حول مقاطعة منتجات مايكروسوفت

TT

* انتشرت قبل أكثر من أسبوع على طريق أيالون السريع قرب مدينة تل أبيب، لوحات إعلانية تحمل توقيع شركة مايكروسوفت وعليها عبارة باللغة العبرية تقول «إلى قوات الأمن وخدمات الطوارئ، قلوبنا تشكركم. التوقيع مايكروسوفت إسرائيل». وهو ما دفعنا للاستفسار عن هذا الأمر من خلال الحوار التالي:

* تقول مايكروسوفت دائما، إنّها تتجنّب التدخّل في الشؤون السياسية، فكيف أمكن للوضع في إسرائيل أن ينعكس في اللوحات الإعلانية التي انتشرت فيها؟

ـ لقد قمنا بعمل تقرير حول هذه المسألة، وموقفي منه لا يختلف أبدا. بشكل عامّ فإنّ هناك قدرا كبيرا من الاستقلالية في الشركات التابعة لنا، وقرار المشاركة في حملة اللوحات الإعلانية كان قد اتُّخِذ على المستوى المحلّي. بصراحة، لم يكن أمرا نرجو حدوثه، وقد سعينا حثيثا لتصويبه. كانت الشركة واضحة مع الجميع بأنّها لا تتدخّل بالسياسة، ومع أنّنا نكره ما يترتّب على هذا الصراع من خسائر بشرية، لكننا لن ننحاز إلى أي طرف، فنحن شركة تؤمن بعمق بقدرة الناس على فهم إمكانات بعضهم بعضا، فالأفكار ليس لها دين أو جنسية معيّنة.

* يعتقد الكثير من الناس في العالم العربي أن مقاطعة منتجات مايكروسوفت تعتبر ركيزة لدعم القضايا القومية العربية، وهذه ليست المرة الأولى التي تمرّ فيها. مايكروسوفت بوضع كهذا. كيف تشعر مايكروسوفت إزاء كونها هدفا لمقاطعة، وهل تعتقد أنّ المقاطعات مجدية؟

ـ بالنسبة لي من الصعب التعليق على سبب حدوث ذلك. لكنني أعتقد أنّ على كلّ شركة أن تقوم بتحقيق القيمة التي يريدها الناس على المستوى المحلّي، والتي من المفترض أن تكون قيمة كبرى. في مايكروسوفت فإنّ كلّ يوم هو يوم جديد، وهذا ما نفكّر به. فإذا لم تقم مايكروسوفت أو أية شركة أخرى بعمل جيّد لزبائنها، فقد تكون هناك عواقب لذلك. لكن بالنسبة لمايكروسوفت فالاستثمار الذي نقوم به كلّ يوم هو استثمار لمحاولة التأكيد على إيصال تلك القيمة إلى الناس محلّيا... ببساطة، فإنّ مايكروسوفت غير معنيّة بالسياسة، وبالنسبة لي فمن الصعب أن أتخيّل أن تكون مايكروسوفت مقصودة في أية حملة مقاطعة، لأنها تركّز تماما على تأكيد أنّ كلّ دولار يتمّ وضعه في البحث والتطوير يفي بتحقيق القيمة المنشودة في كلّ سوق نوجد فيه. وليست هناك أية شركة عالمية وضعت استثمارات في تعريب برمجياتها بحجم تلك الاستثمارات التي وضعتها مايكروسوفت، وآمل أن يكون هذا مثالا على التزامنا طويل المدى نحو هذه المنطقة. في الحقيقة، لا أستطيع التعليق بأكثر من ذلك.

* قامت بعض الشركات بتقديم التبرعات النقدية والعينية للفلسطينيين. هل تعتزم مايكروسوفت أن تقوم بمثل هذا؟

ـ نحن ننظر إلى كل سوق ونقدم مساهماتنا، وخصوصا في قطاع التعليم. إذا وجدنا الفرص المناسبة فإنّنا نقوم بالمساهمة، ونحن نقوم دائمًا بالبحث عن الفرص لإيجاد التغيير في المجتمع المحلي. لقد قدمنا مساهماتنا تلك في أماكن كثيرة حول العالم، وهناك كثير من الناس يتكلمون أكثر عن مفاهيمنا تلك باعتبارها قضايا سياسية، لكننا في مايكروسوفت نحب أن نراها طريقة لتطوير المجتمع. لقد عملنا في كل أنحاء العالم مع المؤسسات التعليمية، إما عن طريق توفير منتجاتنا لها بكلفة منخفضة أو من دون مقابل، وذلك لمساعدتهم بنقل المعرفة والعلم للناس، وهذا ما نؤمن به.

الناس يحاولون أن يبدأوا في استقطاب هذه الأشياء. أنا لم آتِ من الولايات المتحدة ولم أولد فيها، فهل يجب على مايكروسوفت أن تقدّم شيئا لبلدي كولومبيا أم لا؟ أنا لا أنظر لهذا الأمر بهذه الطريقة، فنحن لدينا التزام تجاه كل سوق محلي نعمل فيه، وحتى في الأماكن التي لا نعمل فيها، لنقدّم ما باستطاعتنا لجعل التقنية تطوّر المجتمع. ليست هناك شركة تقنية معلومات قدمت أكثر مما قدّمت مايكروسوفت.