سوق البرمجيات التعليمية ينتشر في مصر ويهدد ظاهرة الدروس الخصوصية

شركات إنتاج البرمجيات التعليمية تسعى لخفض الأسعار لتحقيق الانتشار المحلي وتخطط لدخول الأسواق العربية

TT

ساعدت الطفرة الهائلة في تقنية المعلومات وانتشار استخدام الكومبيوتر بين الطلاب المصريين ودخول عصر الإنترنت المجاني الشركات المنتجة للبرامج، لإنتاج برامج تعليمية تغطي المراحل التعليمية المختلفة. وقد وصف خبراء البرمجيات تلك التجربة بأنها بدأت منذ فترة قصيرة ولكنها سرعان ما انتشرت بسرعة كبيرة، وأن وجود تلك البرامج سيساعد على إضافة الطابع التقني الحديث ليكسر الملل الذي يعاني منه الطلاب من الوسائل القديمة للعملية التعليمية، علاوة على امكانية ان تؤدي تلك التقنية التعليمية الحديثة إلى تحجيم ظاهرة الدروس الخصوصية، التي تستهلك الكثير من ميزانية الأسرة المصرية.

ويقول أمين العشري، مسؤول قطاع المبيعات بشركة صخر، ان الأقراص المدمجة للبرامج التعليمية موجودة منذ سنوات لكنها لم تكن منتشرة نظرا لاعتبارات كثيرة، منها غلاء ثمن تلك البرامج، وارتفاع أسعار أجهزة الكومبيوتر بالإضافة إلى عدم دراية الناس بتلك البرامج. موضحا أن السوق بدأت تستجيب الآن، وهناك إقبال جيد على شراء تلك البرامج، ولهذا قامت شركته بتطوير البرامج التعليمية التي أنتجتها من قبل بما يتناسب مع احتياجات الطالب من معلومة، مغلفة بأسلوب سهل واضح يتناسب مع المراحل السنية. ويشير العشري إلى أن صخر قامت بطرح عشر اسطوانات بها أسئلة ومعلومات يحتاجها الطالب للتفوق بخلاف البرامج المنهجية للمراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية في جميع المواد وللنظامين الحكومي واللغات.

ويؤكد ياسر عبد الرحمن، مدير المبيعات بشركة الأندلس للبرمجيات، على أن اتجاه سوق البرمجيات في الفترة الأخيرة للبرامج التعليمية يأتي لسببين، أولاهما محاولة رفع المعاناة عن كاهل الأسرة لارتفاع تكاليف الدروس الخصوصية، أما الآخر فلأنها مطلوبة بنسب معقولة في السوق المحلية، موضحا أن انخفاض تكاليف ترخيص البرامج التعليمية التي لا تتجاوز 30 جنيها مصريا (6.5 دولار) للاسطوانة الواحدة، وارتفاعها بالنسبة للبرامج العادية حيث تصل إلى 300 جنيه (65 دولارا) للترخيص الواحد، قد ساعد بصورة كبيرة على انتشار برمجيات التعليم. وبين عبد الرحمن أن معظم الشركات كانت تهتم سابقا بالبرامج الترفيهية والألعاب ثم توسعت إلى برامج الموسوعات التعليمية عن الفضاء والتاريخ، وما تركز عليه حاليا هو البرامج التعليمية المنهجية لمختلف المراحل الدراسية وذلك لارتفاع ربحيتها والإقبال الشديد عليها من معظم الدارسين.

ويقول نادر جلال، مسؤول المبيعات في شركة العين، ان إقبال الناس على البرامج التعليمية المطبوعة على أقراص مدمجة يرسخ مفهوم ان للكومبيوتر استخدامات عديدة أكثر نفعا وأهمية من الأغاني والألعاب، وهو ما سيجعل الناس يرون مدي الفوائد المباشرة التي يلمسونها من استخدامهم للتقنــــية بشكل عملي ملموس، موضحا أن نشــــــــاطهم يتنوع بين البرامج التعليمية والترفيهية والدينية، ويضيف «لكننا ركزنا جهودنا في الفترة الأخيرة على البرامج التعليمية نظرا للإقبال الشديد عليها»، محذرا من عدم الاستعانة بخبراء تربويين لوضع الأسلوب الأمثل لمعالجة تلك المناهج بأسلوب سهل ومبسط بعيدا عن صعوبات كتب الوزارة. ويؤكد جلال «ان ذلك سيوصلنا إلى أداء الرسالة التعليمية على اكمل وجه وهو ما نبتغيه لإيجاد جيل مبدع وبناء بعيدا عن أسلوب الحفظ والارتجال».

أما ياسر عبد اللطيف، مسؤول المعارض في دار نهضة مصر للطباعة والنشر، فيشير إلى أن البرامج التعليمية الناطقة والموجودة على الأقراص المدمجة تحتوي تقريبا على نفس المواد الموضوعة في الكتب الخاصة، والزيادة الوحيدة تكون في الرسوم التي تساعد على توصيل المعلومة بشكل جيد، موضحا أن شركته تنتج برامج لجميع المراحل التعليمية من سن ما قبل الدراسة إلى المرحلة الثانوية سواء المناهج الخاصة بالمدارس الحكومية أو اللغات، وأنه لا يتم طبع المادة العلمية الموجودة على الاسطوانات إلا بعد موافقة الجهات الرقابية عليها.