد جهادا في سبيل الله إلا إذا أجازته الولايات المتحدة أو كان في خدمة مصالحها؟

بالنسبة لإعاشة المجاهدين فإن ذلك له مصدران رئيسان: الأول والأهم هو أن الشعب بنفسه يرسل عددا من أفراده للجهاد في صفوف طالبان، ويتكفل بإعاشتهم وتسليحهم ورعاية أسرهم. وكان ذلك النظام معمولا به وقت حكم طالبان ما بين 1996 - 2001.

نعم، الشعب الأفغاني يجاهد في سبيل الله دفاعا عن دينه وأرضه وشرفه، وهو في ذلك يختلف عن شعوب إسلامية كثيرة اندثر الجهاد حتى من قاموسها اللغوي، بل أصبح عارا واتهاما يستوجب أشد العقوبة. النوع الثاني من الإعاشة هو دفع رواتب مباشرة للأفراد الذين تفرغهم الإمارة للعمل العسكري أو ما يتعلق به، أو لنشاطات أخرى مهمة. والراتب في حده الأعلى لا يتعدى متوسط ما يكفي الفرد العادي في أفغانستان. هذا إلى جانب التسليح والمهمات الضرورية ومصاريف الانتقال ومعداته.

والمجاهد الذين يمتلك ما يكفيه يستغني عن تسلم الراتب، لأن الجهاد بالمال مطلوب كما هو الجهاد بالنفس، وكثيرون يجاهدون بالوسيلتين معا.

ولا يمكن مقارنة ما تدفعه طالبان لمجاهديها المتفرغين بما يدفعه الاحتلال لجنوده أو المرتزقة المحليين. ويكفي أن تعلم أن جندي الاحتلال يكلف سنويا مليون دولار. وذلك مبلغ خيالي ممكن أن يكفي جميع مجاهدي أفغانستان المتفرغين لمدة عام أو أكثر. والجيش المحلي يكلف الغرب سنويا مبلغ ستة مليارات دولار.

* ما خطة طالبان بعد انسحاب القوات الأجنبية نهاية العام الحالي؟ وهل تنوون السيطرة على الحكم مجددا؟ وما إمكاناتكم؟ وهل لديكم خطط لإدارة الدولة؟

- ليس الحكم هو الهدف أو الغاية، بل الحكم وسيلة لتحكيم شرع الله، بما يعنيه من عدالة ومساواة وتلبية احتياجات جميع سكان هذا البلد من طعام وتعليم وصحة وسكن وطرقات، بعد معاناة استمرت عقودا من الحروب، وفساد وإهمال وقسوة حكومات متعاقبة. أما عن «الإمكانات» و«الخطة» فإن الإمكانات التي لدينا مكنتنا بفضل الله من هزيمة الولايات المتحدة وحلف الناتو، وهو الأمر الذي لم يكن يخطر ببال أحد. والذين وضعوا «خطة» ذلك الانتصار هم الذين سيضعون خطة بناء هذا البلد وتمكين شرع الله في أرجائه كي يسعد أهله بعدالة الإسلام وأمنه.

* من تدعمون من المرشحين البارزين لمنصب الرئاسة الأفغانية؟ وهل ستتعاملون مع خليفة كرزاي أيا كان؟ وعبد الله عبد الله يقول إن الكرة في ملعبكم ومستعد للتفاوض معكم من أجل السلام؟

- لقد وضحت الإمارة موقفها من الانتخابات أنها ليست إلا محاولة لامتداد الاحتلال الأميركي ف أفغانستان، فطالبان لا تعترف بها ولا تدعم أحدا من مرشحيها. ليس لدينا في أفغانستان مشكلة سلام، بل هي مشكلة احتلال يجب طرده بالقوة المسلحة.

* ما آخر مواقفكم من عملية التفاوض مع الجانب الأفغاني أو الأميركي، هل المفاوضات مستمرة أم متوقفة؟

- لم نفاوض حكومة کرزاي، بل المفاوضات کانت مع الأميركيين ولم تشمل الجوانب السياسية، بل كانت مقتصرة على موضوع واحد فقط هو تبادل الأسرى. وقد فشلت في الوصول إلى أي نتيجة.

* ما رأيكم في تحركات الملا معتصم جان أغا، وكذلك الملا طيب أكبر أغا، في تأسيس حراك سياسي باسم طالبان من أجل الحوار مع الحكومة الأفغانية؟

- موقف طالبان من قضية «أغاجان معتصم» معلوم. وهو الآن لا نتسب لطالبان بأي صفة وعد کل تحرکاته تصرفات شخصة تخصه هو فقط. أما الملا طيب أكبر أغا فهما اسمان منفصلان لشخصين مختلفين، وليسا اسما لشخص واحد. فالملا طيب أغا هو مسؤول اللجنة الخارجية للإمارة. أما أكبر أغا فهو اسم لأحد القادة الميدانيين للجهاد السابق.

ومن المعلوم أن المكتب السياسي للإمارة الإسلامية هو المفوض بتناول كل الشؤون السياسية ويعين لذلك الشخصيات المناسبة. والمكتب هو الذي يرسم السياسات كافة، تحت إشراف وتوجيه القيادة العليا للملا عمر. وأي عمل سياسي خارج ذلك الإطار لا يمثل طالبان، وهو مردود على أصحابه. وطالبان هي من تقود جهاد شعب أفغانستان في مواجهة المحتلين لدحرهم ولبناء مستقبل مزدهر في ذلك البلد الحر.

* ما موقفكم من مقتل المدنيين الأبرياء في العمليات الانتحارية التي تنسب إليكم؟ هل تعدونهم شهداء.. أم حسابهم عند ربهم؟

- من أشد المحرمات في دستور عمليات المجاهدين المساس بالمدنيين أو إيذاؤهم بأي شكل، بل الواجب هو حل مشكلاتهم وحمايتهم وتقديم شتى الخدمات إليهم. فالعلاقة بين المجاهد والمدنيين مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالحمى والسهر، حسب ما جاء في الحديث الشريف. وأي خروج على تلك القاعدة الجوهرية يعرض المجاهد للمجازاة والاستبعاد، لأن المساس بالعلاقة الطيبة والقوية مع الناس هو تهديد لمصير الجهاد، وليس هناك أدنى تهاون في ذلك.

والعدو يروج تلك الإشاعات بهدف الإساءة إلى سمعة المجاهدين في العالم الخارجي، ولا يحتاج المجاهدون إلى بذل مجهود لإقناع الناس بحقيقة يلمسونها بأيديهم على الدوام. ولكن خارج أفغانستان فإن تلك الإشاعات السيئة تجد لها بعض الصدى نتيجة كثرة التكرار وتعدد مصادر الإشاعة. والعمليات الاستشهادية (كما نعدها نحن وليس الانتحارية كما تصفونها أنتم في سؤالكم) نراعي فيها بشدة الابتعاد عن المدنيين، وكل العمليات تتوجه نحو أهداف عسكرية أو استخبارية أو إدارية، وتستهدف أفراد العدو ومعداته والمتعاونين معه.

* ما موقفكم من مقتل الصحافي الأفغاني سردار أحمد مع جميع أفراد عائلته في فندق سرينا وأنتم أعلنتم مسؤولية الهجوم؟ وكذلك من مقتل صحافية ألمانية كانت تعمل لدى وكالة آي بي بولاية خوست شرق أفغانستان قبل الانتخابات الرئاسية؟

- هذا سؤال جيد لأنه يتيح الفرصة لتوضيح حقائق ميدانية تغيب عن كثير من المتابعين خارج أفغانستان. فالعملية قد تستهدف هدفا مدنيا في مظهره، كأن يكون الهدف مطعما أو فندقا أو ملهى إلى غير ذلك. ولكن طبيعة مرتادي المكان هي التي تحدد الهوية الحققة وليست مظهره الخارجي الذي يبدو بريئا.

تلك الأماكن يرتادها في ثيابهم المدنية جنرالات كبار في قوات الاحتلال ومن الأجهزة العميلة، كما يرتادها أيضا أفغان على نفس المستوى في الأجهزة المحلية.

ومن المعلوم أن حركة طالبان حذرت مرارا أن على المدنيين تجنب تلك المواضع، وألا يخالطوا المحتلين في أماكن عامة، لأنها تصبح أماكن مستهدفة بمجرد وجود المحتلين فيها، ومن يخالف تلك التحذيرات المتكررة فإنه يكون مسؤولا من النتائج التي تترتب على ذلك.

يمكننا القول إن سردار محمد قتل أثناء تبادل إطلاق النار بن الطرفان وعل الأرجح أنه قتل من قبل العدو، لأن ديننا الحنيف يأمرنا بالحفاظ على أرواح الأبرياء وينهانا عن قتل أطفالهم ونسائهم. فالمجاهد الذي يجاهد لابتغاء مرضاة الله كيف يرضى بقتل الأبرياء من الأطفال والنساء؟

أما عن الصحافية الألمانية التي قتلت في خوست، فقد كانت العملية من أداء جندي في الجيش الأفغاني، ولم تعلن طالبان مسؤوليتها عن الحادث، بما يدل على أن الجندي قام بالعملية بدافع شخصي كما يفعل العشرات والمئات من الجنود.

* هل تعتقدون أن نسبة شعبيتكم بين الأفغان تدنت بسبب هجماتكم على مواقع مدنية؟

- واضح تماما أن شعبية طالبان في ارتفاع مستمر، وهي تمثل الأمل في تحرير البلاد من الاحتلال، وفي السير بها نحو مستقبل مزدهر وحياة كريمة في ظلال الإسلام. وقد حققت «الإمارة» نجاحات مبهرة في القتال ضد جيوش الاحتلال، وذلك ما كان له أن يجري بغير تعاون تام من أفراد الشعب الأفغاني المجاهد.

والإشاعات التي قد تجد من يصدقها في الخارج نتيجة غياب الصوت الصحافي الحر القادم من داخل أفغانستان، لا يصدقها أهل البلاد الذين لا تخفى عليهم الحقائق، خاصة ما يتعلق منها بوحشية المحتلين وعدوانهم الدائم على المدنيين.

* هل يمكن أن تنخرطوا في العمل السياسي مع الحكومة الجديدة التي ستتشكل بعد إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية؟

- سنستمر في جهادنا حتى تطهير أرض أفغانستان من آخر جندي محتل. وسنستمر ف جهادنا ضد القوات الأجنبة کلها ولا نعترف بأي حكومة تأتي تحت ظل القوات الأجنبة.

* كم عدد متابعيكم على «تويتر» أو الإنترنت؟

- الذي يعنينا هو قول الحقيقة وليس عدد من يستمعون إليها، فالحقيقة هي سلاحنا الإعلامي الأقوى. ومع هذا نرجو أن يتزايد عدد متابعينا باستمرار.

* هل يذهب أولادكم وبناتكم إلى مدارس دينية أو مدارس مدنية عادية؟

- نقول إن أولاد المجاهدين يتلقون نفس التعليم الذي يتلقاه أبناء الشعب في المناطق المحررة، وهو قائم على مناهج الإمارة الإسلامية التي تشمل مواد شرعية وأخرى من العلوم الحديثة.

* لماذا تتخوف نائبات البرلمان الأفغاني من عودتكم إلى السلطة.. ويقلن إن عدتم عدن هن إلى المطابخ وغرف النوم لأنكم ستقلصون حريتهن؟

- إن حرية جميع أفراد شعب أفغانستان ستكون محترمة ومحمية طبقا لما حدده الإسلام من حريات، لا أكثر ولا أقل، النائبات وجميع النساء اللاتي أدخلهن المحتل في النظام الحالي أو المؤسسات الأجنبية العاملة في البلد هن لا يمثلن المرأة الأفغانية المسلمة. المرأة المسلمة تعد العمل بجانب المحتلين امتهانا لكرامتها ولن ترضى بهذا أبدا.

* ما رأيكم في النهضة التعليمية التي تشهدها أفغانستان؟ وهل ستغلقون مدارس البنات؟ أو تطالبون بتغيير الدستور؟

- ليس في أفغانستان نهضة تعليمية، بل هناك غزو ثقافي يكمل رسالة وأهداف الغزو العسكري. فالاحتلال يحاول تربية جيل منسلخ عن الإسلام جاهل بتاريخ بلاده، منبهر بثقافة الغرب عادا إياها ثقافته الخاصة.

فرسالة التعليم، وكما حدث في كل دولة ابتليت بالاحتلال، هي تخريج أجيال تابعة ثقافيا وفكريا للاحتلال بحيث يمكنها أن تدير بلادها بـ«طريقة احتلالية» تحفظ مصالح الاستعمار، وتجعل الوطن تابعا وخادما مطيعا لما تريده دولة الاحتلال، التي تنتقل بذلك من الاحتلال المباشر إلى الاحتلال بالوكالة الذي يقوم به أبناء البلد أنفسهم، من الذين تربوا على مناهج التعليم الأجنبي، وأصبحوا أجانب بالفعل ولكن بوجوه وأسماء محلية، مع ديانة شكلية تبقي على اسم الدين بعد تفريغه من كل محتوى.

أما عن مدارس البنات فسوف نبني المزيد منها، ولكن بمناهج إسلامية قوية وعلوم عصرية أيضا، بل سنقيم لهن كليات عليا متخصصة في مجالات مثل الطب والتعليم، والكثير من أفرع العلم الحديث والعلوم الإنسانية. فالمرأة الأفغانية كانت عنصرا حيويا في الجهاد، وسوف تكون كذلك في مرحلة البناء والانطلاق نحو مستقبل يليق بذلك الشعب العظيم الذي لقن الإنسانية دروسا خالدة في الشجاعة والدفاع عن الدين وحرية الوطن.

* ماذا يعني لكم أشرف غني أو عبد الله عبد الله، هل هما يختلفان عن الرئيس الحالي كرزاي؟

- تلك الأسماء تعني لنا أشخاصا ارتكبوا جريمة بحق بلادهم ودينهم، بلا أي فارق في ذلك بينهم وبين كرزاي الذي جاء على ظهر دبابات الاحتلال، أو إن شئت الدقة جاء على ظهر طائراتهم المروحية. فكلهم كرزاي، وكلهم إلى زوال بإذن الله.